فضاء حر

هل يبقى من معنى للمزايدات الخطابية !!!؟

يمنات

أيوب التميمي

أهم المعارك في أي وطن هي المعركة الموجهه نحو الفساد ، اذا كانت هناك إرادة حقيقية للتنمية وتحقيق الاستقلال الحقيقي .غير ذلك يظل الفساد متربعا على العرش ،ونحن له عابدون..

لم تنجح الثورات العربية تحت شعار الربيع العربي زورٱ . الاقتراب منه، أو حتى النيل ولو واحد في المائة من رموزه ، رغم الضجيج الذي أحدثوه حول الأموال والشركات والعقارات التي يمتلكها أُخطبوط الفساد .. والسبب انخراط قيادات أحزاب المعارضة في الفساد نفسه .. فكان التطبيع مع الفساد ، وماكان يقال لهوا حديث الإفك ولغو مستحب للفقراء والمساكين الذين يتعطشون لسماع شعارات تسكن بها آلامهم وأوجاعهم من شظف العيش..

ياجعانن : اعلموا أن أول خطوات بناء الأوطان هو مكافحة الفساد وتجفيف منابعة ، وأول خطوات مكافحة الفساد هو الشفافية الكاملة .. والشفافية لا توجد إلا في ملابس النساء ،،وهي من المستحيلات في عالمنا العربي أن تكون الشفافية في متناول المواطنين ، يعلم كم المحصول القومي من الثروات والإيرادات وغيرها من الجبايات والمساعدات والهبات الخارجية..

فللكشف عليها عورة ، والعورة تولد المعصية ، والممعصية تخلق الطمأنينة عند العامة ، تجعله ينام مطمئناً وغير قلق ، وهذا بحد ذاته يسبب للنظام أرقاً هو في غنى عنه ..فلا بد أن ينام المواطن وهو في حالة كوابيس يدور في رأسه إعصار (الغاز – الدقيق – المدارس – الإيجار – الماء – الكهرباء …إلخ ) غير مستسلم لأوغاد الأعداء المتربصين بالوطن وساساته رضوان الله عليهم،

نحن أمام خيارين لا ثالث لهما : إما الوقوف لبناء الوطن وتحقيق الحرية والاستقلال ، بمكافحة شاملة للفساد .. أو التسامح مع الفساد ليتفشى في جسد الوطن ويضرب الحرية ويدمر أحلام الأجيال القادمة ، ويبقى الاستقلال والسيادة الوطنية مادة للخطابات الجوفاء للساسة !!..

ويمكننا القول : إن “التطبيع” مع الفساد هو خيار دولة وليس خيار أفراد ، ولذلك قد يكون من باب المزايدات أن “نستغرب” من التجليات القطاعية المتفاقمة لهذا الخيار الاستراتيجي الذي ساهمت كل النخب الرسمية والبديلة في تكريسه، بدرجات وبمسؤوليات متفاوتة.

إن الانسداد التاريخي الذي تعانيه البلاد ، هل يبقى من معنى للمزايدات الخطابية المهيمنة على علاقتنا بالمظاهر”المشتقة”، لا الأصلية، للتطبيع مع الفساد؟!..

وإن شئنا أن نعيد صياغة السؤال بطريقة أكثر إحراجا لكل الفاعلين الجماعيين (سلطة ،ومجلس سياسي ،وأحزاب سياسية ،ومجتمع مدني ) فإننا نقول: “ألا تنعكس مزايداتنا وصراعاتنا حول أنماط الفساد “المشتقة”؛ رغبة جماعية في التهرب من مواجهة السؤال الحقيقي، بل عجزا عن الإجابة عن سؤال “الثورة” الأهم: ماذا فعلنا حقا لتجاوز “منظومة الفساد” وما يؤسسها من فَسادين “أصليين” (الاستبداد والتبعية)؟ وما هو دورنا – المقصود أو غير المقصود – في هيمنتها على مختلف الفاعلين الجماعيين حتى بعد الثورة؟

إنه سؤال يمكن أن يطرحه أي فرد، ولكنّ الإجابة عنه لن تكون إلا جماعية.. ولو بعد حين..

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى