أسرار ووثائق

اليمن تصدر غازها من ميناء بلحاف بسعر بخس وتستورد كميات أخرى عبر ميناء عدن بالسعر العالمي

 يمنات – الأولى

بينما كان وزير النفط والمعادن احمد دارس يزف اليمنيين نبأ تحسين اسعار بيع الغاز اليمني فور وصوله مطار صنعاء، و كانت الناقلة اليمنية (مرجز) القادمة من احدى الموانئ المصرية تفرغ, حسب وكالة سبأ, 8 ألاف و70 طناً مترياً من الغاز المسال, في رصيف الزيت في ميناء عدن. بصريح العبارة: اليمن تصدر غازها المسال عبر ميناء بلحاف, بأسعار أقل من السعر العالمي, وتستورد في الوقت نفسه الغاز المسال والمنزلي عبر ميناء عدن بالسعر العالمي.

وبصرف النظر عن سعر بيع الغاز اليمني (أكان3,2 دولار لكل مليون وحدة حرارية, ام (7.2 دولار حسب السعر الجديد) فإن الحقيقة المؤكدة ان اليمن تستورد بالسعر العالمي للغاز المسال(12,4 دولار+ النقل) أو الغاز المنزلي 32 دولاراً عن كل برميل).

محمد العبسي

 

وفي وثيقة رسمية حصلت عليها (الاولى) يعترف وزير النفط الحالي – نائب الوزير السابق – أحمد عبد الله دارس, في رسالة رسمية بتاريخ 30/7/2008 حملت توقيعه, بضرورة "تخصيص كل الغاز البترولي المسال "الغاز المنزلي" "المنتج في مارب, للاستهلاك المحلي "الذي يستهلك 22 ألف برميل غاز منزلي في اليوم, بينما المخصص الحالي لليمنيين أقل من نصف الاحتياج المحلي "عشرة ألاف برميل يومياً منذ بدأ مشروع تصدير الغاز المسال أواخر 2009 عبر شركة يمن أل إن جي في بلحاف".

وقال دارس في الوثيقة منبهاً: "لا يجوز اضافة أي كمية من هذا الغاز البترولي الى الغاز الطبيعي بأي غرض أخر, ولو كان بهدف رفع القيمة الحرارية للغاز الطبيعي المسال وفقا لاتفاقية تطوير الغاز "المعدلة 97". في إشارة واضحة من دارس , ومناقضة للواقع , إلى كميات الغاز المنزلي التي تضيفها الشركة اليمنية للغاز المسال إلى قيم الغاز من أجل رفع القيمة الحرارية, وتحسين مواصفاته ومطابقتها بالوحدة الحرارية البريطانية، وتقدر الكمية التي يستحوذ عليها مشروع بلحاف, الى جانب الكميات التي لم تتمكن شركة صافر من استخلاصها – بسبب عدم استكمال منشآت المنبع , ممثلة بوحدة معالجة الغاز في صافر – بـ15ألف برميل يومياً.

وقال دارس (انه خلال الاجتماع الأخير في يونيو 2008 بمجلس ادارة الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال, تم تطرق إلى موضوع الرفع للقيمة الحرارية للغاز الطبيعي بواسطة ممثلي الجانب اليمني, وتم اخبار ممثلي الشركاء أن اليمن ليست مستعدة لحقن أي كمية من الغاز البترولي المسال الى غاز الامداد بغرض رفع قيمته الحرارية).

وفي أوضح اعتراف من أرفع مسئول نفطي في البلد يقول دارس: (وعليه ممكن لشركة المشروع يقصد يمن LNG) أن تستورد ما تحتاجه مباشرة الى بلحاف). غير أن الحاصل اليوم العكس: ليست توتال وشركاؤها في اليمن LNGمن يستوردون الغاز المنزلي من الخارج بـ32 دولار للبرميل، وانما الحكومة اليمنية؛ لتغطية احتياج السوق المحلية وتغطية العجز اليومي البالغ 13 ألف برميل يوميا, في الوقت الذي تقوم توتال وشركاؤها بحقل 15 ألف برميل من الغاز المنزلي يوميا, حسب اعتراف وزير النفط السابق في رسالة رسمية لرئيس الوزراء، تنشرها (الأولى) (وثيقة2) وكذا رسالة مدير شركة صافر محمد الحاج (وثيقة 3).

وتشتري شركتا توتال وسويس ثلثي الغاز اليمني المصدر 4.7 مليون طن متري سنوياً, وفقاً لأسعار بورصة هنري هوب الامريكية, بينما تشتري شركة كوغاز الكورية, ثاني اكبر شركة منتجة للغاز في العالم, ثلث الكمية (مليونا طن متري) بسعر سقفي ثابت 3,2دولار عن كل مليون وحدة حرارية.

