أخبار وتقارير

هوليود السياسة تنفذ سيناريو المرحلة الأخيرة للتواجد الأمريكي في اليمن

 يمنات – خاص / عبد الحكيم الصبري

دشن الطيران الأمريكي بدون طيار عمليات في اليمن بقتله المواطن اليمني القاعدي سنان الحارثي في محافظة مأرب التي كانت معقل القاعدة قبل نقل معظم نشاطه إلى أبين..حينها استنكر الإصلاح وأدانها باعتبارها تدخلاً  سافراً وانتهاكاً صارخاً للسيادة اليمنية..وكانت صحف الإصلاح وتلك المدعومة من اللواء علي محسن الأحمر تتصدر صفحاتها الأولى مانشتات الإدانة والاستنكار فضلا عن تقارير إخبارية وتحليلات تحتل مساحات كبيرة في صفحاتها الداخلية….

وفي مقابل هذا الهيجان الإصلاحي استمر الطيران الأمريكي ينفذ ضرباته واستطلاعه لمناطق التواجد القاعدي في كل المحافظات الشرقية ومحافظة أبين برضى كامل من صالح الذي أرخى قبضته العسكرية في أبين في عمل مزدوج سعى من خلاله إلى إدامة سلطته لفترة أطول…

لم تكن الولايات المتحدة الأمريكية غافلة عن حقيقة ما يسعى إليه صالح من خلال إظهاره ضعف الجيش وقدرة القاعدة أو من يسمون بأنصار الشريعة, لقد كانت تعلم كل أهدافه ومراميه لكنها تعاملت مع الأمر بتغاب لتوهم صالح بنجاح خطته, في الوقت الذي كانت تخطط لإيجاد ذريعة تمكنها من التواجد على الأرض فضلاً عن تواجدها في الجو.

حانت اللحظة واقترب موعد التواجد العسكري الأمريكي على الأرض..بدأت ثورة الشباب في 2011,وبدأت قوة وسلطة صالح تضعف وتترنح…وفي مقابل هذا الضعف بدأ لعاب الإصلاح وحلفائه يسيل لحلاوة السلطة,وبدا لهذا اللعاب مفعول السحر على النشاط الإعلامي الإصلاحي حيث بدا لينا متسامحاً مؤيدا ومشروعنا للضربات الأمريكية بل والتدخل العسكري وتواجده في قاعدة العند مع نخبة من القوات البريطانية خبيرة الاستعمار القديم….

من جانبه نشط القاعدة وامتلكت قدرة خارقة على التمدد والانتشار وتوجيه الضربات في عمليات نوعية خارقة وفوق تصور العقل كونها عكست بل وسفهت كل المفاهيم والنظريات العسكرية

 مجاميع من أنصار الشريعة لا يتجاوز عددها العشرات بأسلحة خفيفة ومتوسطة وقاذفات الـ (آر. ربي. جي) تستولي على معسكر في دوفس وتقتل العشرات وتأسر ما تبقى وتستولي على كامل معدات وأسلحة المعسكر في عملية أسموها ((قطع الذنب))..

عملية أخرى ينفذها أفراد من أنصار الشريعة-أنصار الخديعة-في الكود يتم فيها اسر وقتل عشرات الجنود والاستيلاء على الأسلحة والمعدات,في قلب مفاهيم والنظريات العسكرية التي تقول إنه إذا أردت مهاجمة كتيبة لابد أن يكون لديك لواء معزز…

 مابين لحظة وأخرى يتمددون إلى البيضاء, يضربون في لحج ..يصلون الى مناطق محاذية لمحافظة تعز (جبل حمام)-يتسللون إلى عدن..كل هذا يجري والولايات المتحدة  ترقب عن كثب متحفزة للحظة وطأ أقدامها للثرى اليمني…

تنفيذاً لأهدافها في السيطرة على مناطق إستراتيجية تحت ذريعة مساعدة اليمن في التخلص من أنصار الشريعة والخروج من مأزق الصراع بين قواه السياسية.

في المقابل فإن الضربات التي يتلقاها الجيش في أبين لم يقل لنا الخبراء العسكريون اليمنيون وقادة جيش لهم باع طويل في مجال الحروب ومنها تلك التي دارت في 94م ضد الجنوب وأبنائه وثرواته أو تلك التي دارت لست جولات في صعدة هؤلاء القادة لم يقولوا لنا أسباب إخفاق الجيش في أبين أمام مجاميع صغيرة,أسلحتها لا ترقى  إلى مستوى سلاح سرية في معسكر يتموضع في ارض هي ساحة معركة يفترض به أن يكون منتشراً على مساحة كيلومتر مربع على أقل تقدير وهذا احد الأسباب ناهيك عن أن الخط الناري للجندي في معسكرات أبين 30 طلقة نارية والمفترض أن يصل إلى 120 طلقة على الأقل كونه في ساحة مواجهة مستمرة مع عدو متمرس على فنون القتال,علاوة إلى الهزيمة النفسية التي يتلقها الجيش هناك كل يوم فضلاً عن غياب التوجيه المعنوي النوعي في مقابل توجيه أنصار الشريعة الذي أوجد عقيدة قتالية لدى مقاتليه تتمثل في السباق على الموت لا السباق على الغنيمة..

إن ما يدور في أبين خيانة وطنية أطرافها قادة عسكريون وزعماء سياسيون تنفيذاً لمخطط أمريكي من خلال فيلم اكشن هوليودي ينفذ على ارض اليمن انطلاقاً من أبين….

والسؤال:-لماذا صمت الإصلاح وأعلامه وإعلامه النصير أمام التدخل بل التواجد الأمريكي البريطاني على ارض اليمن,الذي كان بالأمس سافراً وبشعاً واهاتة تستدعي من اليمنيين والإصلاح في طليعتهم مواجهته والتضحية في سبيل دحره وردعه.  

زر الذهاب إلى الأعلى