باكستان تفرج عن طيار هندي في “مبادرة سلام” بعد ثلاثة أيام من أزمة حادة وستعيد فتح مطاراتها جزئيا
يمنات – وكالات
افرجت باكستان ، عن طيار هندي أسرته هذا الأسبوع في “مبادرة سلام” حيال الهند، بعد ثلاثة أيام من أزمة حادة بين القوتين النوويتين.
وتصاعد التوتر خلال الأسبوع الجاري بين البلدين المتجاورين الواقعين في جنوب آسيا. وقامت طائرات كل من البلدين بدخول المجال الجوي للبلد الآخر، ما أثار قلق الأسورة الدولية التي تخشى نزاعا مفتوحا.
وأدى هذا التوتر أيضا إلى اضطراب حركة الملاحة الجوية العالمية.
وعبر اللفتنانت كولونيل أبيناندان فارثامان الذي أسقطت طائرته فوق كشمير، إلى الهند عند نقطة واغا الحدودية، بعد تأخر لساعات، وبدا مصابا في احدى عينيه.
ورحب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بوصوله، مؤكدا “اعتزاز الامة بشجاعته”.
وانطلقت الشرارة مجددا من كشمير المنطقة المتنازع عليها في شبه القارة الهندية منذ منتصف القرن العشرين. وتطالب كل من الهند وباكستان بهذه المنطقة الجبلية ذات الغالبية المسلمة، وتواجهتا في حربين من أجلها في الماضي.
وكان رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان أعلن الخميس عن الإفراج عن الطيار الهندي ابيناندان فارثامان في “مبادرة سلام” حيال الهند. وقال إن “رغبتنا في خفض التصعيد يجب ألا تفسر على أنها ضعف” من قبل رئيس الوزراء الهندي القومي ناريندرا مودي.
وتتهم الهند منذ فترة طويلة جارتها بدعم عمليات التسلل والكفاح المسلح في الشطر الخاضع للهند من كشمير. وضربت حركة التمرد الدولة الهندية بقوة في هجوم انتحاري أوقع أربعين قتيلا على ألقل في صفوف القوات الخاصة في 14 شباط/فبراير. وكان هذا الهجوم الأعنف منذ بدء التمرد الانفصالي في 1989.
ووضع هذا الهجوم رئيس الوزراء الهندي الذي يقدم نفسه على أنه رجل البلاد القوي، تحت ضغط الرأي العام والمعلقين المطالبين بالانتقام، بينما سيترشح في انتخابات الربيع لولاية ثانية.
وشن الجيش الهندي “ضربة وقائية” ضد ما قالت إنه معسكر للتدريب في الأراضي الباكستانية لجماعة “جيش محمد” في البلاد، إحدى المجموعات الاسلامية الأكثر نشاطا في مقاتلة نيولدهي في كشمير، وتبنت الهجوم.
ولم تشن الهند أي غارة جوية في باكستان منذ الحرب الأخيرة بينهما في 1971 حول باكستان الشرقية التي أصبحت اليوم بنغلادش، في فترة لم يكن فيها أي من البلدين يمتلك سلاحا نوويا.
– وجه الأزمة –
ردا على التوغل الهندي، عبرت طائرات حربية باكستانية الأربعاء خط المراقبة، خط وقف إطلاق النار المدجج بالأسلحة الذي يشكل الحدود بين اللبدين في كشمير، وألقت قنابل في الجانب الهندي.
وبعد المواجهات الجوية التي تلت ذلك، أكدت باكستان أنها أسقطت مقاتلتين هنديتين في مجالها الجوي وأسرت طيارا. واعترفت الهند بسقوط واحدة من طائراتها وقالت أنها دمرت طائرة باكستانية، لكن إسلام أباد نفت ذلك.
وبثت باكستان تسجيل فيديو للطيار الأسير الذي أصبح على الفور الوجه الإنساني لهذه ألزمة في كشمير، مؤكدة أنه يلقى معاملة جيدة.
وتوجه والدا الطيار الذي أصبح بطلا في بلده، في وقت متأخر من الخميس بالطائرة، إلى أمريتسار. وقد استقبلهم ركاب الطائرة عند صعودهم بالتصفيق.
وكتب والده وهو ضابط متقاعد في سلاح الجو للصحف الهندي “انظروا إلى الطريقة التي تحدث فيها بشجاعة (على تسجيلات الفيديو) إنه جندي حقيقي ونحن فخورون به”.
وفي نيودلهي قال الجنرال في سلاح الجو الهندي آر جي كي كابور “نحن سعداء جدا باستعادته ونريد رؤيته مجددا”. وأضاف “نعتبر ذلك (الإفراج عنه) خطوة تتفق مع كل معاهدات جنيف”.
وقال المحلل الباكستاني حسن عسكري إن الإفراج عن الطيار يشكل “مبادرة رائعة” لاسلام أباد. وأضاف “عادة لا يعيدون الناس إلى بيوتها بهذه السرعة”.
وأضاف لفرانس برس “نأمل أن ترد الهند بشكل إيجابي وتعمل مه باكستان لتطبيع الوضع بين البلدين”.
وبسبب الأزمة، أغلقت باكستان منذ الأربعاء مجالها الجوي ما أدى إلى اضطراب الرحلات لآلاف المسافرين في العالم. لكنها اعادت فتح جزئيا الجمعة.
وفي كشمير، قال سكان ومسؤولون محليون إنه سجل إطلاق قذائف على جانبي خط المراقبة الجمعة. وقتل سبعة اشخاص في الجانب الهندي من كشمير بحسب السلطات المحلية.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.