روسيا: الرؤية التي قدمها ولد الشيخ وإحاطته إلى مجلس الأمن تخلو من انسحاب قوات التحالف من اليمن ووقف الغارات الجوية
يمنات – صنعاء
تحدث السفير الروسي لدى المنظمة الدولية فيتالي تشوركين، في مجلس الأمن الدولي خلال الجلسة المنعقدة يوم الإثنين 31 أكتوبر/ تشرين الأول 2016، على الحاجة الملحة في اليمن إلى العمل على وقف إطلاق النار والاستجابة للأزمة الإنسانية من ناحية، ومن ناحية أخرى وجوب العمل “فورا” على مكافحة الجماعات الإرهابية التي تسيطر على مناطق واسعة في جنوب وشرق البلاد.
كما اعتبرت أن الرؤية التي قدمها اسماعيل ولد الشيخ وإحاطته إلى مجلس الأمن بتفاؤل حيال قبول الأطراف لخارطة الطريق للتسوية، تبقى خطة على الورق فقط. مشيرة إلى خلوها من ذكر انسحاب قوات التحالف من اليمن ووقف الغارات الجوية.
وقال تشوركين، إنه “لمن المثير للدهشة أن ما يحدث في اليمن لا يقابله تجاوب و”ضجيج” في الإعلام ومجلس الأمن كما يحدث في حال سوريا بالرغم من أن الأوضاع الإنسانية في اليمن وبكل المقاييس أسوأ بكثير وكارثي”.
مشيرا الى أن أربعة أخماس من 26 مليون يمني هم في حاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة. كما تعاني البلاد من عدد نازحين (داخليا) يبلغ 3 ملايين نسمة. و14 مليون نسمة بحاجة إلى مساعدات غذائية.
ولفت السفير الروسي إلى أنه وتحت ذريعة الحظر المفروض على الأسلحة ومنع الانتهاكات فإن الحصار البحري والجوي على اليمن يعاني منه في المقام الأول السكان المدنيون جراء النقص الحاد في المواد الغذائية والأدوية وغيرها من السلع الأساسية.
كما انتقد تشوركين “المعايير المزدوجة” إزاء سقوط الضحايا المدنيين جراء الضربات الجوية. مشيرا أن المملكة المتحدة هي واحدة من أكبر موردي الأسلحة المختلفة والتي تستخدم ضد اليمنيين. واستشهد بتقرير للغارديان والاندبندنت، وغيرها أن لندن باعت أسلحة إلى المنطقة (تحاشى ذكر اسم السعودية صراحة) بأكثر من 3 مليارات دولار، في جني للأرباح على حساب قتل المدنيين
“وهذا يثير مسألة وجود واضح لمصلحة مادية في استمرار الصراع المسلح في اليمن”، متساءلا في المقابل كيف يمكن لبريطانيا يمكن الإشراف على الملف اليمني في مجلس الأمن؟
وتحدث السفير الروسي عن مجزرة الغارات على الصالة الكبرى، كاشفا للمرة الأولى عن مشروع بيان كان يراد اصداره باسم مجلس الأمن لا يدعو إلى معاقبة ومحاسبة الجناة رغم اعتراف التحالف فعليا بالمسؤولية. وقال إن روسيا لم تكن لتوافق على بيان كهذا.
وأشار تشوركين إلى أنه وعقب الغارات على صالة العزاء بصنعاء أعلن الوفد البريطاني عن مشروع قرار بشأن اليمن “وإلى الآن لم نر ضوء”. متساءلا “ما إذا كان سيتضمن طلب إقامة منطقة حظر جوي فوق صنعاء؟.
وبالعودة إلى الوضع، قال السفير الروسي على الرغم من أن المبعوث الخاص أعلن استئناف وقف إطلاق النار، سجل خرق في كلا الجانبين بعد ساعات.
وأشار إلى تفاؤل ولد الشيخ حول قبول الأطراف للرؤية التي أعدها “خارطة الطريق” للتسوية في اليمن، قالا “لقد سمعت ذلك، ولكن في لحقيقة أن هذا كما نفهمه على الورق فقط”.
وقال تشوركين، “بعد كل شيء، كما يقول المثل، “الشيطان يكمن في التفاصيل”. إذا أعرب الجانبان عن اتفاق من حيث المبدأ حول النهج المقترح – لا يمكن تجاهل حقيقة أن أحد الطرفين أي الرئيس هادي رفض بالفعل الخطة”.
معتبراً أن المهمة الرئيسية الآن هي تحقيق وقف إطلاق نار دائم كشرط لازم وضروري والحاجة الملحة لمكافحة الإرهاب، وبناء الثقة بين الطرفين من أجل الدخول في إبرام اتفاق شامل لحل الصراع.
ولفت السفير الروسي، أن القاعدة في جزيرة العرب والجماعات الإرهابية المتطرفة الأخرى أكبر المستفيدين من الصراع في اليمن،و التي تسيطر على أحياء بأكملها في جنوب وشرق البلاد.
وشدد تشوركين “استنادا إلى التجربة السورية، نحن نعلم أن هناك حاجة إلى الحرب ضد المتشددين الآن، وليس تأجيل هذه المسألة إلى وقت لاحق. على جميع القوى السياسية اليمنية العمل بشكل فوري وعاجل لتوحيد جهودها لمواجهة التهديد الإرهابي. الإسلاميون الأقل تشددا لديهم فرصة للحفاظ على المكانة التي يشغلونها”.