أخبار وتقاريرالعرض في الرئيسةتحليلات

لماذا لم تضرب السعودية إيران حتى الآن برغم تأكيدها بأن طهران هي من استهدفت مُـنشآتها النفطية ؟

يمنات

صلاح السقلدي

كما توقعنا بآخر مقالة لنا نُــشرتْ في هذا الموقع صحيفة “رأي اليوم” الإليكترونية المميزة، بأنَّ المملكة العربية أوقعتْ  نفسها في وضع حيص بيص بإعلانها أن الهجمات التي طاولتْ منشأتها العملاقة أرامكو تقف خلفها إيران بشكل مباشر وأن الطائرات والصواريخ التي استهدفت المنشأة لم تأت من الأراضي اليمنية.

فمثل هكذا استنتاج واتهام مباشر لإيران، بصرف النظر عن صحته من عدمه – فلا نستبعد أن تكون إيران هي فعلاً من قامت به ولو بشكل مباشر-  إلّا أنه قد وضع السعودية بمرمى وابل من التساؤلات  التي لا تخلو من  الاستغراب بل من التندر والاستخفاف ليس فقط من قِـبل خصومها بل من مواطنيها ولو عن طريق اللمز، من قبيل: لماذا وقد مر على الهجوم  أسابيع  لم ترد السعودية بهجومٍ مماثل على إيران طالما وقد أيقنت الرياض بأن طهران هي من اعتدى عليها ؟.ولماذا الطائرات السعودية انتقمت من صنعاء وليس من طهران، وهي أي السعودية التي تقول أن صنعاء لا علاقة لها بالهجوم برغم تبنيها ذلك علناً؟.

 نعلم أن أي هجوم عسكري سعودي على إيران ،بل حتى هجوم أمريكي اسرائيلي سعودي  مشترك سيعني حربا شاملة بالمنطقة وستكون السعودية في عين العاصفة حينها، وهي التي تغرق عميقا بالمستقنع اليمني ، ولا قِــبلَ لها بهكذا سيناريو مُـدمّـِـر، وستحاول تحاشيه  بقوة حتى وأن واجهت على إثره  الضغوط الأمريكية، ونعلم أن الرياض لا تفكّــر -حالياً على الأقل -بفتح ثُقباً قاتما لها بحجم ثقب الحرب الشاملة مع دولة لها بأسٌ شديد ومنعة قوية كإيران ،ولكن  الخطاب الإعلامي السعودي المنفلت والتصريحات المتخبطة والبيانات التائهة  الصادر عن وسائل إعلامها ومن ناطق التحالف تحديدا،العميد المالكي هي من يضع السعودية في مواقف استخفاف الجميع وينال من سمعتها و يفقدها هبيتها داخلياً وخارجياً.

 فالمملكة التي تتوجع بصمت بحدها الجنوبي  تحت وطأة الهجمات العسكرية التي تشنها قوات صنعاء” الحركة الحوثية” والإخفاقات العسكرية المريعة التي تتكبدها قواتها هناك، وتتكبدها معها الجماعات اليمنية المسلحة التي تقاتل بصفها – معظم مقاتلي هذه الجماعات من محافظات جنوب اليمن-، كان آخر هذه الاخفاقات قبل أيام أسر المئات من هذه الجماعات ومن جنود سعوديين أيضا والاستيلاء على عشرات العربات السعودية ناهيك عن كميات هائلة من الأسلحة المختلفة –بحسب الإعلام في صنعاء-, وتعصف بها “المملكة” بعنف خلافات التيارات العسكرية والسياسية  داخل معسكر شركاءها باليمن جنوبا وشمالا، ناهيك عن تعثرها بكسب قوى شريكة  موثوق بها باليمن وبالشمال تحديدا يمكن التعويل عليها كحلفاء سياسيين  للرياض مستقبلا، وبرودة علاقتها مع حليفها الرئيس الإمارات على خلفية قرار هذه الأخيرة بالانسحاب العسكري من الشمال ودعمها الصريح للقوات الجنوبية التواقة لاستعادة دولة اليمن الجنوبي السابقة. نقول أن كل هذه العوامل وغيرها التي تواجها السعودية باليمن كفيلة بأن تجعل المملكة تعزف عن  فكرة  دخول حرب  مباشرة مع إيران،هذه الفكرة التي تدفعها نحوها الإدارة الأمريكية بشدة ولؤم، وبالتالي فتصعيد الخطاب  السياسي والإعلامي السعودي مع إيران واتّبِــاع سياسة حافة الهاوية وتسخين الإعلام بوجه إيران الى درجة أن  يعتقد العالم  بأن المملكة  قد حزمت أمرها نحو الحرب مع إيران ونحو الانتقام منها  ثم يكتشف أن هذا الأمر ليس أكثر من حيلة بايخة  للتملص من حقيقة الاعتراف بصلابة خصمها باليمن” الحركة الحوثية” والتهرّب من فضيحة الاختراق العسكري لإراضيها وانفضاح اكذوبة  دفاعاتها الباتريوتية الخرافية ذات الكُـلفة المالية الهائلة،علاوة على أنه تماهيا سعوديا غير محسوب مع الخطاب الأمريكي التصعيدي المتهور بالمنطقة.

 فقد كان بوسع المملكة أن تتملّـص من كل هذه الإحراجات التي تنزل على رأسها بذرائع أقل ضررا وأخف شطحا كما دأب منذ أربعة أعوام، ولكن تأكيدها بأن إيران هي من اعتدى عليها بشكل مباشر،ثم امتناعها -حتى اليوم- عن الرد على هذا المعتدى” المفترض”  جعلها أي  السعودية  تبدو بموقف الخائف والمتهيب أمام مواطنيها وأمام العالم بأسره، أو بموقف الكذوب في أحسن حال. !

المصدر: رأي اليوم

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى