أخبار وتقارير

الرئيس ينتصر في معركة التمرد بدعم أممي و “محسن” يتلقى تحذيرات من بن عمر

يمنات – الشارع

تحتضن العاصمة صنعاء, اليوم لقاء دبلوماسيا عالميا رفيعا هو الأول من نوعه, حيث سيصل إليها ممثلو عدد من الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي في زيارة قصيرة هدفها تأكيد وقوف العالم مع الرئيس عبد ربه منصور هادي ومساندة خطواته وقراراته.

وسيمثل هذا الحشد الدبلوماسي العالمي مساندة كبيرة للرئيس هادي, ودعماً لإصدار بقية قراراته العسكرية, وإلزام اللواء علي محسن الأحمر بالالتزام بها وتنفيذها.

وتوقع مصدر عسكري رفيع أن يصدر الرئيس هادي، اليوم الأحد، عدداً من القرارات العسكرية المتعلقة بهيكلة الجيش, وعلى رأسها تعيين قادة المناطق العسكرية السبع, التي لم يتمكن من إصدار قرارات تعيين قادتها؛ بسبب رفض اللواء الأحمر لقرارات هيكلة الجيش.

وحسب المصدر؛ فالقرارات العسكرية ستتضمن تعيين اللواء علي محسن في قيادة المنطقة الشمالية العسكرية, والعميد الركن أحمد علي عبدالله صالح في قيادة المنطقة العسكرية المركزية.

وقال المصدر إن الولايات المتحدة الأمريكية دفعت بزيادة مندوبين عن الدول الأعضاء في مجلس الأمن إلى صنعاء لدعم هادي, كما تمكنت من الضغط على اللواء علي محسن الأحمر لتنفيذ قرارات الرئيس هادي الخاصة بهيكلة الجيش, التي يرفض تنفيذها منذ بدء صدور الدفعة الأولى منها في 19ديسمبر الماضي, والتي ألغت الفرقة الأولى مدرع, والحرس الجمهوري, وقسمت المنطقة الشمالية الغربية إلى منطقتين عسكريتين.

وأكد المصدر, الذي طلب عدم ذكر اسمه: «علي محسن سينفذ قرارات الرئيس هادي,وبن عمر وجه له, في اللقاء الذي جمعه به اليوم (أمس), تحذيرا دوليا شديد اللهجة من مغبة استمراره في رفض تنفيذ قرارات إعادة هيكلة الجيش».

وأوضح المصدر أن «بن عمر شدد على اللواء الأحمر ضرورة أن يلتزم بتنفيذ قرارات إعادة هيكلية الجيش كما سبق أن بادر إلى إعلانه الترحيب بها في 20ديسمبر الماضي».

وقال المصدر: «المعلومات المؤكدة من مصادر رئاسية عليا تقول إن بن عمر قال لعلي محسن: «بقية القرارات جاهزة وستعلن في الساعات القريبة, وأنصحك أن تبقى على موقفك المرحب, الذي سبق أن أعلنته, وكنت أول من بارك قرارات الهيكلة, وأعلن التزامه بتنفيذها.. وإذا استمررت في رفض تنفيذ قرارات هيكلة الجيش فستكون أنت أول من تطبق عليه العقوبات الدوليةأ».

وأضاف المصدر: «وتقول المعلومات العسكرية الرئاسية, التي نقلت عن بن عمر, إن علي محسن رد على بن عمر بالقول: أنا جزء من طرف, وهذا الطرف ممثل بحزب الإصلاح وأحزاب المشترك وشباب الثورة والداعمين لنا خارجياً».

وتابع: «رد بن عمر عليه: هؤلاء كلهم (الإصلاح والمشترك) موقعون على المبادرة الخليجية, وبالنسبة للخارج فقد تم الاتفاق بالإجماع على ضرورة إكمال صدور بقية القرارات العسكرية, وتنفيذها وفقا للمبادرة الخليجية, ومجلس التعاون الخليجي بارك ذلك باسم كل دول مجلس التعاون».