ويختتم دارس رسالته إلى مدير شركة صافر الحكومية المزودة بالغاز: (بناء على ما تقدم, وبصفتكم مشغل الحقل لأغراض مشروع الغاز, فإن مهمتكم تنحصر في تسليم غاز الامداد نيابة عن الوزارة عند نقطة التسليم دون أن تقوموا بإضافة الغاز البترولي المسال الى غاز الإمداد).

 

وكان المدير السابق لصافر الحكومية محمد الحاج, قال في رسالة لوزير النفط السابق في 8 يونيو 2010 (مرجع GM-134/MHA/2010) تنشرها "الأولى" أن فاقد الغاز المنزلي في لقيام الغاز 65.3مليون برميل, بينما فاقد الغاز المنزلي ستحقن في خط أنبوب الغاز إلى بلحاف 20 مليون برميل خلال العشرين سنة.

موضحاً أن كمية الغاز المنزلي الذي ذهبت إلى لقيم غاز الشركة اليمنية بالغاز المسال, خلال الفترة من 12 نوفمبر 2008 حتى يونيو 2010 تقدر بـ991ألف برميل, لم تتسلم حتى الأن شركة صافر سنتاً واحداً من قيمتها) حسب قوله.

شرعت الحكومة اليمنية باستيراد الغاز المسال من الخارج بدءا من 9 إبريل 2009 , حيث أفرغت الناقلة (اروز جاز) في ميناء الزيت بمصفاة عدن, 15 ألف طن من الغاز المسال, قادمة من أحدى الموانئ الروسية.

التاريخ

اسم الناقلة

الكمية المستوردة

بلد الاستيراد

9 ابريل

أروز الكاريبية

15 ألف طن غاز مسال LNG

روسي

12 ابريل

البنمية ميس مير

10 ألف طن غاز مسال LNG

روسيا

28 مايو

الناقلة كاميلوت

671 ألف طن غاز مسال LNG

عمان

28 يوليو

كيم لوك السنغافورية

2617 طن غاز منزلي LPG

عمان

2 أغسطس

جوستو الدانمركية

12 طن غاز منزلي LPG

مصر

17 أغسطس

الليبيرية كاميلوت

4 آلاف طن غاز منزلي LPG

مصر

2 نوفمبر

جازسولاويسي الأمريكية

2800 طن غاز منزلي LPG

55 مليون دولار: كلفة ما تم استيراده من الغاز المنزلي من مطلع فبرائر حتى مطلع يوليو، 50 ألف طن متري تم شراؤه من الشركات العالمية، و 20 ألف طن متري مساعدة من السعودية

121 مليون دولار: كمية الغاز المنزلي المفقود جراء ضرب انبوب صافر (مليونان 328 ألف برميل)


وفي أغسطس 2009؛ استوردت 40 ألف طن متري من الغاز المسال من السعودية, بكلفة 20 مليون دولار, وقد أرجع الدكتور نجيب العوج, وقتها, سبب الاستيراد "أزمة الغاز إلى أعمال التقطع في طريق مأرب- صنعاء", حسب قوله لوكالة سبأ.

وازدادت شهية الحكومة في استيراد الغاز المسال من الخارج, خاصة مع أزمة العام الفائت, حيث أفرغت الناقلة البنمية "ميس مير" 10 أطنان من الغاز المسال مطلع العام الفائت، كما أفرغت الناقلة السنغافورية "كيم لك" التي أفرغت في 28 يوليو 20617 طناً مترياً من مادة الغاز المنزلي وفي 2 أغسطس أفرغت الناقلة "ناساك جوستو" الدنماركية 12 الف طن من الغاز المنزلي وبعد 10 أيام فقط أفرغت الناقلة أورز جاز البنمية 6 ألف طن غاز منزلي تلتها الناقلة الليبيرية كامي لوت قادمة من ميناء السويس مفرغة 4 ألف طن من الغاز المنزلي ثم في 2 نوفمبر أفرغت الناقلة الامريكية جازسولا ويسي 2800 طن متري من الغاز المنزلي في ميناء مصفاة عدن وأستمر استيراد الغاز من الخارج حتى العام الجاري رغم الاستقرار السياسي وكانت أخر شحنة مستوردة قبل شهر في 10 سبتمبر الفائت أفرغتها الناقلة الامريكية "ميرجاز" وحملت 8 ألف وسبعين طناً مترياً من الغاز المسال.

زر الذهاب إلى الأعلى