وكالة: محادثات مرتقبة لتوسيع هدنة سارية في الحديدة تمهيدا لوضع اطار سياسي لإنهاء الحرب في البلاد
يمنات – صنعاء
يساعد تقليص الوجود العسكري الإماراتي في اليمن على خلق زخم من أجل تطبيق هدنة على مستوى البلاد هذا العام، بما يدعم جهود التحالف الذي تقوده السعودية و تشارك فيه الإمارات لوضع نهاية لحرب لطخت صورة دول الخليج المتحالفة مع الولايات المتحدة.
و قال مصدران دبلوماسيان إن المحادثات قد تبدأ بحلول الخريف بشأن توسيع نطاق هدنة سارية تم التوصل إليها برعاية الأمم المتحدة في مدينة الحديدة لتصبح وقفا عاما لإطلاق النار.
و أشارا إلى أن هذا قد يمهد السبيل لإجراء مفاوضات بشأن إطار سياسي لإنهاء الحرب التي تشهدها البلاد منذ أكثر من 4 سنوات.
و قال دبلوماسيان و مصدر في المنطقة مطلع على الوضع إن الإمارات توصلت إلى أنه لا يمكن إنهاء الحرب الدائرة منذ أربع سنوات عسكريا، بينما يسلط الغرب الأضواء عليها، و هو استنتاج تشاركها فيه الرياض، في الوقت الذي تزيد فيه التوترات بشأن إيران حدة المخاوف من نشوب حرب في الخليج.
و قال مصدر في المنطقة مطلع على التطورات إن ثمة “زخم حقيقي” لوقف الأعمال العسكرية بحلول ديسمبر/ كانون أول القادم، رغم أن “مليون شيء قد يفشل”.
و بحسب المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته لحساسية المسألة “لا يريدون (الإماراتيون) الاستمرار في التعرض للانتقاد الشديد بسبب حرب لا يمكنهم الفوز فيها”.
و قال مسؤول خليجي” “السعوديون متفقون في الهدف (مع الإمارات). فهم يريدون التوصل لنهاية (الحرب) لكنهم قلقون من كل هجوم عليهم وهذا مفهوم”.
و قالت أبوظبي إن قرارها نقل قوات و معدات، كان قد تم نشرها لشن هجوم على الحديدة في العام الماضي، اتخذ منذ أكثر من عام بالتنسيق مع الرياض.
غير أن دبلوماسيا و مصدرا خليجيا قالا إن الإمارات لا تزال جزءا من هيكل القيادة في التحالف و ستواصل دعم حوالي 90 ألف جندي يمني دربتهم و سلحتهم و ستستمر في عمليات مكافحة الإرهاب في اليمن.
و قال محللون في المنطقة إن أي محادثات جديدة ستستدعي أن تقلل السعودية و الحوثيون التوتر المتبادل بعد الهجمات الأخيرة على منشآت نفطية و مطارات في السعودية، و التي كان يتبعها ضربات جوية من التحالف.
و سيتوقف التقدم أيضا على تنفيذ اتفاق الحديدة الذي تم التوصل إليه في محادثات برعاية الأمم المتحدة في السويد في ديسمبر/كانون أول الماضي.
و بمقتضى الاتفاق من المفترض أن تكون قوات “حكومة صنعاء” و قوات التحالف قد انسحبت من المدينة التي تعد المنفذ البحري الرئيسي لدخول الواردات اليمنية و شريان حياة للملايين.
لكن لم يتحقق تقدم يذكر في هذا الاتفاق باستثناء انسحاب “قوات صنعاء” من جانب واحد من موانئ الحديدة التي تعد خط الإمداد الرئيسي لهم.
و تقول الأمم المتحدة إن الطرفين اتفقا على آلية لإعادة الانتشار بالكامل. و قال المبعوث الدولي مارتن غريفيث إن تحقيق تقدم كاف في الحديدة سيسمح ببدء المسار السياسي ربما قبل نهاية فصل الصيف.
و قالت إليزابيث ديكنسون من مجموعة الأزمات الدولية “خفض حجم القوات الإماراتية يتيح لكل الأطراف فرصة للتفكير بشكل مختلف في الصراع. و برحيل الإمارات اختفت الخيارات الحركية الرئيسية في اليمن”.
و رغم أن قرار الإمارات اتخذ قبل التفجيرات التي تعرضت لها ناقلات نفط في الخليج خلال مايو/أيار الماضي، فقد قالت ثلاثة مصادر مطلعة على القرار إن التوترات المتزايدة مع إيران لفترة أطول تمثل عاملا في اتخاذه.
كما اشتدت الانتقادات الغربية لحرب اليمن، و قال عدة دبلوماسيين إنها أثرت على العلاقات الاستراتيجية و على صفقات السلاح.
و يسعى أعضاء في الكونجرس الأمريكي لسن تشريع للحد من مبيعات السلاح للسعودية و الإمارات رغم أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال إنه سيستخدم حق النقض (الفيتو) لمنع هذه التحركات.
و عمدت بعض الدول و منها ألمانيا و السويد لتقييد مبيعات السلاح لدول في التحالف بسبب الحرب التي تسببت في أزمة إنسانية ملحة في اليمن الفقير الذي يحتاج أكثر من ثلاثة أرباع سكانه للمعونات.
كما قال دبلوماسيان إن الانزعاج في الإمارات كان له دوره. فقد سقط في الحرب أكثر من 100 قتيل من جنود الدولة خاصة من الإمارات الأقل ثراء مثل رأس الخيمة.
و قال الدبلوماسي الأول” “هذه هي بداية النهاية لمرحلة التحالف بقيادة السعودية في اليمن”.
المصدر: وكالة رويترز
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.