فضاء حر

اسقاط السلطة والمعارضة

يمنات

المبادرة الخليجية اسقطت المعارضة
واتفاق السلم والشراكة اسقط السلطة!
هنا تكمن ازمة “الحكومات” القادمة..
صرنا بلدا بلا سلطة ولا معارضة في ظاهرة سياسية فريدة بكل تداعياتها السلبية، فقد وضعت المبادرة الخليجية كل القوى السياسية في سلة السلطة واسقطت المعارضة اليمنية، لأن المعارضة مجموعة قوى “تختلف” مع الحكومة ولا يمكن ان تكون جزءا من الحكومة وتختلف معها في نفس الوقت.
لكن “ديمقراطية المحاصصة” ابعدت كل القوى السياسية عن جماهيرها وخلقت فراغا كبيرا في المعارضة بعد ان تحول الهدف التقليدي للمعارضة من “الوصول للسلطة” الى “البقاء في السلطة” مما غير اليات العمل السياسي جذريا..
و بدلا من طرح برامج عمل سياسية معبرة عن مصالح الاغلبية ومحاولة كسب الراي العام، اصبح العمل السياسي يتمحور حول صراع الغرف المغلقة وعزل الراي العام عن المجال السياسي، والدفاع المستميت عن “حصة” الحزب في السلطة والمناصب والثروة..
استغل الحوثيون غياب “المعارضة” فقاموا بملء الفراغ بشعاراتهم الشعبوية حول الجرعة والحكومة ومخرجات الحوار..
كانت الاحداث التي ادت الى سقوط صنعاء مباراة من طرف واحد، وقوة سياسية وحيدة لعبت منفردة دون خصم يواجهها على تفس الارضية..
كانت الفترة من فبراير 2012 الى سبتمبر 2014 مرحلة تغييب السياسة و”ممارسة السياسة بأساليب اخرى”..
اسقاط المعسكرات والمدن كان ممارسة للسياسة بأساليب اخرى، اثارة الشغب داخل المؤسسات والمعسكرات كان سياسة بأساليب اخرى، توزيع عقود لنفط والمناقصات الحكومية والتبذير الجنوني في المال العام وتوزيع المناصب بين اعضاء المحاصصة كان ممارسة للسياسة بأساليب غير سياسية..
في السنوات الثلاث العجاف سقطت المعارضة، ثم جاء الحوثيون في سبتمبر 2014 ليسقطوا السلطة..
اتفاق السلم والشراكة قام على فكرة لم ينتبه لها الكثيرون: نهاية السلطة وتشتيتها.. لأنه اذا كانت السلطة تعني ممارسة الصلاحيات نيابة عن الحكومة فان السلطة الان صارت مشتتة بين هادي والحوثي والمؤتمر والاصلاح.
لم يعد باستطاعة الرئيس او رئيس الوزراء اتخاذ اي قرار .. كما لم تعد الحكومة وهيئاتها مركز السلطة الرئيسي، بل صارت هناك سلطات موازية تبتلع صلاحيات الحكومة وتمارس السلطات الثلاث في مناطق نفوذها..
لهذا لا تستطيع اي حكومة لعب اي دور تنفيذي حقيقي في ظل غياب اي هيكلية واضحه لممارس السلطة والحكم.
مثلا لا يستطيع وزير اي وزارة ان يصدر اي قرار الا بعد ان يأمن شر اللجان الشعبية التي قد تقتحم مكتبه في اي لحظة ودون ان يتفادى اي صدام مع نفوذ هادي وصالح والاصلاح عبر رجالهم المبثوثين في الجهاز العصبي للوزارة..
تم تدمير المجال السياسي لتداو للسلطة.
السيناريو الذي اتوقعه للمستقبل ان تقوم قوة سياسية ما بملء الفراغ واحتلال كرسي السلطة، مثلما قامت قوة سياسية منفردة بملء الفراغ السياسي للمعارضة..
المشكلة ان هذه القوة السياسية تريد الجمع بين السلطة والمعارضة معا، تريد ان تحكم من نقاط التفتيش الى القصر الرئاسي دون ان يكون لها اي ظهور رسمي او مباشر في صفوف المعارضة او في مقاعد الحكم..
من حائط الكاتب على الفيس بوك

زر الذهاب إلى الأعلى