تغاريد بالخط العريض (8)
يمنات
د. سامي عطا
(1)
كل إجراءات عيال المملكة بدءًا من هيكلة الجيش وإعادة تدوير نفايات المملكة السياسية عبر مبادرة الشئوم حصان طروادة، كلها كانت تنبئ بأنها لم تعني إلاّ حماية أمن المملكة، لأن أمن المملكة يعني جار ضعيف، وبلا مخالب يدافع عن وجوده ومصالحه، أمن المملكة تفهمه المملكة كما قالت السفيرة السابقة باربرا بودين في ندوة كارنجي الأخيرة بلد ضعيف ومنهك وتضربه الفوضى، لكنها فوضى تحت السيطرة، تعميم فوضى تديرها بالريمونت كانترول وعبر قوى خشنة أنشأتها منذ وقت مبكر ومع الأسف بأيدي بعض أبناءه…
هذا هو أمن المملكة، لا موفنبيك ولا شرعية ولا ديمقراطية ولا تعددية حزبية ولا مهلبية، وبالمختصر فاقد الشيء لا يعطيه… !
(2)
الإنسياق وراء المآلوف والشائع ليس تفكيراً، إنه نقل للتفكير أو مخاطبة للغرائز والعواطف، أما التفكير عملية شاقة حفر فيما وراء الظاهر، وبلوغ جواهر الأشياء والأحداث والوقائع…!!!
(3)
الغزو الثقافي والغزو الفكري تحذيرات امتلأت بها أدبياتهم وضخها إعلامهم خلال خمسة عقود مضت ، بينما في حقيقة الأمر هم كانوا أكبر غزو ثقافي وفكري لا بل مثل فكرهم وثقافتهم أكبر تجريف ثقافي للبلد قضى على تعدده الثقافي والمذهبي والفكري، ومارسوا دور خطير في طمس تراث وتاريخ البلد ، وأعتبروه جاهلية لا ينبغي الاعتداد به…!!!
(4)
هذه العبارة Культ личности بالروسية دفع ثمنها الاتحاد السوفيتي السابق وحزبه الشوعي ، إنها تعني عبادة الشخصية، ويبدو أنه صار مرضاً يسارياً بامتياز…!!!
(5)
تحولت وظيفة الأحزاب من كونها أدوات سياسية للخلاص الجماعي إلى وسائل للخلاص الفردي، على الأقل أتحدث عن حزبية هذا البلد المنكوب بنخبة إنتهازية وصولية قذرة…!!!
(6)
الإرهاب يغير نمط حياة السكان ومؤسساتهم في مجتمعات قطعت شوطًا في المدنية.. الإرهاب آفة العصر…!
(7)
كان أمام معارضتنا البائسة والتافهة فشل نموذج جلب الديمقراطية على ظهر الدبابة الأمريكية إلى العراق، وهذا بحد ذاته درس كافي، وكما قال ماركس “إن أؤلئك الذين لا يعرفون تاريخهم محكمون بتكراره”، إنه الغباء والحماقة التي تقتل صاحبه…
(8)
كنت ولازلت مؤمن أن اليمن كهوّية لحقها العار بفعل الإرهاب صنيعة الوهابية التي حلت ضيفاً ثقيلاً منذ أربعة عقود أو يزيد، ولذا حالة هروب بعض الناس إلى البحث عن هوّية بديلة كما يحصل في الجنوب التي تتنازعه عدة هويات إنكارية تحاول أن تتجمل بها وتبدأ من الصفر، وكانت قناعتي تتعزز بأن هوية اليمن لا يمكن أن تتعافى إلاّ عندما تنفض عن كاهلها أوساخ وأدران وهابية المملكة وإرهابها، أيها اليمانيون هذه فرصتنا للخلاص منها…!!!
(9)
الاستبداد ثقافة وليست فرد بمجرد ما تزيحه أو تستأصله ينتقل المجتمع إلى جنة الديمقراطية الوثيرة، أزيح صدام ظهر مئات الصداميين في العراق، وكلنا شاهد كيف كان يتصرف المالكي، ولا نذهب بعيداً أزيح علي صالح ولم نرى إلاّ سياسات استبدادية وعنجهية لا تختلف عن سابقاتها وتم إحلال مستبد بديلاً عن مستبد سابق، يعني المسألة لا تتعلق إلاّ بالثقافة الحاضنة للاستبداد، لذلك فإن هذه الثقافة الحاضنة للاستبداد تحتاج إلى التفكيك والنقد…!!!
