العرض في الرئيسةفضاء حر

ابرز التحديات التي تواجهها سوريا

يمنات

هاني علي سالم البيض

‏سقط نظام الأسد .. ولم يكن استثناء في منظومة الجمهوريات العربية التي ضربها ماسُمي بالربيع العربي، وموجة الفوضى الخلاقة المخصصة للمنطقة حينها. 

وبفعل الاخطاء السياسية وحالة الركود الاقتصادي، وضيق الهامش الديمقراطي، مع تزايد ومبالغة القبضة الأمنية المفروضة على الشعب. 

ومن ثم المضي في حالة السقوط..!! 

كنتيجة حتمية للأسباب التى انتظمت وتراكمت وادت لهذه النهايات من السقوط المروع للنظام بكل أركانه.. 

أعتقد كان النظام السوري السابق محظوظا الى حد ما، بسقوطه متأخرا، وبالجزء الثاني من مسلسل الفوضى الخلاقة المرسومة للمنطقة الآن وبدقة. 

حزب البعث العربي الاشتراكي السوري..!!

مع هذا التطور الدراماتيكي والمتغير الجديد لن يكون أيضاً بخير او على مايرام في ظل غياب نظامه السابق وحالة الثار السياسي منه.. 

وقد جرت العادة في مجتمعاتنا العربية والاسلامية وثقافاتنا السياسية بالمنطقة ان نضع المهزوم في زاوية الاتهام والإقصاء السياسي.. 

إذا لم نستطع اجتثاثه..! 

ولكن إلى أين تتجه سوريا اليوم 

وكيف ستسير الأمور في تقديركم..؟

قد يكون من المبكر الحكم على هذه المرحلة الطارئة، ومدى قدرة القوى الجديدة القادمة بفسيفسائها المختلفة من تيارات سياسية واجتماعية معارضة وحركات إسلامية راديكالية ودينية شمولية معتدلة او متطرفة. 

 ولكن المؤكد ان الدولة السورية العميقة مازالت تمسك بمفاصل السلطات التنفيذية والاقتصادية وامور كثيرة إلى حد كبير في هذا البلد، وستظل هناك لفترة من الزمن.. 

وقد تستعيد عافيتها وحضورها في حال اخفق النظام الجديد في تحقيق النجاح المطلوب والأهداف المرجوة والمرسومة له معاً، وتكرار تجارب أخرى فاشلة ليست ببعيدة عنه.. 

سنترك الحديث التحليلي عن مصير العملية السياسية الراهنة ومدى حظوظها ونجاحها، ونحاول نركز على بعض الأولويات الوطنية الآنية لاهميتها للشعب السوري، ولمن يستطيع أن يمثله ويدير شؤونه بهذه المرحلة الصعبة والاستثنائية في سوريا.. 

وهي بتقديري محاور عدة تدركها معظم القوى الوطنية السورية الحاضرة في المشهد، وتستوعب اهميتها اطراف المعارضة والمسيطرين على السلطة اليوم.. 

وسنوجز ابرز تحديات سوريا بهذه المرحلة: 

– ضمان وحدة الأراضي السورية، ووحدة النسيج الاجتماعي

– التوافق المرحلي بين مختلف القوى السياسية والفصائل المسلحة.

– إيجاد قيادات توافقية جديدة محل اجتماع 

– الاتفاق على مرحلة انتقالية واضحة ومزمنة، وبرنامج عمل متكامل يضع المسارات الانسانية محل اهتمام كبير للجميع 

– المسألة الكرديّة وهي قضية اجتماعية مهمة جدا تتطلب تسوية عادلة ودائمة

– العمل على وضع مسودة دستور جديد للبلاد متطور يعبر عن إرادة وطموحات شعب سوريا بكل طوائفه وأقلياته، وتشارك في وضع تصوراته كل القوى المحلية ويصيغه خبراء القانون والتشريع الوطني. 

– العفو العام وعودة المواطنين وتطبيع الأوضاع وضمان وسلامة المواطنين والمقيمين وحقوقهم وخلق حالة إيجابية من الحياة المعيشية الكريمة 

وكثيرة هي الاولويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المطلوبة امام تعقيدات هذا المشهد.. 

واهل مكة أدرى بشعابها 

كل ذلك يجب أن يقدم بشكل عاجل في اطار رؤية سياسية وطنية شاملة، لاستعادة دور سوريا الحقيقي وتعزيز مكانتها وخلق نسق سياسي واقتصادي جديد وايجابي مع محيطه العربي والإقليمي والدولي من خلال تقديم النموذج العربي المناسب في شكل ومضمون وادارة الدولة الوطنية السورية الحديثة. 

المصدر: حساب الكاتب على منصة اكس

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليغرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى