أخبار وتقارير

حي النصر في العاصمة . . كهرباء تحصد الأرواح ونفايات تملأ الأزقة وعصابات لصوص ومتقطعين

المستقلة خاص ليمنات

النصر هو اسم لمجمع أحياء خارجة عن الحقوق والخدمات.. يقع في نطاق العاصمة صنعاء ويعاني منذ خمسة عشر عاماً من نقص في الخدمات التي إذا وصلت يكون خطرها أكثر من نفعها بسبب عدم الاتقان في العمل ولنا في الكهرباء خير مثال على ذلك ، ويضم هذا المجمع تسع عشرة حارة منها الغو لمان والوايتات والجبل وغيرها .

<   تحقيق علاء الجماعي  >

رمزي .. سقط ضحية قبل زفافه بأيام

بحزن شديد حدثنا رامي احد شباب حي الغو لمان في شارع النصر قائلا: فقدت صديقي (رمزي) 21عامآ حين ذهبت إلى منزله وطلبت منه الخروج للتسلية وكنت احمل في يدي سيخاً من حديد التقطته من الأرض .. أخذنا نتحدث عن تجهيزات عرسه الذي سيقام اخر الشهر وعند وصول اخيه طلب منه الذهاب الى السوق لشراء القات فرفض اخوه وعندها أخذ رمزي السيخ الحديدي من يدي  ليهدده به وعندما رفع يده الى اعلى التمس السيخ الحديدي مع اسلاك الكهرباء المكشوفة وصعقته على صراخ اخيه فالتفت لأرى رمزي جثة هامدة والدته عندما رأت المشهد لم تستطع ان تتمالك نفسها فسقطت هي الأخرى وتم نقلها إلى المستشفى وقد اسف كل سكان الحي لموت رمزي بهذه الطريقة المؤلمة.

كهرباء وموت  بالمجان

الحر ازي ، من سكان الحي قال: الكهرباء تم توصيلها منذ أربع سنين بعد أن تردد السكان على وزارة الكهرباء لتقديم طلبات إدخال التيار الى الحي وبعدها تم مد أسلاك الكهرباء بعشوائية من قبل الأهالي الذين استخدموها بالمجان لأن الدولة لم تستجب لمطالبهم فرأوا أنه من حقهم الحصول على الخدمة وهم الآن يأملون ان تقوم الوزارة بتنظيم الشبكة لأن الربط الذي قام به أهالي الحي  كان عشوائياً مما تسبب في الحادثة التي أودت بالشاب رمزي وما زالت المخاطر تحدق بالحي بسبب تشابك الأسلاك والموت يترصد السكان.

   المياه لم تصل بعد

علي : من سكان الحي قال: مشروع المياه لم يدخل الحي منذ إنشائه مما يضطرنا الى جلب المياه بواسطة الوايتات والتي تكلفنا سعراً باهضاً خاصة وأن الطريق وعرة  فرغم أن حي النصر من أحياء الأمانة الا انه يعامل  كحي ريفي ولم تصل اليه الخدمات بعد.

المجاري تملأ الأزقة

يقول فارس : المجاري تسببت في خلق المشاكل بين سكان  الحي فالتربة ليست صالحة لحفر  المجاري لأن حي النصر يقع في جبل وقد أصبحت المجاري  تتسرب الى أمام منازل الأهالي الذين تقدموا  بالعديد من الشكاوى الى جهات الاختصاص من أجل إنقاذهم من جحيم المجاري خاصة وان عملية حفر البيارات صار سعرها مرتفعاً جدا  حيث وصل سعر حفر بيارة متوسطة الحجم الى مائة وعشرين الف ريال لأن عملية الحفر تتم بواسطة معدات تعمل بالكمبريشن وهذا المبلغ استعصى على الأسر الفقيرة فأصبحت الفضلات بادية في كل زقاق وحتى من تمكنوا من توفير مبالغ مالية لحفر بيارات لفضلاتهم لم ينعموا بالراحة فرائحة العفن تزكم انوف الجميع  والدولة لا تهتم بهم إلاّحين تقرع الانتخابات البرلمانية  طبولها والتي طال امدها هذه المرة، ورغم انها لا تأتي إلاّ بوعود كاذبة ولكنها تعطي للفقراء نوعاً من الأمل وباختصار الحياة في حي النصر أصبحت معاناة انسانية وندعو وسائل الاعلام إلى إبرازها.

النظافة   اجازة مفتوحة

صالح  قال:  سيارة الزبالة وخدمات النظافة غائبة عن الحي منذ اربع سنوات تحول الحي الى ركا مات من القما ئم والنفايات وصار مكاناً لتولد الحشرات السامة والافاعي ناهيك عن الخلافات التي تنشب بين أهالي الحي بسبب المخلفات التي يحاول سكان كل منزل التخلص منها والقذف بها الى أمام منزل  جيرانهم 15 مرة ونحن نراجع السلطة المحلية، وقد تقدمنا بشكاوى متعددة الى أمانة العاصمة وطلبنا منهم زيارة الحي ووعدونا ولكن لم تنفذ تلك الوعود ومبرراتهم دائما عدم توفر الميزانية ولا ندري الى متى سوف يستمر حرماننا من أبسط الخدمات .

لصوص  أراض  وقطاع طرق

النز يلي قال: لا يوجد عندنا قسم شرطة وعند حدوث المشاكل في اي حارة يتم التواصل مع قسم الوحدة الذي يبعد عن الحي مسافة طويلة ولذلك فالجرائم التي ترتكب بالحي يبلغ عنها ولكن لاتصل سيارات الشرطة إلاّ بعد مدة طويلة فبعد الحي عن القسم يوفر لمرتكبي الجرائم جواً ملائماً وآمناً للهروب مما نضطر اللجوء إلى التحكيم القبلي ومع اننا في العاصمة فعدم وجود قسم للشرطة يجعلنا ننام ونستيقظ على صوت الرصاص المستمر   التي يطلقها بعض المشاكسين والفارين من العدالة والمتصارعين في البسط على الاراضي وهناك ملاك في خلاف دائم مع بعض المشايخ الذين يقومون  بالبسط على الآراضي بعد دك الجبال فلا نستطيع  الخروج  من بعد الساعة العاشرة ليلا تجنبا للرصاص الطائش كل ذلك إلى جانب وجود قطاع الطرق الذين يتعرضون لعابري الطريق خاصة في الساعات المتأخرة من الليل وكذا بعض المنحرفين الذين يتحرشون بالأطفال .

لا طريق إلى النصر

يقول عامر : الميزانية نزلت في عام 2005 م لا صلاح الطريق  لكن لم ينفذ شيء من ذلك حيث ان المقاول الاول نزل الى الحي وقام بتفعيل العمل ولكنه توقف بعد شهرين وعند مراجعة الأمانة اكدوا انهم سيقومون بتبديل المقاول وبالفعل جاء مقاول آخر عمل ثلاثة اشهر وبعدها توقف  وقام السكان بمراجعة الجهات المختصة ومازالوا يترددون على أمانة العاصمة وسبق وان وجه أمين العاصمة الاسبق مذكرة  الى المقاولين بسرعة إنجاز المشروع ولكن التوجيه ذهب أدراج الرياح.

وقد أكد عبد الغني ردمان عاقل حارة الغو لمان  أنه كان منذ اشهر في امانة العاصمة لمعرفة اسباب تأخر الميزانية المخصصة لهذ الحي  فقال له  بعض العاملين في الأمانة انهم  خلال اشهر قليلة  سيبدأون باستكمال مشروع اصلاح الطريق أما الخدمات الاخرى فلا علم لهم متى سيبدأون بتنفيذها واوضح ردمان انه سينتظر شهرين وإن لم يباشروا بالتنفيذ سيحشد السكان المتواجدين في الحي والذين يقدر عددهم بسبعة آلاف شخص وسيتوجه بهم الى امانة العاصمة للاعتصام حتى يتم تنفيذ مطالبهم.

زر الذهاب إلى الأعلى