القتل داخل السلطة
الطفل عبد الرحمن العولقي الذي غادر الحياة الى غير رجعة يوم 14 اكتوبر 2011م أي في مثل هذا اليوم، لم يكن أول طفل يمني تغتاله طائرات أمريكا من دون طيار، فقد سبق لتلك الطائرات وأن اغتالت 22 طفلا من أبناء محافظة أبين او اخر عام 2009م في قرية المعجلة، كما لم يكن آخر طفل تغتاله فقد اغتالت بعده طفليين في مدينة رداع بمحافظة البيضاء 2012م , ولن يكون هو وجميع أولئك الاطفال آخر من تغتالهم طائرات امريكا، فلا زالت تحلق في الاجواء اليمنية من المهرة الى صعدة وبأعداد كبيرة لكن الجدير اليوم هو انها باتت تقوم بكل ما تقوم به بناء على موافقة شخصية من الرجل الذي يحكم هذا البلد.
المهم هو ان هذه مناسبة اخرى نكتب فيها عن قتل امريكي آخر في هدا البلد.
القتل الامريكي الذي يتنقل بكل حرية داخل الاراضي اليمنية من محافظة الجوف الى محافظة شبوة ومن الاب الى الابن ومن الكذب في نفي صلة امريكا به، الى الوقاحة في نسبته اليها بعد اعطائها موافقة شخصية رسمية لتمارسه ومن ادانته من قبل من كانوا يدينونه نفاقا حين كانوا خارج السلطة الى السكوت عنه من قبل اولئك المنافقين انفسهم حين باتوا داخلها وعليه فان امريكا ليست سوى جهة واحدة من جهات عدة تمارس القتل خارج القانون داخل الاراضي اليمنية.
وبدال من الحديث عن القتل خارج القانون يمكننا ان نتحدث عن القتل داخل السلطة وخارجها لكن المؤسف هو أن وسائل اعلام الحزب الذي كان حاكما لازالت تسابق وسائل اعلام الاحزاب التي كانت معارضة على كسب ود امريكا بدماء اليمنيين وحين يسير الكل في طريق امريكي واحد، رغم ان لهم الف طريق في القضايا الاخرى سنجد البلد يسقط في الاحتلال الامريكي بشكل سلمي كما هو حاصل دون ان يطلق شعب الستين مليون قطعة سلاح طلقة واحد ولو في الجو.
بكيتك يا عبد الرحمن ولو بكيت اباك لا تهموني بالتعاطف مع الارهابيين الذين لا تحمل لهم امريكا غير الموت.
الحرب الامريكية على الارهاب تتحكم حتى في مشاعرنا وتجبرنا على العمل ضد القناعات والمبادئ والاخلاق بل تجبرنا على العمل بقناعات ومبادئ واخلاق اخرى ومن يري ان يتصالح مع مبادئه وقناعاته واخلاقه في هذه القضية سيتخاصم مع العالم اجمع، رغم ان التصالح معها لا يعني التحالف او التعاطف مع تنظيم القاعدة بأي شكل كما يعني العمل ضدها التحالف مع امريكا.
العالم اجمع يا ايها الطفل البريء تآمر على قتلك وعلى قتل ابيك من قبل وعلى قتل اطفال ونساء المعجلة ورداع وعلى كل قتل مارسته وتمارسه وستمارسه امريكا في اليمن وخارجه تحت ذاك العنوان الارهابي:" الحرب على الارهاب".