المحلل السياسي الشرفي يتحدث عن ما وراء “فيتو” الصين وروسيا ضد قرار اممي بشأن سوريا وادانة الصين لانشاء قاعدة عسكرية في جزيرة ميون اليمنية
يمنات – خاص
قال المحلل السياسي، عبد الوهاب الشرفي، إن استخدام روسيا و الصين و بوليفيا حق النقض “الفيتو” ضد مشروع قرار اممي اعدته فرنسا وبريطانيا وامريكا يفرض عقوبات على النظام السوري على ذمة استخدام أسلحة كيماوية، جاء في ظرف حساس كانت قد تقلصت فيه التجاذبات بين فريقي الملف السوري، بعد استعادة النظام الروسي لمدينة حلب و ما يتم من دور روسي تركي ايراني اممي للوصول إلى حل للملف السوري.
و أشار الشرفي إلى أن هذا الاعتراض على مشروع القرار سيمثل تدشين لمرحلة جديدة من التجاذبات في أروقة مجلس الأمن فيما يتعلق بالملف السوري.
و أوضح الشرفي لـ”يمنات” أن روسيا و الصين لديهما مخاوف حول صدور قرارات من مجلس الامن ضد النظام السوري بشكل عام، و تريا ان السعي لاستصدار قرارات اممية بعناوين انسانية هي مداخل تحاول شقها الولايات المتحدة للتدخل العسكري في سوريا بعد فشلها في استصدار قرار مباشر بالتدخل العسكري.
و فيما يتعلق بهذا القرار الأخير، أكد الشرف أن روسيا و الصين تريان بقدر اوضح ان القدر الذي تم من التحقيقات بشأن استخدام الكيميائي في سوريا غير كاف لتحميل المسئولية للنظام السوري.
و أشار إلى أن النظام السوري ينفي قطعيا استخدامه للسلاح الكيميائي و يقول بأن اعمال دبرت بهدف توريطه فيما لا علاقة له فيه، كما ان روسيا ترى ان نزع السلاح الكيميائي من النظام السوري كانت خطوة مهمة تحسب للنظام السوري و تعزز موقف النظام السوري الذي سلم مخزونه من الكيميائي لافشال محاولة سابقة لتوريطه في تهمة استخدامه.
و نوه الشرفي إلى أن الملفت في الامر هو “الفيتو الصيني” المتكرر ضد قرارات خاصة بسوريا، فهو السادس من نوعه في مقابل السابع بالنسبة لروسيا منذ بداية الاحداث في سوريا. مضيفا أن فيتو روسيا واضح و ليس بالملفت بقدر الفيتو الصيني.
و اعتبر أن الفيتو الصيني يؤكد توجه صيني للحضور المباشر في قضايا الشرق الاوسط و الملف السوري ليس الا البداية.
و لفت الشرفي إلى ان الصين تبدي في الفترة الاخيرة مواقف تصعيدية غير مسبوقه تجاه الدور الامريكي في المنطقة، كان أخرها ادانتها لما قالت انه اتفاق امريكي مصري اماراتي لانشاء قاعدة عسكرية في جزيرة ميون اليمنية في مضيق باب المندب، معتبرة ذلك خروجا على القانون الدولي و تهديدا مباشرا للمصالح الصينية.
و أوضح أن لدى روسيا ايضا تخوف اخر هو ان يزيد استصدار اي قرار ضد النظام السوري في تعقيد العمل السياسي الذي يتم برعايتها حاليا لايجاد مخارج تفاوضية للملف السوري و ليس من صالح الموقف التفاوضي اضافة اي مشنجات ستؤدي الى فشل هذا الجهد السياسي المبذول للتقارب الذي بدأ في استانا و مستمر حاليا في جنيف.
و أكد الشرفي أن الملفت ايضا هو امتناع مصر عن التصويت، مع انها لم تصوت ضده. معتبرا ان هذا الموقف المصري سيكون له انعكاسه على العلاقة المصرية السعودية التي تشهد حالة من التوتر منذ تصويت مصر لصالح قرار روسي سابق.
و أشار الشرفي إلى أن ما يمكن قوله على خلفية هذا القرار انه تدشين لعودة التجاذبات على خلفية الملف السوري عالميا بين الولايات المتحدة مقابل روسيا و الصين و عربيا بين المملكة السعودية بمقابل مصر. مضيفا أنه في حال فشل مشاورات جنيف بين الاطراف السورية في التوصل لصيغة تشق طريقا باتجاه الحل، فإن حالة الصراع بين الطرفين العالميين و الطرفين الاقليميين و الطرفين العربيين مرشحة للتصاعد بقدر كبير.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا