قيادات الحراك تتصارع المنصات وخلفلها عشرات المدججين بالسلاح .. ماذا حصل في منصة ساحة العروض بـ”عدن”..؟
يمنات
أحمد عبد الله
مجدداً، عاد الصراع بين قيادات الحراك الجنوبي على المنصات، ومن الأحق بتمثيل الجماهير في الساحات وإلقاء الخطابات وإصدار البيانات.
عصر أمس، وخلال فعالية 21 مايو التي أقامها الحراك الجنوبي في ساحة العروض بخورمكسر، بمناسبة ذكرى إعلان الرئيس الجنوبي السابق، علي سالم البيض، «فك الإرتباط» في العام 1994، تجددت فصول تلك الخلافات، وتحولت إلى عراك بالأيادي بين القيادي في الحراك الجنوبي المناهض لـ«المجلس الإنتقالي»، صلاح الشنفرة، وبين القيادات المتواجدة في المنصة والمحسوبة على المجلس.
و تطور الإشتباك بالأيدي بين الشنفرة ومحافظ الضالع، فضل الجعدي، إلى إطلاق نار، قبل أن تتدخل قوة أمنية وتقوم بإنزال الشنفرة من على المنصة.
إثر ذلك، أقدمت حراسة الأخير على إطلاق النار فوق رؤوس المتظاهرين، وتم قطع الطريق المؤدية إلى الضالع في وجه المشاركين العائدين من الفعالية.
تطورات تشكل تجلياً لتعقيدات المشهد الجنوبي المتوتر بين قيادات «الحراك» و«المقاومة الحنوبية» المناهضة لـ«المجلس الإنتقالي» من جهة، وبين قيادات المجلس والقوى المؤيدة له من جهة أخرى.
وغالباً ما تشهد الفعاليات التي ينظمها «الحراك» صراعاً بين قياداته، إلا أن الفعاليات الأخيرة ظهرت فيها قيادات «الحراك» مدجحة بالأسلحة والمرافقين، وهو ما ينذر باندلاع موجات عنف بينها، خصوصاً بعد إعلان قيادات جنوبية أحقيتها في إدارة الجنوب وتمثيله إقليمياً ودولياً، وهو ما تعتبره قيادات «حراكية» أخرى انفراداً بالقرار ومحاولة إقصاء وتهميش لبقية المكونات الفاعلة.
أحداث فعالية 21 مايو لم تكن هي الأولى، فقد سبقتها أحداث مشابهة وأعمال تنازع بين القيادات الجنوبية على المنصات. ففي فعالية أكتوبر 2013، اندلعت اشتباكات على منصة ساحة العروض قتل خلالها أحد مرافقي القيادي في «الحراك»، شلال شايع، وتم منع الزعيم الجنوبي، حسن باعوم، من الصعود إلى المنصة. لكن الصراع بين قيادات «الحراك» بدأ يأخذ منحى خطيراً، في ظل الإختلاف في المشاريع وامتلاك كل طرف أنصاراً ومقاتلين، ومع محاولة «المجلس الإنتقالي» تصدر المشهد وإقصاء بقية قيادات ومكونات الحراك الجنوبي، على غرار ما شهدته فعالية 11 مايو حيث تم إنزال صور حسن باعوم من المنصة، وتمزيقها من قبل عناصر تابعة لـ«المجلس الإنتقالي».
أحداث المنصة التي اندلعت بين قيادات «الحراك» أثارت حفيظة الكثير من الناشطين في صفحات مواقع التواصل الإجتماعي، والذين وصفوا إصرار صلاح الشنفرة على دخول الساحة مع المرافقين المسلحين ومحاولته إلقاء خطاب بـ«العمل غير المسؤول»، ووجهوا تهماً للشنفرة بارتباطه بجهات تعمل لـ«إفشال المجلس الإنتقالي»، فيما اعتبر آخرون أن عمل الشنفرة يندرج في إطار «حرية الرأي الآخر»، لاسيما وأن الفعالية دعت إليها كل قوى الحراك الجنوبي كفعالية سنوية معتادة، ووصفوا الشنفرة بـ«المناضل في صفوف الحراك منذ انطلاقته، ويحسب له تقديمه استقالته من البرلمان اليمني، ورفضه حقيبة وزارية في حكومة أحمد عبيد بن دغر».
و رأى مراقبون أن الأحداث الأخيرة دقت ناقوس الخطر، محذرين من تحول الجنوب إلى ساحة صراع بين القيادات المدعومة إقليمياً بالمال والسلاح، في حين قلل ناشطون وسياسيون جنوبيون من أهمية أحداث المنصة باعتبارها «حدثاً عارضاً».
و كتب الصحافي، فتحي بن لزرق، في صفحته على «فيس بوك»: «بالنسبة لما حدث في منصة ساحة العروض بخور مكسر عصر اليوم أمر طبيعي ولا يدعو للقلق. حدث مثله ألف مرة على منصات ساحة التغيير والسبعين في صنعاء».
و أضاف: «لسنا ملائكة والخلافات واردة بكل شعب وأمة. المهم أن مسيرتكم تمضي إلى الأمام».
من جهته، أشار الكاتب، صلاح السقلدي، في منشور على صفحته في «فيس بوك»، إلى أن «التباينات في الجنوب سياسية، لا تأخذ أي بعد طائفي أو مناطقي أو جهوي كما يحدث في مناطق كثيرة ملتهبة في المنطقة».
و يرفض القيادي في «الحراك»، صلاح الشنفرة، خطوة تشكيل «المجلس الإنتقالي» برئاسة عيدروس الزبيدي، معتبراً أن الأخير جاء بقرار من «الشرعية» وأُبعد بقرار منها.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا