مقالات على الفايسوبك قد تعرّض صاحبها للإعدام!

يمنات – هند الإرياني
على صفحات موقع "فايسبوك" نكتب ما نؤمن به من آراء ومعتقدات، قد تعجب البعض ولا تعجب البعض الآخر. لكن أن يؤدي نص كتبته على صفحتك في الموقع الى تكفيرك وذهابك إلى المحاكم ولربما الحكم عليك بالإعدام فهذا ما لم يتوقعه اليمني علي السعيدي.
السعيدي الذي يعمل مديراً عاماً للموازنة والتخطيط في أمانة مجلس القضاء الأعلى في اليمن، نشر على صفحته تحليلاً عن القرآن والسنّة النبوية، فما كان من زملائه في العمل إلا التبليغ عنه للنيابة. لكن، وحسب المحامي أمين حجر، فإن مجلس القضاء لم يتخذ أي قرار في القضية لأنها "لا تعتبر جريمة". مع ذلك، فزملاء السعيدي لم يستسلموا وأصرّوا على أن يرفعوا القضية إلى مكتب النائب العام الذي أحالها إلى نيابة الصحافة والمطبوعات. ويقول حجر: "هذه مكيدة من زملاء السعيدي في العمل لأنهم أرادوا فصله وأخذ مكانه؟". وأضاف "مع أن القضية تفتقر إلى الشروط اللازمة، إلا ان القضاء رفض بأن يفصل فيها. للأسف نحن نعاني قضاء فاسداً ".
وناشدت أسرة السعيدي منظمات المجتمع المدني المعنية بحقوق الانسان في رسالة جاء فيها:"نحن نشعر بالخوف والقلق لما يتعرض له والدنا من انتهاكات وتهديدات خطيرة على حياته تهدده بمواجهة الموت بالإعدام من دون اي سبب شرعي او قانوني، وبغرض الضغط عليه بحرمانه من حقه في الوجدان والتفكير والعقيدة، ومنعه مما توجبه عليه عقيدته الاسلامية من التفكّر والتدبّر والتمعّن للخلوص الى اليقين في عقيدته".
وليس في كتابات السعيدي ما يشير إلى أنه كافر بالدين. ففي مقالته (اليقين بين العقل والموروث) ينتقد المتوارث من العقائد التي لا وجود لها في القرآن ، ويبيّن أهمية استخدام العقل لضبط السلوك كشرط لتحقق الهداية إلى الحق.
وفي الجلسة التي انعقدت اليوم الأثنين بحضور عدد من النشطاء والحقوقيين والصحافيين تقدم دفاع المتهم بعدد من الدفوع التي تتضمن عدم توفر أركان للجريمة وعدم وجود نص في ما يخص التهمة ، فطلبت النيابة التأجيل للرد على الدفوع المقدمة من محامي المتهم.
السعيدي أفرج عنه منذ فترة لأن هيئة الدفاع قدمت تقريراً بأن المتهم متعب ولديه كلية واحدة والكلية الثانية تبرع بها لزوجته التي طالبت النيابة التفريق بينهما .
يقول البرلماني أحمد حاشد هاشم: "إنسانياً لا يقبل أن نقوم بفصل رجل عن زوجته التي تبرّع لها بجزء من جسده "
ويتابع: هاشم: " لقد كان السعيدي طوال فترة التحقيق أمام النيابة يؤكد على إسلامه بالنطق بالشهادتين ليثبت أنه مسلم ولم يكفر بالله. وهو نشر ثلاثة مواضيع في الفايسبوك والآراء التي قالها جلها ليست جديدة وقيلت قبل ذلك من قبل صحابة وعلماء مجتهدين .. ".
ويرى هاشم أن ما يحدث أشبه بمحاكم التفتيش وأن في اليمن لا يوجد حتى الآن قانون ينظم الإعلام الإلكتروني وأن تحريك الدعاوى على أساس ما يكتب على صفحات الفايسبوك الشخصية قد يستخدمها البعض في المكائد.
يقول هاشم بأن السعيدي ليس الوحيد الذي يحاكم بتهمة الردّة، فهناك مدرس يحاكم في محافظة إب حالياً بالتهمة نفسها فيما هي في الحقيقة تهمة سياسية .. وفي محافظة البيضاء أُصدر حكم على أحدهم بالسجن سنتين بتهمة الردة ، وتم إسقاط الحد بشبهة ، حيث تم استبدال عقوبة الحد بعقوبة تعزيرية وهي الحبس لمدة سنتين ..
وحالياً لا يملك السعيدي وزوجته إلا الانتظار والخوف من عقوبة قد تفرّق بينه وبين أهله، وقد يحرم الأطفال الخمسة من أبيهم بسبب مقالات كتبها على صفحته الخاصة في الفايسبوك لم تحتو على أكثر من مجرد رأي تم فهمه على نحو مغلوط .