القاضي الهمداني: طلبت إعادة توزيعي في محكمة بامانة العاصمة لظروف خاصة ففوجئت بنقلي بعيدا

يمنات – صنعاء
قال القاضي عمر عبد الغني الهمداني إنه تقدّم إلى مجلس القضاء الاعلى بصنعاء بطلب إعادة التوزيع في إحدى محاكم أمانة العاصمة.
واوضح انه كان يعمل في محكمة صعدة الابتدائية، وكان أداؤه منتظمًا، حتى استجدت حالة صحية حرجة لوالدته، ما أستلزم وجوده شبه الدائم في أمانة العاصمة لتوفير الرعاية الطبية اللازمة لها.
ونوه القاضي الهمداني إلى أن هذا الوضع الطارئ أرهقه ماديًا ومعنويًا، وهدّد انتظامه في عمله القضائي، ما دفعه لتقديم الطلب مسببا، راجيًا النقل إلى إحدى محاكم أمانة العاصمة، حتى يتستطيع الوفاء بواجبه الأسري والمهني معًا.
واشار إلى أن الآباء رئيس المجلس ورئيس التفتيش القضائي تفهموا ظروفه وتجاوبوا مع طلبه في النقل، الا أنه فوجئ بقرار يقضي بنقله إلى محكمة شرق إب الابتدائية، وهي لا تَقِلُّ بعدا من موقعه الحالي في صعدة، ولا تَقِلُّ مشقَّة، ما يناقض جوهر طلبه، وغاية رجائه.
واكد إن طلب النقل لم يكن ترفًا ولا تحايلاً، بل التماسًا لموازنة بين الواجب الأسري وواجب الوظيفة، معتبرا إن القرار الصادر جاء وكأنه يعاقب القاضي على صدقه، ويضاعف مشقته بدل أن يخففها.
وقال: حين لا يجد الإنسان سبيلاً للقول إلا الشعر، فإنه يُفرغ صدق وجدانه في أبيات، لا ترفض القدر، لكنّها توثق الألم:
لَنْ نَطْلُبَ النَّقْلَ مِنْ أَعْضَاءِ مَجْلِسِنَا
وَأَيْــنَـمَـا عَـيَّـنُـونَا سَـــوْفَ نَـمْـتَـثِلُ
هُــمْ يَـنْـقُلُونَا وَلَـكِنْ عَـكْسَ رَغْـبَتِنَا
وَيَـمْـنَحُونَا وَلَـكِـنْ غَـيْـرَ مَــا نَـسَـلُ
وَلَــسْتُ أَحْتَجُّ عَـمَّـا يَـفْـعَلُونَ بِـنَـا
لِيَفْعَلُوا سَـادتـي الآبـاءِ مَــا فَعَلُوا
وتابع: إني إذ أضع هذه الكلمات في سياقها الطبيعي، فإنني لا أطلب أكثر من تفهّم إنساني، ومراعاة إدارية، وقرار يعيد التوازن بين ظرف لا أملكه وواجب لا أتخلى عنه.