ترامب يُواجه تحقيقات العَزل.. هل بات رحيله وشيكًا؟ ولماذا يَلجأ دائمًا إلى حُلفاء إسرائيل لإنقاذه؟
يمنات – صنعاء
يُواجه أبرز زعيمين عُنصريين ويمينيين في العالم أزمات سياسيّة ضخمة قد تُطيح بهما من السلطة، وكرسي الحُكم، وهُما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي بدأت التّحقيقات من قبل مجلس النواب حول تجاوزه الأعراف في مُحاولتهِ للإطاحة بخصمه الديمقراطي جون بايدن، والتعاون مع الرئيس الأوكراني في هذا المجال، أمّا الثاني، فهو بوريس جونسون، رئيس وزراء بريطانيا، الذي ألغت المحكمة الدستوريّة وبالإجماع قراره بتعليق أعمال البرلمان لمُدّة شهر تقريبًا في إطار خطّته لإخراج بريطانيا من الاتّحاد الأوروبي دون اتّفاق.
إذا كان جونسون يقترِب من نهايته كرئيس للوزراء، وزعيم لحزب المُحافظين، فإنّه من غير المُتوقّع أن تنجح السيّدة نانسي بيلوسي زعيمة، مجلس النواب الأمريكي، في الإطاحة بالرئيس ترامب، وبما يؤدّي إلى تعزيز فرص زميلها الديمقراطي السناتور بايدن، فالبِدء بالتّحقيقات لا يعني أنّ حُظوظ عمليّة عزل الرئيس كبيرة، حتى لو أُدين، لأنّ العزل يتطلّب مُوافقة ثُلثيّ أعضاء مجلس الشيوخ المِئة الذي يتمتّع فيه الجمهوريّون بالأغلبيّة.
انتهاك ترامب للقوانين والدستور الأمريكيين ليس جديدًا، فمُنذ اليوم الأوّل لوصوله إلى البيت الأبيض وهو يُواجه اتّهامات بالتّلاعب، وانتهاك قانون الانتخابات، سواء بالتدخّل الروسي لمُساعدته للفوز في الانتخابات الرئاسيّة الأخيرة، أو بالدّفع لممثّلة إباحيّة أقام معها علاقات خارج إطار الشرعيّة الزوجيّة مُقابل السّكوت عن فضائحه.
اتّصال ترامب بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي، الممثّل الكوميدي المعروف، للحُصول على معلوماتٍ عن الأعمال التجاريّة لهنتر بايدن، ابن المرشّح الديمقراطي الأبرز بايدن، مُقابل مُعونات ماليّة تصِل إلى 400 مليون دولار، مُثبّتٌ بالتّسجيلات التي تحدّث عنها عميلٌ للمُخابرات الأمريكيّة كان وراء كشف هذه الفضيحة، لكنّ مضمون هذه التّسجيلات ما زال غير معروف حتى الآن، وإذا صدَق ترامب في وعده ببثّها علنًا، أو أمام الكونغرس، في جلسةٍ مُغلقةٍ، فإنّ الحقائق هي التي يُمكن أن تُبرّئه أو تدينه.
ترامب سيخرج ضعيفًا في جميع الأحوال، تمامًا مِثل حليفه البريطاني جونسون، خاصّةً أنّ هذه الفضيحة تأتي قبل 14 شهرًا من انتخابات الرئاسة الأمريكيّة التي يأمَل الفوز فيها بولايةٍ ثانية، فالمَثل البريطاني يقول: “إلقِ أكبرَ قدرٍ مُمكنٍ من الطّين على خصمكِ، فواحدةٌ يُمكن أن تلتصق”.
حُلفاء ترامب في الشرق الأوسط، وخاصّةً في مِنطقة الخليج، يرتجِفون خوفًا من رحيله، أو عدم فوزه، وخُروجه من السلطة، لأنّ هذا الخُروج سيكون ضربةً مُوجعةً، خاصّةً أنها تأتي بعد خُروج بنيامين نِتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، إثر عدم حُصوله على الأغلبيّة في الانتخابات التشريعيّة الأخيرة، واحتمال إقالة أو استقالة جونسون، الحليف البريطاني الآخر الذي يُؤيّد حربًا ضِد إيران.
مُشكلة الرئيس ترامب هو ارتمائه في أحضان إسرائيل وحُلفائها، والرّضوخ بالكامل لإملاءات اللوبي الأمريكي الضّخم (أيباك) الذي يُمثّل مصالحها، ولا نكشف سِرًّا عندما نقول إنّ الرئيس الأوكراني الذي طلب ترامب مُساعدته من أبرز حُلفاء إسرائيل.
لن نذرِف دمعةً واحدةً إذا تعمّقت أزمة ترامب أو نجحت مُحاولة عزله، كما أنّنا لن نحتفِل بوصول خصمه الديمقراطي بايدن إلى البيت الأبيض، فكلاهما لا يَكُنّان الكثير من الوِد للعرب والمُسلمين، ويقِفان في الخندق الإسرائيليّ.
افتتاحية رأي اليوم
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.