ما وراء رسالة “السجاد الأحمر” الذي يستقبل بها رئيس حكومة هادي..؟
يمنات
وصل رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر مساء اليوم إلى محافظة سقطرى و برفقته عددا من وزراء حكومته في زيارة تفقدية للمحافظة قد تفتتح وتضع الحكومة فيها حزمة من احجار الأساس لعدد من المشاريع الخدمية والتنموية فيها. ( المندب نيوز )
يواصل رئيس حكومة هادي الدكتور احمد عبيد بن دغر برفقة عدد من وزراء حكومته زياراته للمحافظات جنوب اليمن و بدأ من عدن فحضرموت فأبين ووصل إلى سقطرى و يعتزم بعدها التوجه لزيارة المهرة.
و تأتي هذه الزيارات بعد ازمة حادة بين حكومة “ابن دغر” و بين “الحراك الانتقالي” و التي كانت قد وصلت حد الاشتباك المسلح في عدن، غادر على إثرها “ابن دغر” المدينة واستقر في العاصمة المصرية “القاهرة”. و الظاهر ان هذا الاشكال و ابعاد حكومة “ابن دغر” إلى “القاهرة” قد تم حله بتدخل المبعوث الاممي “غريفيث” واعلنت حكومة “ابن دغر” بعد اجتماع لـ”غرييفث” مع قيادات “الحراك الانتقالي” و شخصيات جنوبية في العاصمة الاماراتية “أبوظبي” أنها ستعود إلى عدن.
كان “غريفيث” قد تراجع عن زيارة كان قد أعلن عنها إلى “عدن” و “حضرموت” للقاء الفصائل الجنوبية ضمن جولته للقاءات مع الاطراف المعنية بالملف اليمني، و كان هذا التراجع ذو صلة بوضع سلطة “الشرعية” في المحافظات الجنوبية و اقصائها من عدن، و يبدو أن هذا الموقف لـ”غريفيث” قد لعب دورا في تليين طرف “الحراك الانتقالي” الذي التقى “غريفيث” في أبو ظبي تجاه حكومة “ابن دغر” و القبول الاماراتي بالطبع بعودة الحكومة إلى عدن.
لحد الآن لم تقم الحكومة كسلطة في عدن و كل ما هو حاصل تواجد “ابن دغر” و عدد من وزرائه في المحافظات الجنوبية يقومون بجولة تفقدية من محافظة إلى اخرى لكن لا وجود لاستقرار حكومي في عدن ولا وجود لدور حكومي منتظم يمكن القول من خلاله ان حكومة “ابن دغر” قد مكنت من ممارسة سلطتها بشكل فعلي بعد الاتفاق وعودتها الى عدن.
ما يدور من حديث عن نوايا لحكومة “ابن دغر” اتخاذ أبين مقرا لها هو مؤكد اخر على انها لم تمكن من الوجود كسلطة في “عدن” بل ابعد من ذلك فهو مؤشر على انها لن تمكن اصلا من ذلك و ان تقديرها للوضع في “عدن” بأنه غير ملائم لوجودها هناك كسلطة.
عمليا أيضا لا تزال كل البُنى المؤسسية والعسكرية على حالها قبل الاتفاق في “أبوظبي” فإدارة الوحدات الحكومية بعيدا عن قرار حكومة “ابن دغر” لازال هو السائد و الاهم من ذلك ان الوحدات المسلحة غير الخاضعة لوزارة دفاع حكومة “ابن دغر” لازالت قائمة كماهي بل وتتوسع في مهمها بصفاتها “الجنوبية” أو “المناطقية” و لا توجه حتى الآن لإعادة صهرها تحت قيادة دفاع طرف “الشرعية” و ما هو مؤكد ان بدء العمل على استيعابها تحت قيادة دفاع طرف “الشرعية” هو المؤشر الجاد على ان هناك نوايا حقيقية لتمكين سلطة هادي في المحافظات الجنوبية وان الامارات قد تخلت عن ممارساتها العدائية تجاه طرف “الشرعية” و ان الاتفاق في “ابوظبي” ليس مجرد مناورة فرضها ظرف ان مبعوث اممي جديدا قد دخل على المعادلة ولا زال يحتاج للترويض.
ما يلفت في زيارات “ابن دغر” للمحافظات الجنوبية هو انه يستقبل ببسط السجاد الاحمر و اصطفاف جنود من حرس الشرف و هو تقليد لا يتبع الا عند زيارات الرؤساء أو رؤساء الحكومات الخارجية لغير بلدانهم وليس في حالة الزيارات الداخلية وخصوصا مع رئيس حكومة وليس رئيس الدولة، و ربما الامر يراه البعض انه تعمد اظهار صورة القبول بعودة الحكومة للمحافظات الجنوبية بعد خصومة حادة معها مع اكثر من طرف في “الحراك الانتقالي”” و في قوات “النخب المختلفة” و في بعض “السلطات المحلية”.
طبيعة الخلاف بين “الحراك الانتقالي” و طرف “الشرعية” يتمحور حول “الدولة” فـ”الحراك الانتقالي” الساعي لاستعادة دولة الجنوب يتصادم جوهريا مع طرف “الشرعية” الممثل لدولة الوحدة. و بالتالي يمكن تصور ان هذا الاستقبال الملفت لـ”ابن دغر” في محافظات الجنوب ببسط السجاد الاحمر واصطفاف جنود هو بحد ذاته رسالة بأن من هناك من تعمد ان تخرج زياراته في صورة زيارة لرئيس وزراء “دولة الوحدة” إلى “دولة جنوبية مستقلة”.
ما يعزز هذه التصور هو ان زيارات “ابن دغر” تأتي ولم تصل المحافظات الجنوبية واليمن ككل الى مرحلة ارساء حكم الاقاليم ما يجعل “رسالة السجاد الاحمر” هي انه لا نوايا لدى “الحراك الانتقالي” ومن يحملون وجهة نظره للتعامل مع طرف “الشرعية” كسلطة وان جاروا في ذلك شكلا ومرحليا، وان الدفع من قبل المبعوث الاممي باتجاه انخراطهم في حل قائم على فكرة الاقاليم – مبدئيا – ليس مقبولا من قبلهم خصوصا ان هذا الاستقبال تم في غير محافظة و ليس في المحافظة التي يمكن ان تحسب كعاصمة اقليم.
يظل الحكم على مستقبل حكومة “ابن دغر” في المحافظات الجنوبية سؤال مؤجل الى بعد انتهائه من زياراته الحالية وفيما اذا كان سيسمح له بالاستقرار كسلطة في “عدن” او سيتركها و يستقر في محافظة ثانية ام سيفرض عليه مجددا مغادرة الجنوب ككل كما كان الوضع قبل الاتفاق، كل ذلك مرهون بطبيعة السير في الملف اليمني ككل و الادوار التي تلعبها الدول المعنية به و الامارات في المقدمة بالطبع.
المصدر: الغاية نيوز
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.