حضرموت.. تفشٍ خطير لأوبئة متعددة وتحذيرات من انهيار المنظومة الصحية في مديريات الساحل

يمنات
تشهد مديريات الساحل بمحافظة حضرموت، جنوب شرقي اليمن، موجة تفشٍ خطيرة لعدد من الأوبئة، أبرزها حمى الضنك، والحصبة، والكوليرا، وسط تحذيرات من انهيار وشيك في القطاع الصحي، في واحدة من أكثر المناطق كثافة سكانية على الساحل الشرقي للبلاد.
احصائية
وكشفت إحصائية حديثة صادرة عن دائرة الترصد الوبائي بمكتب الصحة العامة والسكان بساحل حضرموت، عن تسجيل نحو 780 حالة إصابة تراكمية بهذه الأوبئة منذ مطلع العام الجاري وحتى 9 يوليو/تموز 2025.
وبحسب الإحصائية، توزعت حالات الاشتباه إلى 346 حالة حمى ضنك، و322 حالة حصبة، و112 حالة كوليرا. وقد جرى تأكيد إصابة 30 حالة مخبريًا، باستخدام الفحوصات السريعة والزراعية، بواقع 4 حالات حمى ضنك، و23 حالة حصبة، و3 حالات كوليرا. كما سُجّلت أربع وفيات، جميعها مرتبطة بإصابات مؤكدة بالحصبة، حالتان منها في مديرية الديس الشرقية، وثالثة في مدينة المكلا، وأخرى لحالة وافدة من خارج المحافظة.
الاكثر تضررا
وتصدرت مدينة المكلا المديريات الأكثر تضررًا من حمى الضنك، حيث سُجّلت فيها 132 حالة، تلتها بروم ميفع بـ92 حالة، ثم مديرية حجر بـ32 حالة. وتوزعت بقية الإصابات بين غيل باوزير، أرياف المكلا، الديس، الشحر، غيل بن يمين، ودوعن، إلى جانب عدد من الحالات الوافدة. وتعكس هذه الأرقام انتشارًا مقلقًا للمرض، يُعزى بدرجة رئيسية إلى ضعف البنية التحتية وتراكم المياه الراكدة، التي تُعد بيئة مثالية لتكاثر البعوض الناقل للعدوى.
حالات الاشتباه
وفيما يخص الحصبة، فقد حلت المكلا أولًا من حيث عدد حالات الاشتباه، بـ103 حالات، تلتها مديرية الديس بـ65 حالة، ثم غيل باوزير بـ55 حالة، والشحر بـ37، والريدة وقصيعر بـ14 حالة، إضافة إلى رصد إصابات في بروم ميفع، غيل بن يمين، الضليعة، أرياف المكلا، دوعن، حجر، ويبعث.
وأشارت دائرة الترصد إلى أن 65% من حالات الحصبة سُجّلت لدى أطفال غير مطعمين، لم يتلقوا أي جرعة لقاح، وهو ما يسلط الضوء على فجوات كبيرة في برامج التحصين الروتيني، ويثير القلق من احتمال تفشٍ أوسع للمرض.
عودة مقلقة
أما الكوليرا، فقد بلغت حالات الاشتباه 112 حالة، معظمها سُجّلت في مديرية حجر بـ54 حالة، تلتها بروم ميفع بـ35 حالة، بينما توزعت بقية الإصابات بين المكلا، غيل باوزير، والشحر، إضافة إلى حالات وافدة. وتشير هذه الأرقام إلى عودة مقلقة لانتشار المرض بعد فترة من التراجع، وسط ضعف الرقابة على مصادر المياه وتدهور خدمات الصرف الصحي في عدة مديريات.
نسبة الشفاء
ورغم ارتفاع عدد الإصابات، أفادت دائرة الترصد الوبائي بأن 775 حالة من إجمالي الحالات المشبوهة تماثلت للشفاء، بنسبة تعافٍ بلغت 99.4%، وهو ما اعتبره مسؤولو الصحة مؤشرًا إيجابيًا يعكس أثر التدخلات الطبية العاجلة، لكنه لا يخفي هشاشة النظام الصحي في المحافظة، وعجزه عن التعامل مع موجات وبائية أكبر، في ظل شح الإمدادات الطبية، وتدني التغطية باللقاحات، خاصة في المناطق الريفية.
وفي ظل هذه التطورات المقلقة، ناشد مسؤولو الصحة في حضرموت الجهات الحكومية والمنظمات الدولية وشركاء العمل الإنساني، سرعة التدخل لإنقاذ الوضع الصحي في مديريات الساحل، عبر دعم قدرات المنشآت الصحية، وتكثيف حملات التحصين والتوعية، ومكافحة نواقل الأمراض، إلى جانب تحسين خدمات المياه والصرف الصحي في المناطق المتضررة.