حالة من الصدمة في مدينة لودر بعد وفاة قائد اللجان وإصابة آخرين بحادث مروري
يمنات – الأولى
سادت أمس حالة من الحداد والحزن مناطق في محافظة ابين, بعد أنباء مفاجئة عن وفاة قائد اللجان الشعبية ومدير عام مديرية لودر محمد عيدروس الجفري, في حادث وصف بأنه "مروري" أثناء توجهه إلى مدينة عدن.
وتوفى محمد عيدروس الجفري وهو زعيم قبلي "موالي للحكومة وقائد قوات اللجان الشعبية التي شنت الحرب ضد القاعدة في معركة الدفاع عن مدينة لودر, ويشغل أيضاً مدير عام المديرية.
وقال لـ"الأولى" مصدر محلي أن الجفري – تحرك عند الساعة السادسة صباحاً أمس من مدينة لودر على ظهر سيارة صالون تتبع شقيقه صالح بمرافقة طقم عسكري وكان في طريقه لمدينة عدن لتأكيد حجوزات تأشيرات أداء فريضة الحج وكذلك لحضور حفل كان من المفترض أن يتم تكريمه فيه في قاعة فلسطين حيث يقام حفل برعاية وزير الدفاع.
وأوضح المصدر أن الجفري تحرك بسرية تامة وتجنب أن يستقل سيارته المعتاد التحرك بها ولم يتم اشعار اللجان الشعبية المرابطة في المداخل بخروجه من المدينة، وكان برفقته في السيارة " الصالون خمسة من اللجان الشعبية هم حراسته الشخصية مع طقم عسكري فيه شخصان من "ملتقى شباب لودر".
وأشار المصدر إلا أنه عند الساعة السابعة من صباح أمس انقلبت السيارة التي كانت تنقل الجفري بمنطقة خارج مدينة زنجبار بين المصنع الحديث ونقطة العلم في اتجاه مدينة عدن، ما أدى إلى اصابة الجفري بجروح خطيرة بالرأس توفى على أثرها احدى حراسته الشخصية، ويدعى أحمد حسن درعان.
وفي التفاصيل قال المصدر نقلاً عن مصادر أخرى مطلعة أن إطار السيارة الخلفي من جهة اليسار أنفجر اثناء سير السيارة وأثناء سماع السائق صوت الانفجار ضغط على مكابح السيارة بقوة في محاولة لإيقافها، وهو ما عمل على انقلابها 3 مرات قبل ان تتوقف.
وأصيب في الحادث خمسة أخرون منهم محمد طاهر سالم وناصر البطر "وأصابتهما متوسطة" وتم نقلهما إلى مستشفى النقيب، بينما تم نقل ثلاثة أخرين إلى مستشفى النقيب وجروحهم خفيفة وغادروا المستشفى، وهم عبد الله شحمة السائق وزيد حوشان ومحمد حيدره.
وتحدث المصدر أنه تم نقل جثة الجفري ومرافقه إلى مستشفى باصهيب العسكري ومن ثم تم نقله عند الساعة الواحدة ظهراً إلى مطار عدن الدولي حيث كان في استقبال جثمانه وزير الدفاع وأجريت مراسم التشيع في المطار قبل أن تقوم طائرة هيلوكبتر بنقله الى لودر.
مصدر أخر قال لـ"لأولى" أن قوات اللجان الشعبية كانت قد دخلت مدينة عدن أمس الاول لحضور الحفل الذي حضره وزير الدفاع.
ومن جهة اخرى، وفي مدينة لودر هبطت الطائرة التي أقلت الجثمان في مقر اللواء الثاني مشاة جبلي، وبعد ذلك حمل على الأكتاف إلى منزله وسط إجراءات أمنية مشددة، ومن ثم تم تشيع جنازته من منزله بعد صلاة العصر حيث تمت الصلاة عليه في مقبرة شرق مدينة لودر بحضور الآلاف من القبائل والمناصرين.
وكانت مدينة لودر قد شهدت حالة حداد وشلت الحركة التجارية وعطلت المدارس حال وصول النبأ كما شددت اللجان الشعبية من الإجراءات الأمنية على مداخل مدينة لودر الشرقية والغربية لتأمين سير إجراءات الدفن، كما توافد العديد من قيادات اللجان الشعبية من مودية وجعار وزنجبار ومكيراس، ودفن بجوار قبر رفيقه "توفيق حوس" الذي قضي على أيدي القاعدة.
إلى ذلك القى على أحمد عبده القيادي في ملتقى شباب لودر كلمة قال فيها "أن اللجان الشعبية على نفس نهج الشهيد سائرون وأنهم سيودون عملهم بكل أمانة وخاصة ما قام عليه ملتقى شباب لودر في الحفاظ على الأمن والاستقرار في المدينة.
يذكر ان محمد عيدروس الجفري من مواليد 1971م مديرية لودر وهو متزوج ولديه 3 بنات وولد وكان قد شغل منصب مدير مدرسة أمعين للتعليم الثانوي وهو خريج كلية الشريعة والقانون بكالوريوس جامعة صنعاء ودرس مادة الاسلامية والقرآن الكريم ويحظى الجفري بشعبية كبيرة بين أهالي المدينة.
ويقول أحدى المقربين منه أنه مشهود له بالاستقامة والتواضع والخلق وأنه بعد مقتل رفيقه في اللجان الشعبية "توفيق حوس" وحرب لودر مع القاعدة تم تشكيل "ملتقى شباب لودر" وبعد انتهاء الحرب تم تنصيب محمد عيدروس قائداً للجان الشعبية وهي القوات التي شاركت الجيش في معارك منع دخول القاعدة المدينة.
قبل أسابيع تم تنصيبه مديراً عاماً لمديرية لودر وتعرض في الآونة الأخيرة لعدة محاولات اغتيال كان أخرها قبل ما يقارب عن 10 أيام من خلال شخصين أحدهما انتحاري والأخر يحمل سلاحاً كاتم الصوت، ومن خلال توليه مهامه كمدير للمديرية يقول مقربون منه أنه استطاع ان يحرك المياه الراكدة ويعيد الجانب الخدماتي للمدينة ومنها أعادة كهرباء لودر ومشروع النظافة والأنشطة الرياضية والجانب الصحي والعمل بمبدأ الثواب والعقاب، وكذلك توظيف ما يقارب عن الف وثمان مائة عنصر من اللجان الشعبية في الجيش، وأستطاع أن يعالج بعض الاختلالات في جانب التعليمي.