ازدهار سوق العقار بصنعاء
يمنات
عبد الوهاب قطران
بزمن الحرب والجوع والانسحاق وانقطاع المرتبات، وفرض الجزى والزكوات والضرائب والاتاوات، يزدهر سوق العقار بصنعاء بشكل مذهل ،حركة بناء وانتعاش غير مسبوق ، الارض ارتفع ثمنها الف في المائة ، والبيوت الشعبية القديمة تشترى وتهدم.
بكل احياء العاصمة من حولي حركة بناء ملفته بظرف ثلاثة اشهر فقط حفرت البدرومات ثم تعالت عمائر متطاولة بالبنيان وبيعت ،ارتفع سعر اللبنة الارض خلال سنة واحدة من ثلاثة مليون الى عشرين مليون، وماهي الا اشهر قليلة ويشاهد سكان كل حي وحارة بدرومات تحفر ،وابراج فخمة تتعالى بسرعة فلكية ، وهنا تناسب طردي ، بين ارتفاع وزيادة نسبة الابراج والعمائر المتطاولة بالبنيان وبين ،ارتفاع قيمة الايجارات الي ثلاثة اضعاف عن ماكانت عليه قبل سنة مثلا، اليوم الشقة الثلاث الغرف بشارع هائل مثلا ،ب85الف ،غير موجودة ، تحجز الشقق قبل ان تشطب بااشهر ،ويطلب الملاك العقاريين الجدد ،سته اشهر مقدما ،وضمانة ويفرضوا شروطهم بااريحية تامة، وازدحام سكاني بصنعاء واختناق غير مسبوق ،ابراج مذهلة انيقة جديدة ناطحات سحاب بالعشاش وبيت بوس ،وحدة ،والرباط وكل مكان..
اليوم وصل الي تلفوني رسالة اس ام اس من شركة يمن موبايل تعلن عن شقق للبيع ببيت بوس وحدة من شركة المعافا ،يبداء سعر الشقة من 31900،دولار!!
لم تعد التسعيرة والاعلان باليمني وانما بالدولار!
مافيات تنهب وتسرق وتنتعش وتضارب بالوقود والغاز،والكهربا ،والماء والتعليم والصحة ، والمرتبات والعملات و بكل شيء ،وتبني الابراج والفلل والقصور وتؤجر بااسعار فلكية بزمن الحرب والجوع، والقحط ،مافيات تجبي وتفرض ضرائب وجمارك مرهقة ،ولاتقدم للمجتمع والشعب شيء ،لاتعليم ،لاتطبيب ،لاكهرباء لاماء ،لامرتبات ،خصخصة وعومت كل شيء…
بالحروب والمجاعات وازمنة الجدبة والقحط ترخص العقارات وتصير بسعر التراب ، الا هذه الحرب المافوية ازدهر سوق العقار ،وازدهرت بيوت الصرافة ،ومحطات الوقود ،والمراكز الصحية الخاصة والصيدليات ،والمدارس والجامعات الخاصة ،ازدهر كلما هو خاص وربحي ،وتلاشى وضمر ومات كلما هو عام ونافع للناس، دمر وقوض ما تبقى من دولة وقطاع عام. .
انه زمن المافيات والجماعات والمصالح الخاصة. .
ولى زمن الشعوب والدول ،وحل محله زمن جماعات المصالح الخاصة. زمن الربح والمتاجرة بكل شيء حتى بالانسان وكرامته واعضائه البشرية.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.