 وقال المصدر: «القرارات العسكرية كلها جاهزة؛ لكن سيصدر بعضها, في انتظار استكمال الترتيب لبقية القرارات, ونفسية الرئيس هادي كانت اليوم (أمس) مرتفعة جداً, فهو حقق نصراً كبيراً».

وتابع: «المعلومات تقول إن علي محسن في حالة يرثى لها, فهو بذل أقصى جهده, واستخدم كل الطرق والوسائل, ونفذ منها  ما نفذ لإثبات أنه رقم مهم ولا يمكن الاستغناء عنه؛ لكنه لا يمكن أن يبقى في موقعه؛ لأن هذا يعني ضرب عملية نقل السلطة بالكامل».

واستدرك المصدر: «أتوقع أن بن عمر لم يزر اليوم (أمس) علي محسن إلا بعد أن تولت أمريكا إقناع السعودية. واعتقد أنه تم مساء الجمعة الاتفاق بشكل كامل ونهائي مع السعودية, والأرجح أنه لم ينم ليلتها الرئيس هادي والسفير الأمريكي في اليمن وجمال بن عمر, إلا وقد صار كل شيء على ما يرام».

من جانبه؛ قال موقع «أنصار الثورة», التابع للواء الأحمر, إن الأخير التقى, في مكتبه, صباح أمس بصنعاء, بجمال بن عمر, «في إطار الزيارة التي يجريها بن عمر لمتابعة سير العملية الانتقالية, ومتابعة عملية التحضير للحوار الوطني».

وذكر الموقع أن «اللواء محسن ناقش مع المبعوث الأممي سير العملية الانتقالية ومراحلها القائمة على أسس المبادرة الخليجية ومدى التزام الأطراف المعنية بها بالشكل الذي يحقق آمال وتطلعات الشعب اليمني. كما ناقش الطرفان سير عملية التحضير للحوار الوطني».

وابلغ "الشارع" مصدر سياسي رفيع, قريب من رئاسة الجمهورية, أنه سيصل إلى صنعاء, اليوم, وفد مجلس الأمن برئاسة المندوب الدائم لبريطانيا في المجلس, مارك ليال, الرئيس الحالي للمجلس.

وأفاد المصدر بأن مندوب بريطانيا, وهو رئيس الدورة الحالية لمجلس الأمن, سيكون على رأس هؤلاء الدبلوماسيين, إضافة إلى معلومات تقول إن نائب وزير الخارجية الصيني سيكون ضمن الضيوف.

وطبقاً للمصدر؛ فسيكون بين الضيوف ممثلون عن الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي, وممثل عن مملكة المغرب, وممثلون عن دول الخليج, إضافة إلى الدكتور عبد اللطيف الزياني, الذي وصل, أمس, إلى العاصمة صنعاء, للمشاركة في اللقاء, الذي سيكون بمثابة إعلان دولي كبير عن وقوف العالم ومساندته للرئيس هادي وقراراته.

وأكد المصدر أن الزياني سيعلن, اليوم, تأييد ودعم كل دول مجلس التعاون الخليجي للرئيس هادي وقراراته.

وذكر مصدر سياسي ثان أن «هناك تفاؤل كبير لدى وزير الخارجية, الدكتور أبو بكر القربي, بوصول عدد لا بأس به من ممثلي دول مجلس الأمن».

وأشار المصدر إلى أن القربي لازم الرئيس هادي منذ صباح أمس لتولي استكمال الترتيبات الدبلوماسية للزيارة.

ومنذ أمس, شهدت العاصمة صنعاء انتشارا أمنيا وعسكريا كبيرا, وتولت قوات الحماية الرئاسية, وما كان يعرف بالحرس الجمهوري, تأمين المناطق الرئيسية الهامة في العاصمة, لاسيما دار الرئاسة والطرق المؤدية إليها من مطار صنعاء.

وأفاد "الشارع" مصدر عسكري رفيع بأن زيارة ممثلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن ستستمر في صنعاء 24ساعة فقط.

