فضاء حر

أحمد السلامي..!

يمنات

محمد الصُّهباني

أعرف أديباً، وهو صديقي بالمناسبة، عندما يكتب مقالاً أديباً لا تجد في مقالاته أي خطأ إملائي أو لغوي. يكتب بهدوء عال! لا يتصنع ولا يرصف كلمات كما هو حال الكثيرين من الكتاب المغرورين بأنفسهم، للأسف. ولست عالماً في اللغة لأثني على كتاباته، لأن الكمال لله أولاً وأخيراً.

في العام 2007، جمعني به مقيلاً في صنعاء، فطلب مني أن أنشر له مقالاً. قلت له: حسناً، فقال: “انتظرني فقط ربع ساعة وهو جاهز”. ووجدت المقال بعد أقل من ربع الساعة بين يدي، واستحسنت نشره في صحيفة “الوسط”، أيام ما كنت أعمل فيها محرراً ثقافياً آنذاك.

تذكرته في هذه اللحظات، وقلت في نفسي: “صديقي الأديب أحمد السلامي، لغته في الكتابة تتجاوز سرد تطبيق الذكاء الاصطناعي”، وابتسمت مندهشاً من قدرة كاتب كأنه ينسج قصيدة فيها من أنغام الموسيقى والصور الشعرية الساحرة، وأنت تقرأها لا تشعر بتعَّرُّجات أو نقصاً في السياق، لغة، وإملاءً، وفاصلة، إلا ووضعها في مكانها الطبيعي، إكراماً واحتراماً لمعنى وقديسة وعظمة الكتابة!

وفضلاً عن ذلك، هو كاتب وشاعر وروائي، ما يزال ملتزماً بمواقف محترمة ومشرفة تجاه القضايا الوطنية والسياسية، ولم يكن يوماً كاتباً متنقلاً، البتة.

إنني أرغب في إزكاء السلام لهذا الإنسان الذي لم ينحني إلا للكلمة الصادقة وسارية الدولة العادلة.

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليغرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى