(جيكل) الإعلانات و(هايد) الزقاق هيئة وليست قصة
يمنات
قيس القيسي
كنت وعدتكم سابقا بالكتابة إذا صادفت متسولا في يوم العيد لقد صادفت العشرات لكن واحدا منهم جعلني أكتب لكم اليوم كان طفلا في الرابعة من العمر وفي الخمسين من الحزن
يبدو أنه يتيم اعطيته مئة ريال فقال لي: الزلط مقطعه ياعم فأعطيته مئة لاباس بها ابتسم وهم لينصرف لاحظت لتوي ثوبه الممزق الرمادي الذي كان يوما ما أبيض تذكرت حديث من مسح على رأس يتيم مسحت على رأسه صادفت يدي كتل لم استطع ان اعرف ماهي بالضبط هل كانت كتل دم تغطي جراحا في رأسه أم كانت مرضا فطريا ملأ رأسه بالجراح و شغل عنه بطلب المئة و المئتين ليرمم جراح معدته الخاوية.
كانت ابتسامته باهتة وصفراء أكثر من إصفرار إعلانات هيئة الزكاة وقطاع الإستثمار في وزارة الأوقاف نفسها إلا أنها كانت بإصفرار الألم وخيبة الأمل والجوع.
وإعلاناتهم كانت بإصفرار أنياب وحش يخطف الأجنة البشرية عند ولادتها ويلتهمها بعد ان يهرب بها الى زقاق موحل يعج برائحة أحشاء الأسماك المتعفنة.
رأيت في عينيه الصغيرتين وطن يتطاير أشلاءا وفي لون بشرته لون أرض مشققة تنتظر المطر منذ عقد وربما أربعة.
لا أدري لماذا رأيت في مشيته المتأدة المنهكة و هو يرحل عن مجال رؤيتي هيئة الزكاة وهي تخصم زكاة فطرة خمسة أفراد على كل مدرس وموظف ولو كان أعزبا .
لا تحزنوا أيها المدرسون العزاب فالعزوبية في بلد الوحوش التي تلتهم الأطفال في الأزقة القذرة نعمة كبيرة .
من يحق له ان يندب حظه هو المدرس الذي لديه ولد فأكثر فليندب حظه أكثر كلما كان أولاده أكثر .
تلقفوا بعض نصف راتبكم هذه مصيبة لكنها تهون
أما كل من له أولاد في بلدنا فإنهم سيخطفونهم اليوم أو غدا وينهشون لحومهم في ذلك الزقاق القذر الذي حدثتكم عنه
إنها جيكل الإعلانات وهايد الزقاق
هيئة الزكاة
_ جيكل وهايد : قصة عن طبيب يعيش شخصيتين متناقضتين فهو طبيب في غاية الانسانية ظاهر النهار ووجهه الآخر ليلا سفاح يعيش نزواته دون ادنى رحمه.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.