وقال المصدر: «ستكون صنعاء منطقة مغلقة, وهناك تعويل كبير على قوات الحماية الرئاسية بتأمين دار الرئاسة وانتقال الوفود من المطار إليها».

 

وذكر للصحيفة مصدر عسكري ثالث أن «هناك خوف لدى القيادة السياسية والعسكرية من بدء عمليات اغتيالات في البلاد».

وطبقاً للمصدر؛ فإن «وزير الدفاع يتحرك بحذر, وحركته قليلة جداً, وأغلب مقابلاته تجرى, منذ الأسبوعين الماضيين, في نادي القوات المسلحة وليس في مكتبه بوزارة الدفاع».

على صعيد متصل؛ أكد لـ"الشارع" مصدر عسكري رفيع أن 200جندي من جنود المارينز الأمريكي وصلوا, ظهر أمس, إلى مطار صنعاء الدولي للمشاركة في إجراءات تأمين زيارة وفد مجلس الأمن الدولي الذي سيصل اليوم إلى صنعاء.

وأفاد المصدر بأن هناك نحو 300جندي أمريكي من المارينز سيشارك كثير منهم في عملية حماية وفد مجلس الأمن, والترتيب لخطة حمايته.

وأوضح المصدر, الذي فضل عدم ذكر اسمه,أن مابين 150إلى 200جندي فرنسي وصلوا, الأربعاء الماضي, إلى العاصمة صنعاء, قادمين من القاعدة الفرنسية في جيبوتي, للمشاركة في تأمين زيارة وفد مجلس الأمن.

وذكر المصدر أن الجنود الفرنسيون وصلوا إلى صنعاء مع اللواء كورنس, قائد القوات الفرنسية في جيبوتي, الذي وصل إلى صنعاء الأربعاء والتقى بالرئيس هادي وأكد دعم بلاده لليمن «في كل ما من شأنه حفظ وحدته وآمنة واستقراره».

وأعلنت وزارة الداخلية, أمس, أنها «أقرت خطة أمنية لحماية وتأمين زيارة وفد مجلس الأمن الدولي» إلى صنعاء, مشيرة إلى أن «24وحدة أمنية وعسكرية ومدنية تشارك في هذه الخطة وتنفيذها».

وأفاد مركز الإعلام الأمني, الناطق باسم الداخلية, بأن «خطة وزارة الداخلية استندت إلى الخطط الميدانية للوحدات الأمنية والعسكرية, وهي تشمل تأمين الوفد الدولي منذ لحظة هبوطه في مطار صنعاء الدولي وحتى مغادرته لبلادنا».

وأقرت وزارة الداخلية «حظر أي سلاح, سواء كان مرخصا أم غير مرخص, في أمانة العاصمة, ومنعت تحرك أي دراجة نارية في شوارع العاصمة ابتداء من الساعة الثامنة من مساء أمس السبت وحتى صباح الاثنين القادم».

وأكدت خطة الوزارة ضرورة التنسيق والتعاون بين مختلف الوحدات الأمنية والعسكرية المشاركة في خطة تأمين الوفد الدولي الزائر لبلادنا والعمل بروح الفريق الواحد لضمان التنفيذ والأداء المتميز للخطة الأمنية التي جند لها الآلاف من رجال الأمن والمرور والجيش ومئات الأطقم المسلحة الثابتة والمتحركة.

وأمس, استقبل الرئيس هادي, في مكتبة بدار الرئاسة, عبد اللطيف الزياني, وسفراء دول مجلس التعاون الخليجي باليمن, واعتبر اللقاء تأكيدا مسبقا على تأييد دول الخليج لهادي.

وذكرت وكالة «سبأ» أن الزياني نقل للرئيس هادي, في اللقاء «تحيات إخوانه أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون الخليجي,وتأكيدهم المساندة والدعم القوي له لما يبذله من جهود في سبيل إخراج اليمن من الأزمة إلى بر الأمان, من خلال الخطوات التي استطاعت اليمن إن تحققها في فترة زمنية وجيزة في إطار تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وقراري مجلس الأمن 2014و2051,والرامية إلى بناء يمن جديد يحفظ وحدته وآمنة واستقراره, مؤكدا مواصلة الجهود والدعم لليمن في مختلف المجلات».