(10)
من يظن أن إغتيال السفير الروسي فرصة مناسبة لدق أسفين بين أنقرة وموسكو بالتأكيد لا يفقه السياسة الدولية وكيف يتعامل الكبار مع مسائل من هذا النوع، المصالح الكبرى ذات الأبعاد الاستراتيجية لا تحل بالعنتريات إلاّ عند البعران، هناك تغييرات جيوسياسية لها أبعاد وتأثيرات مستقبلية وتتطلب أقسى درجات الحكمة، ومن لا حكمة له يلجأ للعنتريات كما هو الحال عند شاربي بول البعير، العالم يتشكل على نار هادئة، حتى تسخينها يحتاج إلى حسابات دقيقة، وكما قال هنري كيسنجر عن سياسات بوتين، بأنه يحسبها بدقة قبل أن يذهب إلى خيارات القوة يحمي مصالحه التي تتشكل…!
(11)
التفكير النسقي، تفكير يرتكز على مبادئ هو بمثابة أساسات البناء من دونه لا يصمد ولا يستقيم ولا يرتفع إلاّ بمقدار قدرته، وللتوضيح أكثر تشبه هذه المبادئ أيضاً مبادئ الهندسة، فلا يمكن أن تؤسس نظريات هندسية من دونها.. ولا يمكن بناء أفكار في مختلف العلوم من دون مبادئ ، وهذه المبادئ تجعلها أفكار متسقة وتحضى بالقبول والاقناع مستقبلاً إن لم يكن عند الدفع بها، وكل الأفكار الخلاقة تقابل عدم رضى وقبول في بداية عهدها، لكنها تصمد وتتعزز لأنها اتسمت باتساقها وحفاظها على تناسقها المنطقي…!!!
(12)
أراد البعران وكلاء أمريكا والغرب تحويل سوريا إلى أفغانستان هذا القرن يستنزفون روسيا وحلفاءها وتناسوا أستحالة نجاعة حل مشكلة بأدوات ووسائل قديمة قادت إلى رجس خراب محض، كما أن هذه الوسيلة من فرط استعمالها ونتائجها الكارثية صارت مكشوفة اخلاقياً وفقدت قيمتها المعنوية الزائفة، لذا مصيرهم الفشل المؤكد…!!!
(13)
بات الإرهاب قضية تقلق العالم إلاّ بعض الدول الراعية له والتي تموله وتدور في الفلك الأمريكي… ويبدو أنها القضية التي سينقسم على أساسها العالم اليوم، فإذا كان العالم خلال الحرب الباردة قبل إنهيار جدار برلين إنقسم على أساس المناهضين للشيوعية والمناصرين لها، فإن إنقسام اليوم سيكون الإرهاب عنوانها الأبرز المناوئين للإرهاب والداعمين له….
(14)
سألني بماذا تفكر؟
فأجبته:استعادة الأمان والاستقرار وزوال نمط حياة قبح أربعة عقود
(15)
معظم الناس يدركون خطر ومعضلة الإرهاب الاجتماعية ، لماذا لا يتم القضاء عليه؟
لأن فلسفة الرأسمالية السياسية السائدة التي صاغتها البراجماتية الأمريكية تنطلق من مبدأ وضع أسسه شيخ الدبلوماسية الأمريكية هنري كيسنجر ومفاده ” لا ينبغي على السياسيين حل معضلة كالإرهاب مثلاً، إنما توظيفه”….
(16)
الإرهاب وظيفيًا وسيلة تحقيق مصالح غير مشروعة أو الحفاظ عليها، كما يتم بواسطته الإجهاز على فاعلية الناس حين يبلغون مرحلة الثورة، إذ يوفر لأصحاب المصالح غير المشروعة مشروعية قمع إحتجاجات الناس تحت مبرر مكافحة الإرهاب…!!!
(17)
علاج الفكر الإرهابي الداعشي يتطلب إقرار المجتمع بهذا المرض المزمن أولاً، ومن ثم يمكن الخلاص منه بمعرفة أسبابه، أما حالة الإنكار يوسعه وتكبر أضراره وتستفحل…!!
(18)
الغايات النبيلة إن لم ترافقها وسائل من جنسها مآلها الفشل
(19)
في عصر الديمقراطيات الناشئة ، لا ينجح الحاكم المستبد أو بصورة أدق لا يستطيع أن يمد في عمر استبداده، إلاّ حينما يتمكن من إخراج معارضيه من مضمار السياسة إلى مضمار الثأر والإنتقام…!!!
(20)
الثورة لا يتم إنجازها إلاّ بإرادة ذاتية أو جمعية خالصة البعض يتغنى بها، لكنه لا يمانع أن يلغي إرادته ويستنجد بغيره ومع ذلك يسميها ثورة…!!!