ما وراء اعلان عدن..؟ وما علاقته بالامارات.؟
يمنات
عبد الوهاب الشرفي
حضر الآف الحراكيين بساحة العروض بعدن اليوم الخميس 4 مايو2017، للمشاركة في ما سمي بمليونية “إعلان عدن التاريخي”.
ردود فعل حراكية عالية كانت قد أعقبت قرارات هادي و دعوات حراكية عديدة للزحف الى عدن للمشاركة في “مليونية إعلان عدن التاريخي”، وكانت التوقعات هي أن الحراك الداعي للإنفصال سيتمكن من أن يجمع أكبر حشد في تاريخه رغم عدم توقع إمكانية تحقيق خطوة قوية تجاه تطلعاته بدولة الجنوب.
خابت التوقعات و كان الحشد ليس في مستوى حالة التشنج التي سادت عقب القرارات، فالمليونية إستحالت الى الاف فضلاً عن عشرات الآلاف، فمالذي حدث..؟.
يبدو أن لحظة رد الفعل على قرارات هادي وأثرها على القضية الجنوبية ككل لم تفلح في توحيد صف الحراكيين تجاه مختلف علاقات القضية الجنوبية مع “الشرعية” أو مع التحالف السعودي أو مع دولة الإمارات.
أنزلت أمس صورة القيادي الحراكي باعوم من على منصة ساحة العروض ومن قام بإنزالها هي قوات أمنية و القوة الأمنية المشرفة على تأمين الفعالية هي من قوات أمن عدن الذي يتحكم فيه شلال شائع رفيق الزبيدي، وهو ما يعني أن هناك خلافات كانت موجودة أو بالأصح أنها طرأت في الساعات الأخيرة قبل المهرجان ووصلت إلى حد الإقدام على خطوة عملية علنية عكست هذا الخلاف.
لاشك أن البيان أو “إعلان عدن التاريخي” كان هو النقطة الرئيسية التي تم التباحث حولها للتوافق على مضامينها بين قيادات الحراك قبل الفعالية، و لاشك أيضاً أن مضامينه هي التي سببت في إضاعة ردة الفعل على قرارات هادي و عمقت الصدوع بين فصائل الحراك و أفشلت مليونية الحراك.
البيان الذي أعلن اليوم هو أغرب بيان كان يمكن توقعه لأنه كان إحتكارياً بكل ما تعنيه الكلمة لموقف فصيل الزبيدي من جهة ولأنه صمم لتعويض الزبيدي عن خسارته لمنصبه، بينما لم يضع للقضية الجنوبية – من وجهة نظر الحراك الجنوبي الداعي للإنفصال – أي أهمية تذكر.
فشل الحراك في الإقدام على خطوة متقدمة هو أمر كان متوقع لملابسات البيئة التي يعمل فيها الحراك حالياً سواءً الخارجية او الداخلية منها، و بالتالي ليس محل الإستغراب هنا ولكن محل الإستغراب هو فشل الحراك في أن يتقارب في لحظة تعتبر حساسة من تاريخ نضاله.
“إعلان عدن التاريخي” هو أول وثيقة رسمية واضحة لفهم فصيل الزبيدي لـ”القضية الجنوبية” حيث عكست أو لنقول صاغت مفهوم القضية كسعي للشراكة السياسية مع ما تسمية “الشرعية” و ليس الإنفصال عنها، وهذا المفهوم يتصادم كلية مع مفهوم فصائل الحراك الأخرى الساعية لفك الإرتباط.
كان متوقعاً أن يذهب الحراكيون الى تكوين مجلس للحراك الجنوبي ولكن مالم يكن متوقعاً هو أن يذهب فصيل الزبيدي لإعلان نفسه ممثل الجنوب، فالبيان نص على “تفويض الزبيدي بإعلان قيادة سياسية وطنية” وليس تكليفه بالسعي لتشكيل مجلس قيادة من جهة و أيضاً نص الإعلان على أن يكون هذا المجلس برئاسته، و بالتالي فالإعلان قد حول الحدث الى مناسبة شخصية هدفها تعويض الزبيدي عن خسارته لمنصب محافظ عدن برئاسة و بإختيار قيادة الجنوب..!!.
مروحيات الإمارات كانت ترش الحضور الهزيل بالمياه و الورود و قناتها الغد المشرق كانت تنقل “شعائر” المهرجان في بث مباشر، وقرقاش يغرد في تويتر بأن “لكل فعل رد فعل وإذا كان الفعل متهور فمن الطبيعي أن ردة الفعل تحرّر المشاعر المكبوتة وتعرّي ماكان مسلما وتنقل المشهد الى مستوى آخر”.
قرقاش كان قد غرد سابقاً بعد لقاء السفير الأمريكي للمفلحي المحافظ الجديد لعدن وكذا زيارة ميركل للإمارات بعد زيارتها للمملكة بأن الموقف السعودي الإماراتي واحد وهو مامثل إعلان الموقف الرسمي للإمارات تجاه وضع السلطة المحلية الجديدة لعدن، كما كانت اللجنة الثلاثية للتنسيق بشأن عدن ومحافظات الجنوب قد إنعقدت بالأمس وبحضور الإمارات.
إعلان عدن التاريخي أقصى الشرعية من علاقات فصيل الزبيدي وهي ممارسة تمت في الإعلان تحاكي ما كان يتم على الأرض قبل قرارات هادي، كما أشاد الإعلان وأكد على الشراكة مع التحالف بقيادة السعودية و الإمارات، كما حيا الإعلان خطوة إنعقاد “مؤتمر حضرموت الجامع” والتي كانت خطوة إمارتية خارجة عن “الشرعية”.
إذاً نحن أمام مشهد كامل خلاصته تأكيد فصيل الزبيدي إستمرار الولاء و العمل للإمارات، و رفض فصائل الحراك الأخرى الإنضواء تحت راية الإمارات و مبايعة الزبيدي كممثل للجنوب، و تدشين الإمارات لرد فعلها على قرارات هادي من تحت الطاولة و بدء صراع الاجندات السعودية الاماراتية في محافظات الجنوب من جديد.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا