السعودية ولعبة المشاعر المقدسة

يمنات

قيس القيسي

كنت راسخ الإعتقاد بأن أقوى أرصدة المملكة العربية السعودية هو الأراضي المقدسة التي تهوي أليها قلوب المسلمين في مكة المكرمة والمدينة المنورة.

يومها في جلسة مقيل مع مجموعة من الأصدقاء كان أحدهم عائدا لتوه من العمرة بعد أن حدثنا عن عمرته التي انجزها بتفاصيلها صغيرها وكبيرها بدأ الأصدقاء يسألونه بعض الأسئلة حول تفاصيل مالية واجرائية وشعائرية لم يتناولها في حديثه .

كرر تطلعه إلي وكأنه يستغرب عدم سؤالي له حينها اعتصرت ذهني لأساله سؤال له مغزى او منتج ذو طبيعة سياسية .

حضرتني قناعتي التي شاركتكم اياها في السطور الأولى من هذا المنشور .

سألته : كيف شعرت عندما رأيت الكعبة المشرفة لأول مرة ؟

كان رده معتادا ممن سبقوه في توضيح مشاعرهم عند رؤية الكعبة لأول مرة ولكنه مفاجيء منه باعتبار صديقي هذا صمصام وليس ملتزما دينيا وان كان مستقيما والأهم انه لم يكن مدعيا ولا كاذبا أبدا وعرفته وصافا لايشق له غبار .

قال لي : بكيت بدموع بارده وارتعشت رجلاي وظننت أني سأجثو على ركبتي وعقب هكذا (شعور غريب لم اجربه من قبل ولم افهمه ) عقبت عليه بسؤال جديد : يعني أيش رهبه فرحة خوف ماهو؟ 

اجاب بعد تروي : مزيج بين كل هذا وشيء إضافي كان هو الطاغي على كل مشاعري لحظتها ••••••

احسست أني صغير وضئيل أمام الكعبة كما لم احس بالضآلة من قبل .

عاد اصدقائي يتناقشون في الموضوع وتنقلوا منه الى مواضيع عدة تبدوا غير مترابطة بحسب المتعارف عليه في جلسات المقيل .

عدت لعصفي الذهني مستدعيا غرضي من السؤال خلطته بمعرفتي التامة بصديقي المعتمر وبإجاباته مستحضرا قناعتي التي حدثتكم عنها .

و كمن يجمع قطع (اللوغو) ويقارنها بتلك القناعة التي حدثتكم عنها

شيئا فشيئا ظهر امامي استنتاج يدعم قناعتي بأن أقوى رصيد للملكة العربية السعودية هو مكة المكرمة والمدينة المنورة وما يحمله اكثر من مليار مسلم من مشاعر تجاه هذه الأراضي المباركة .

السعودية اليوم وليست المرة الأولى لها تستدعي هذا الرصيد في مواجهتها وعدوانها على اليمن.

القوات السعودية تعترض صاروخا حوثيا كان يستهدف مكة المكرمة 
هي ربما تتوقع وتظن ان هذا الخبر الذي لا أشك للحظة أنه مفترى سيثير مشاعر الخوف على المقدسات والغيرة عليها والسخط على من تدعي انهم استهدفوا الحرم بصاروخ وهو عمل عند كل مسلم سيصدق ان انصار الله ارتكبوه .

يستدعي تكفير مرتكبه وجهاده واستحلال دمه لكن حكام السعودية يغفلون عن ثلاثة حقائق مهمة يفضي إليها ادعاءهم هذا.

الحقيقة الأولى : أن الناس يدركون أن استدعاء احد المتخاصمين والمتحاربين لأقوى اوراقه هو لا شك بسبب انه يخشى الهزيمة وان لم يقر بذلك

الحقيقة الثانية : أن هذه الورقة هي ورقة مستهلكة تم الخصم من رصيدها عبر ما ترتكبة السعودية من جرائم في العالم الإسلامي هنا وهناك وعبر أسلوبها المتعالي المستكبر في التعامل مع معظم او اغلب الدول الاسلامية التي لاتشن عليها حربا معلنة واذا كانت هذه الحروب والتعالي سياسة وديدنا قديما فإن التقارب والتطبيع المعلن لها مع إسرائيل بل ودورها الخياني في التهديد الوجودي لقضية محورية عربية واسلامية هي قضية فلسطين من خلال تمرير بل تبني ودفع كلفة صفقة القرن هو استنزاف مرعب لرصيدها كدولة تحمي المقدسات الاسلامية وهو خصم جديد ونوعي يهدد هذا الرصيد بالإنهيار

الحقيقة الثالثة : وهي ما اجزم به عن تجربه ومعايشة : إن ادعاء حكام المملكة بأن يمنيا من أي فصيل او مكون أو مذهب يمكنه أن أن يتقبل فكرة ضرب الكعبة وتدميرها فضلا عن ان يقترف ذلك بنفسه لهو إدعاء يجعل معظم اليمنيين إن لم يكن جميعهم يستيقنون أنهم امام عدو لن يتورع عن هدم الكعبة بنفسه ليكسب نقاطا في حربه وعدوانه على اليمن فمن يجرؤ على استخدام بيت الله الحرام كورقة حرب عبر ادعاء كاذب بهذه الخطورة.
هو عدو لن يتورع عن تدمير بيت الله الحرام كورقة في حربه التي باع من اجلها كرامته وسيادته وأولى القبلتين وثالث الحرمين (الأقصى الشريف ) مؤخرا .

إن السعودية اليوم بعد خمس سنوات من عدوانها على اليمن في موقف أضعف مما كانت عليه قبل بدء هذا العدوان يوما فالذي يليه وسنة فالتي تتلوها ومكانة السعودية المالية والسياسية والدولية في تدهور ومؤخرا مكانتها الدينية في العالم الإسلامي كدولة تشرف وترعى وتدير وتقع فيها أراضي المسلمين المقدسة تتعرض للانهيار وهو ما اراه النقطة الحرجة التي ستنهار المملكة بقدر مقاربتها لها بهذا الصلف والكذب والاستهتار

اللهم احفظ رحالك واحفظ شعب اليمن وكل متولي قبلتك وسائرشعوب الأرض المحبة للسلام.

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.