فضاء حر

حكومة تسويات

يمنات
التفويض الذي منحته الأحزاب للرئيس هادي والرئيس المكلف بدا شكليا للغاية في التشكيل المعلن اليوم. فالرئيسان اختارا للمرحلة المقبلة حكومة مستشاري الرئيس هادي الحزبيين الذين دافعوا بضراوة عن مكتسباتهم التاريخية التي تحققت في المرحلة السابقة.
يظهر في الحكومة وزيران يحظيان بسمعة مهنية جيدة هما محمود الصبيحي (للدفاع) وجلال الرويشان (للداخلية)، وهذان الوزيران بالذات سيتحملان العبء الأكبر في مرحلة عنوانها “الأمن أولا”.
هناك اسماء أخرى تظهر لأول مرة مثل أروى عثمان (الثقافة) وعلوي بافقيه (المغتربين) وناديا السقاف (الاعلام) وقبول المتوكل (الشؤون الاجتماعية) وعزالدين سعيد (حقوق الانسان) ووحي أمان (الاشغال). هذه أسماء تؤشر على التجديد في النخبة السياسية والبيروقراطية في اليمن، فاصحابها شقوا طريقهم الى المجال العام من دون الاتكاء على أحزاب او مكونات سياسية.
كثير من الأسماء تسترضي الأحزاب المفوضة أو تلبي تفضيلات الرئيس هادي نفسه. لكن المهم في التشكيلة هو رئيسها الذي يقود حكومة في ظرف شديد الحساسية تتجاذبه أولويتان: الحفاظ على كيان الدولة واستعادة أمل الناس بمؤسساتها، والسير في درب “المهالك الحوارية” من خلال تنفيذ مخرجات الحوار التفتيتيتة والتفكيكية.
***
الحكومة كما يتضح ليست حكومة كفاءات بقدر ما هي حكومة تسويات. وهي حكومة ضخمة بالقياس الى المهام الاستثنائية المطالبة بها.
***
الرئاسة الأولى (رئاسة الجمهورية) هي المعول عليها في اليمن، فالحكومات اليمنية منذ عقود هي رجع صدى للرؤساء، ورؤساء الحكومات على دين رؤساء الجمهورية إلا من رحم ربي. لكن حكومة بحاح تأتي في ظروف مغايرة نسبيا للحكومات السابقة، فهناك فراغ يلمسه الجميع في الموقع الرئاسي ودروس مستفادة من خبرة السنوات ال3 الماضية.
***
الحكومات لا تحكم في اليمن. وهذه حكومة ولدت في ظل رئيس يزداد ضعفا وجماعة سياسية (مسلحة) تطبق على العاصمة. ثم إنها حكومة ستعمل بمرجعيات متداخلة واحيانا متعارضة (دستور ومبادرة خليجية وآلية تنفيذية ومخرجات حوار واتفاق شراكة). ومع ذلك فإنها مطالبة بان تكون حكومة استثنائية تتمتع بصلاحيات حكومة في نظام برلماني.
***
ليكن الله في عون اليمنيين وحكومتهم التي خرجت إلى النور في عاصمة مسيطر عليها من جماعة لا تقدم أية اشارات، راهنا، على نيتها اخلاء الشوارع من مسلحيها والوزارات من خبرائها (الرقابيين) من أجل خاطر عيون “الشراكة الوطنية”!
من حائط الكاتب على الفيس بوك

زر الذهاب إلى الأعلى