العرض في الرئيسةفضاء حر

لنراجع ضميرنا الأخلاقي

يمنات

حسين الوادعي

هل سألتم أنفسكم لماذا لم تخرج أي مظاهرة في العالم الإسلامي للتنديد بإبادة اليزيديين والاغتصاب الجماعي لنسائهم واختطاف أطفالهم، بينما خرج العالم الغربي بالمظاهرات والوقفات والمسيرات احتجاجا على مذبحة المسجد في نيوزيلاندا؟

وهل سألتم أنفسكم لماذا لم تخرج مظاهرة واحدة أو وقفة احتجاجية واحدة في العالم الإسلامي على الاضطهاد الممنهج والمستمر للمواطنين المسيحيين في العراق وسوريا ومصر وتفجير كنائسهم وتدمير بيوتهم وحرق قراهم لأسباب تافهة؟

وهل تتخيلون إن المسلمين يوما ما سيرتدون الصلبان وسيقيمون الصلوات الكنسية داخل مساجدهم تضامنا ضد تفجير كنيسة أو حرق قرية مسيحية(وهي حوادث متكررة)، مثلما فعل الغربيون وارتدوا الحجاب ورفعوا المصاحف احتجاجا على أي انتهاك يتعرض له المسلمون في ديارهم؟

اذا كنتم سألتم أنفسكم هذه الأسئلة وكان الجواب الندوي هو “لا” ، فإن السبب وراء ذلك هو “الأخلاق “…

لقد حبست الأخلاق الدينية المسلمين داخل دائرة أخلاقية ضيقة وفقيرة، فهم لا يتعاطفون إلا مع مسلم، ولا يرفضون الانتهاك والجريمة إلا إذا كانت ضد مسلم، ولا يؤمنون بحق الإنسان في الحرية والكرامة إلا إذا كان مسلما.

لهذا فهم مستعدون للتضامن مع مسلمي بورما والصين البعيدين جدا، وعاجزون عن الاحساس بأي التزام أخلاقي تجاه مئات العراقيات المستعبدات والمغتصبات لمجرد انهن يزيديات، وعاجزون عن تكوين اي التزام أخلاقي تجاه جرائم التفجير والحرق والسحل التي تطال عشرات المواطنين المصريين لمجرد انهم مسيحيون.
زرع الخطاب الديني في عقل المسلم أنه الوحيد الذي يملك أخلاقا وقيما، واكتفى بوهم العظمة الزائفة، وعجز عن تطوير ضمير أخلاقي يناسب القرن الحادي والعشرين.

وللأسف ينطبق على أغلب المسلمين اليوم العبارة الشهيرة: “لأن لهم دين يظنون انهم معفيون أن تكون لهم أخلاق”!

لنراجع ضميرنا الأخلاقي..ولنتضامن مع الإنسان كإنسان… ان طوفان الكراهية ضد الآخر سيقوله خيامنا قبل ان يصل إلى ابراجهم العالية.

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى