فضاء حر

أرضية الملعب الانتخابي غير جاهزة حتى الآن

يمنات

كنا نكتب ونتكلم ونصرح بعبارات نارية أن الانتخابات التي كانت تجري في ظل النظام السابق بأنها غير نزيهة وأن نظام صالح يسيطر على المال العام والإعلام الرسمي والجيش والأمن ،وكنا نطالب بتسوية أرض الملعب قبل الدخول في أي عملية انتخابية، وها نحن اليوم نسير في نفس الطريق التي كان يسير عليها النظام السابق،فالإعلام الرسمي أصبح ظاهر بانحيازه لحزب معين وجماعة بعينها،وكذا الجيش والأمن يسير بخطى سريعة نحو ترويضه لهذه الجماعة ،أما المال العام فقد أصبحت الصورة واضحة كيف يتم التصرف به، وبرزت تلك الصورة الخطيرة من خلال التبرعات التي تصرف بين الوقت والآخر لهذه الجامعة الأهلية أو لتلك المدرسة التحفيظية، ومع هذا نجد بقية الأحزاب غير واعية بما يحدث، بينما حزب لوحدة أصبح يتحكم بتلك الثلاث الركائز المؤثرة على سير أي انتخابات، وذلك بتوظيفها لحسابه، فما نشاهده اليوم من استعجال على إجراء عملية إعداد السجل الانتخابي يمثل استعجالا لإجراء الانتخابات النيابية والمحلية،قبل الاتفاق على الدستور وطبيعة النظام ،وحل المشاكل الرئيسية المتمثلة بالقضية الجنوبية ومظلمة صعدة، فالأولى أن يتم إقرار الدستور الذي يمثل العقد بين المواطن والحاكم،وبعدها يتم الدخول في أي عملية انتخابية، أما الكلفتة الواضحة الآن فهي تكشف عن توجه خطير يضر بالنظام الديمقراطي،فالمواطن اليمني البسيط لابد أن يجد الثقة بصندوق الانتخابات ،بعد أن فقد الثقة فيه بسبب التجارب السابقة ،فإذا تكررت الأخطاء كما كان يحدث في السابق ،عندها ستنتزع الثقة من الصندوق ولن يبقى أي إيمان بالتغيير الديمقراطي وسيلجأ الشعب لبدائل أخرى للتغيير،وهنا سيحل الدمار وتعم الفوضى لبلدنا إذا لم نتدارك أسبابها ونعمل على تصحيح الأخطاء من الآن، وهنا أتوجه بالمطالبة لمن يستعجلون على كلفتة الانتخابات أن يتريثوا قليلا وأن لا يكرروا الأخطاء، فاليمن أغلى من المصلحة الحزبية، فأرضية الملعب الآن ليست جاهزة لإجراء أي انتخابات.

زر الذهاب إلى الأعلى