من جانبه, عبر الرئيس هادي عن سعادته بزيارة الزياني, التي قال إنها «تأتي تواصلا للجهود الحميدة التي يقوم بها الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي وقادة مجلس التعاون الخليجي, والذين نقدر لهم وقوفهم مع اليمن, ودعمهم ومساندتهم للجهود الرامية لإخراج اليمن من أزمته الراهنة غبر المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة التي كانت الحل المشرف والمخرج الأمن لليمن من أزمته وظروفه المعقدة».

وقال هادي: «إن وقوف مجلس التعاون الخليجي مع اليمن ومنذ الوهلة الأولى لنشوب الأزمة كان وسيظل محل تقدير واعتزاز لدى أبناء اليمن للوقوف مع أشقائهم في وقف الشدائد والمحن».

ورغم نفي وزير الخارجية, الدكتور أبو بكر القربي, الخميس الماضي, ما أعلنه الرئيس هادي, مطلع الأسبوع الماضي, من أن مجلس الأمن سيعقد جلسة خاصة في صنعاء؛ قالت وكالة "سبأ" الرسمية إن مجلس الأمن سيعقد جلسة اليوم في صنعاء.

وأكدت الوكالة: "تأتي جلسة مجلس الأمن بصنعاء في سياق الدعم الإقليمي والدولي لليمن ومتابعة تنفيذ قراري مجلس الأمن ودعم مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي وآليتها التنفيذية التي تظم الانتقال السلمي للسلطة في اليمن".

وكان القربي قال, في بيان أصدره الأربعاء: «لن تكون هناك جلسة خاصة لمجلس الأمن في صنعاء», موضحاً أن وفدا من مجلس الأمن سيزور صنعاء «في إطار المساعي الأممية لدعم جهود الرئيس هادي في تنفيذ خطوات اتفاقية نقل السلطة, والدفع قدما بالسير نحو عقد مؤتمر الحوار الوطني».

على صعيد متصل؛ بدأت أمس, في صنعاء, اجتماعات العمل المشتركة للفرق الفنية العسكرية المعنية بإعادة هيكلة القوات المسلحة, والفرق الفنية المساعدة الأردنية والأمريكية, للمضي في ترتيب بقية خطة هيكلة الجيش.

وذكرت الوكالة الرسمية أن الاجتماع, الذي رأسه مستشار القائد الأعلى للقوات المسلحة عضو لجنة الشؤون العسكرية رئيس اللجنة التنظيمية المعنية بتنظيم وهيكلة القوات المسلحة, اللواء الركن محمد علي قاسم ورئيس الفريق العسكري المساعد الأردني رئيس هيئة القوى البشرية الفريق العسكري المساعد الركن محمد سليمان فرغ, رئيس الفريق الأمريكي نائب مدير الخطط بالقيادة العسكرية الوسطى, العميد رولف جروفر, ناقش «عددا من المهام المحددة وفق آلية وخطة العمل والمنطلقة من النقاط السبع المحددة في المادة في المادة 3من القرار الجمهوري رقم 104لعام 2012م بشأن تحديد المكونات الرئيسية للقوات المسلحة بموجب الهيكل التنظيمي الجديد».

وناقش الاجتماع«خطة وآلية تنفيذها ما ورد في القرار الجمهوري رقم 104, حيث جرت عدة مداخلات ومناقشات مستفيضة تركزت حول استكمال كافة المهام والإجراءات المحددة بهدف الخروج برؤية وطنية خالصة في طريق إعادة هيكلة وبناء وتنظيم القوات المسلحة وفق أسلوب مهني عسكري ووطني يضمن لها الكفاءة والاقتدار والفاعلية القوية في تنفيذ مهامها المستقبلية المسندة إليها».

زر الذهاب إلى الأعلى