اليمنيون كأقلية منبوذة في وطنهم
يمنات
ازال الجاوي
ليس من المبالغة القول إن اليمنيين باتوا أشبه بأقلية منبوذة ومحاربة في وطنهم، بعدما كرّست قوى الصراع الحاكمة هويات بديلة (قبلية، مناطقية، مذهبية) بهدف تفكيك الهوية “اليمنية” الوطنية الجامعة.
هذه الهوية، التي تمثل الخطر الأكبر على مشاريعهم الضيقة، تُهدد بتجاوز جغرافيات الصراع وتفكيك الهويات التقسيمية التي بنوها.
ولذا، تُمارَس ضدها سياسات إقصاء وتضييق تصل إلى حد الاجتثاث، وهو ما يُفسر العديد من الممارسات التي تبدو غير مفهومة خارج هذا السياق، مثل قطع الطرقات، واعتقال من يرفع العلم الوطني أو يحتفي بمناسبة وطنية، وغيرها من الإجراءات التي تستهدف أي رمز يوحّد اليمنيين ويُعد تهديدًا مباشرًا لتلك المشاريع الصغيرة.
ومع ذلك، لا تقع المسؤولية كاملة على أطراف الصراع وحدها؛ فالأقلية الوطنية المتمسكة بالوحدة كهوية ومشروع ورؤية أصبحت عاجزة عن المواجهة، وغير راغبة في النضال لتغيير هذا الواقع. بل إن البعض بات يميل إلى التواري أو ممارسة “النفاق السياسي” للتكيف مع إقطاعيات الصراع. هذا العجز ساهم في تكريس حالة الانقسام، واستمرار الحرب، والتجويع، والفشل، بل وتفاقمها بشكل مأساوي.
لن يتغير هذا الواقع إلا بنهوض هذه الأقلية لإحياء المشروع الوطني الذي يشكل امتدادًا لمراحل نضال اليمنيين الكبرى: من ثورة 26 سبتمبر، مرورًا بثورة 14 أكتوبر واستقلال 30 نوفمبر، وصولًا إلى وحدة 22 مايو. هذا المشروع الوطني هو البديل الوحيد القادر على مواجهة التشظي والانقسام، وبناء مستقبل يرتكز على السلام، والاستقرار، والتنمية، بما يُعيد لليمن مكانته وهويته الجامعة.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليغرام انقر هنا