تأتي جولة وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند الخليجية الذي استهلها الأحد بلقاء مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، على خلفية دور خاص تلعبه لندن على المستويين الأمني والعسكري في عدد من ميادين النزاع في العالم العربي.
ووصل هاموند إلى السعودية في مستهل جولة خليجية تشمل دول الخليج الست تستمر ثلاثة أيام.
وكانت صحيفة الأندبندنت قد أشارت إلى أنشطة تقوم بها القوات الخاصة البريطانية في ليبيا واليمن وسوريا والعراق، إضافة إلى مهمات استشارية في دول صديقة، كالسعودية والأردن.
وفيما تتحدث الصحف البريطانية عن أن العمليات العسكرية البريطانية تجري دون إعلام مجلس العموم البريطاني، على ما يطرح إشكالية داخل الديمقراطية العريقة البريطانية، تبدو جولة الوزير البريطاني إلى السعودية والكويت والبحرين والإمارات وعمان متّسقة مع استراتيجيات بريطانيا الأمنية والتي تأتي من ضمن المشهد الأوروبي العام.
ويرى مراقبون أوروبيون أن جولة هاموند تندرج في إطار التسوية التي تعد لليمن، لا سيما بعد تعثر مفاوضات الكويت في إنتاج الحلّ الذي بات مطلوبا على المستوى الدولي.
ولم يخف الوزير البريطاني وضع أزمة اليمن ضمن الأولويات في جدول الأعمال، مضيفا أنه من غير المسموح انهيار الدولة هناك.
ولفت المراقبون إلى أن هاموند سيلتقي أيضا مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد في الكويت، للتأكيد على دعم بريطانيا لمسار السلام في البلاد.
وترى أوساط خليجية أن لندن تحاول الالتفاف على تصدع العلاقات الخليجية الأميركية ووصولها إلى مرحلة “تمرير الوقت” الفاصل عن الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وتدرك هذه الأوساط أن العاصمة البريطانية تسعى إلى تمتين العلاقات مع دول مجلس التعاون الخليجي، ذلك أن علاقات بريطانيا “القوية مع دول الخليج” تتيح للطرفين فرصة “العمل معا لمواجهة التحديات في المنطقة”، حسب تعبير وزير الخارجية البريطاني.
وكانت تقارير غربية قد أعربت عن قلقها من مغبة استمرار حالة الفوضى في اليمن، لا سيما في تداعياتها المتعلقة برواج حركة داعش والقاعدة هناك، وقد اهتمت هذه التقارير بالعمليات التي يقوم بها التحالف ضد مراكز تلك التنظيمات في جنوب اليمن.
ووضع هاموند جولته في إطار أمن بلاده معتبرا أنه “لا بد من تفعيل الالتزامات الدولية لضمان أمن بريطانيا ورفاهيتها”.