أخبار وتقارير

مذيع وعاقل حارة يغيبان خمسة ملايين ريال تبرع بها فاعلو خير للأسرة

المستقلة خاص ليمنات

مجتمع ما بعد الثورة لم يتغير عمّا كان قبلها في مستوى الحالة المعيشية للمواطنين.. مازال الفقر هو الأكثر حضوراً.. والفقراء هم الفئة المنسية في الحكومات المتعاقبة لحكم القبيلة والعسكر.. مازالت الأرصفة والشوارع مليئة بالمتشردين والمحرومين رجالاً ونساءً وأطفالاً..

لكن.. ما الذي تفعله الجهات المعنية بحقوق هؤلاء ورعايتهم، أليس غريباً أن تكون وزارتا حقوق الإنسان، والشؤون الاجتماعية ومعهما المنظمات التي تدعي الدفاع عن هذه الحقوق، غابت عن المشهد الدرامي البائس.. هذه المنظمات التي يفوق عددها عدد الدكاكين والبقالات في العاصمة أصبح دورها يقتصر على تواصل أصحابها مع الدول المانحة وسفارتها واستلام الدعم المادي فقط، دون أن يكون لها أي أثر أو تأثير على أرض الواقع..

لو سألنا كل هذه المنظمات والناشطين المتهافتين وراء الدعم وجمع التبرعات، عن دنيا وأطفالها الأربعة والذين يفترشون شارع تعز جولة “45”، فإننا لن نجد لديهم أي إجابة سواء الجهات الحكومية أو المنظمات الحقوقية.. جميعهم لا يعرفون حكاية الحرمان والبؤس التي تعانيها دنيا وأطفالها، وإن علموا فإنهم لن يقدموا لها شيئاً..

أكثر من سنة وبضعة أشهر والأرصفة  تتقاذف دنيا وأطفالها يرافقهم الجوع والبرد والتشرد والشقاء.. منذ اللحظة التي توفي فيها الزوج ورب الأسرة، وتخلى عنها وعن أطفالها الأهل والأصدقاء وتضايق من وجودها جميع من حولها.. ربما لأن ظروفهم تشبه ظروفها وحالهم ليس أحسن من حالها.. دنيا أصلها من مغرب عنس بذمار تعرضت لما يشبه عملية الخداع والاستغلال وربما الاحتيال أيضاً، في قصة مؤسفة ومؤلمة، فبعد أن تسرب الأمل إلى نفسها بالخروج من دوامة الفقر والحرمان والتشرد، من خلال مشاركتها في البرنامج الذي يقدمه المذيع المعروف محمد المحمدي على شاشة قناة اليمن، ظهرت دنيا على الشاشة على الهواء مباشرة.. تبرع لها الكثيرون وبلغ حجم التبرعات في تلك الحلقة- حسب قولها- خمسة ملايين ريال.. تنفست الصعداء حينها وظنت أنها انتقلت لحياة مطمئنة وربما سعيدة.

لكن منذ تلك الحلقة حتى اليوم لم تعرف أي مبالغ مالية الطريق إلى دنيا، لم تستلم شيئاً من الأموال التي تبرع بها فاعلوا الخير على الهواء مباشرة، تقول دنيا أن هناك اتفاقاً على أن يقوم المذيع المحمدي بتسليم الأموال إلى عاقل الحارة التي تتواجد فيها، لكن وبعد مرور 7 أشهر على إذاعة تلك الحلقة وحصول المذيع المحمدي وعاقل الحارة على خمسة ملايين ريال، لم تحصل دنيا على شيء، مازالت هي وأطفالها في العراء يفترشون الأرصفة والشوارع ويلتحفون السماء..

بحثت دنيا كثيراً عن المذيع المحمدي دون جدوى.. فلم يعد يرد عليها، كانت ترى سيارته موجودة ولكنهم يقولون لها إنه غير موجود، قالت أنها اشتكت بعاقل الحارة إلى وزير الداخلية السابق رشاد المصري، فقام بحبسها لمدة يومين ثم أفرج عنها..

الوضع القاسي الذي تعيشه دنيا وأطفالها يفوق الوصف والتصور، يتسولون المارة ما يسكت جوعهم ويسد رمق العيش لديهم، يتحملون معاناة كبيرة وآلاماً نفسية لا توصف، بسبب المضايقات التي يتعرضون لها من البعض والسخرية من حالتهم ووضعهم..”

إن حياة هذه الأسرة المتشردة وظروفها المعيشية لا تليق بإنسان، حيث يأكلون ما يرميه الآخرون ويلبسون ما يخلفونه من ملابس رثة، ولدينا تجربة مؤلمة أيضاً، حيث تقول إنها افترشت الرصيف أمام دار الأيتام علًّ وعسى أن تستوعب الدار أطفالها، لكن القائمين على الدار طلبوا منها شهادة وفاة والدهم.. ولأنها تشردت طويلاً في الشوارع فإنها فقدت أوراقها وكل ما يتعلق بها، واتهمت شخصاً بأخذها لإجبارها على مغادرة المنطقة الغربية من سكن عاقل الحارة..

دنيا قالت: لو كنت في اسرائيل لحصلت على منزل وغذاء لأطفالي أما هنا فلم أجد غير الشتم والسخرية فالعاقل لص يخطف اللقمة من فم الجائعين ومن يتشدق بالإنسانية كذباً وزوراً عُرف أنه عدو الإنسانية الأول وقرصانها اللئيم وتناشد دنيا حكومة الوفاق والمنظمات المعنية القيام بدورها  لضمان حياة كريمة لها ولأطفالها باعتبارهم جزءاً من شعبٍ تحملت الحكومة مسؤولية توفير حياة كريمة لأفراده.. وعلى كل من يرغب بمساعدة دنيا ألا يثق بأحد هذه المرة فعنوانها معروف في شارع تعز تقاطع 45 في العاصمة صنعاء.

زر الذهاب إلى الأعلى