أكاذيب جنوب مابعد الحرب !
يمنات
في الجنوب كانت اكبر كذبه صدقها “الجنوبيون” ذات يوم ان عهد جديد بدأ وانطلق بعد الحرب ، عهد انتظروا له سنين طويلة وسالت دماء المئات من أبنائه لأجله.
عهد حاربوا لأجله العالم اجمع ، ذاك العالم الذي أدار ظهره للجنوبيين ذات يوم ولم يهم الأمر الجنوبيين بشيء ..!
في جنوب مابعد الحرب كانت الكذبة الأكبر هي ان الجنوب سيسلم لأبنائه وان ثمة من قلبه على هذا الشعب المسكين .
في جنوب مابعد الحرب تحول الوطن “المحتل” سابقا إلى وطن أخر لاملامح له، لاهوية تتنازعته قوى مختلفة ليس في قاموسها شيء اسمه الجنوب .
في “جنوب مابعد الحرب” تحول الوطن الذي نحلم به إلى كنتونات صغيرة تتقاسمها قوى مختلفة مسلحة وميلشيات مختلفة الأهواء والانتماء .
في “جنوب” مابعد الحرب” سيق الجنوبيون قطعانا وأفرادا للمشاركة في حروب كثيرة هناك وهناك وعادت الجثث وازدهرت المقابر ومراكز الأطراف الصناعية ولا شيء غير ذلك ، وعلقت اللوحات في الشوارع تحكي عن قصة “شهيد” ترك عشرة من الأبناء الجوعى .
في “جنوب مابعد الحرب” كانت الكذبة الأكبر بإن “عدن” ستتحول إلى جنة أخرى واثبت الواقع ان “عدن” حولوها إلى مسرح كبير للصراع يزرعون فيه عداء الجنوبي لأخيه “الجنوبي” .
في “جنوب مابعد الحرب” قسّم الجنوب وأرضه وبدلا من المشروع الواحد زرعوا ألف مشروع وقالوا لابن الساحل خذ حذرك من ابن الجبل وأعادوا ألف سلطنة وألف تقسيم وألف مشروع .
في “جنوب مابعد الحرب” زاد عدد الفقراء في وطني وزادت الأمراض وزاد الوجع والألم .
في “جنوب مابعد الحرب ” زرعوا ألف ميليشيا وميلشيا وعززوا ألف خلاف وشقاق وانقسام ورفضوا ان يؤسسوا للدولة ومن ثم قالوا للجنوبيين “انظروا كيف فشتلم”.
في “جنوب مابعد الحرب” ازدهر الكتبة والنشطة والإعلاميين الذين يبيعون الوهم للعامة مقابل فتات قليل يستلمونه أخر كل “شهر”.
في “جنوب مابعد الحرب” تقاسموا أرضه ومناطقه وانزوى الشرفاء جانبا وهم يرون وطنهم ، حلمهم الكبير ، أملهم الذي غنوا لأجله وضحوا وهو يساق إلى متاهات “الضياع”.
في “جنوب مابعد الحرب” وقف الجنوبي على أطراف ساحل ابين يتأمل المجهول وتتساقط أدمعه وفي القلب غصة وفي العيون دموع كثيرة ولسان حاله يقول :” لا احد قلبه علينا ابدا ابدا ..
في “جنوب مابعد الحرب” اشغلوا الجنوبي بأخيه الجنوبي فقالوا لهذا انت تبع “ابو فلان” وهذا تبع “ابو فلان” وليحذر ابو فلان من ابو فلان.
“في جنوب مابعد الحرب” قالوا للجنوبي ان يحذر من اخيه الجنوبي لانه يريد نهب ارضه وماله وثروته وكانوا يكذبون .
في جنوب مابعد الحرب وقف مثنى الردفاني وعباس اليافعي وعلي البدوي وصالح الحضرمي وعبدالله الضالعي وسلطان العدني يشكون حالهم ويتذكرون أحلامهم العتيقة بساحات الجنوب وهتافات الدولة .. الدولة الكبيرة التي حلموا بها ذات يوم .
يتذكر كل هؤلاء أحلامهم القديمة وبصوت واحد صادق ترتفع اصواتهم :” ليس هذا الجنوب الذين آملنا به وحلمنا ابدا ليس هذا ،نحن اخوة ونحن اهل ونحن اهل مصير مشترك .
في “جنوب مابعد” الحرب تحول الجنوب من حلم دولة واحدة إلى كنتونات صغيرة يحكمها الطائعون المطيعون الخانعون .
في “جنوب مابعد الحرب” همشت القيادات الصادقة وطوردت وصودرت .
ورغم كل شيء ثقوا ان كل مايحدث لن يفت في عضد “الجنوب ” وشعبه وستنتصرون بإذن الله .