فضاء حر

ماض مخجل ومستقبل خجول

يمنات

خالد سلمان

الماضي أشبه بالآتي
الماء بالماء
لإبن خلدون رائد علم الاجتماع الحديث، وافضل من حلل نشوء العصبيات وسقوط الممالك والدول.

ماضينا متوج باكاليل العار، معدم من غار الفخر والحماسة والإعتزاز
ماضينا،تاريخ لاينتهي من الحروب، الإنتصارات، والهزائم.
ننتصر على أشقائنا اخوتنا شركائنا ،في الأرض والوطن، وننهزم، أمام الغرباء في معارك، الذود عن الحمى والسيادة.

يكفي انتصارات اللحم على اللحم، في ذلك الصيف التسعيني القائض، بحمام بخار الدم الفوار، واخضاع نصف جغرافية البلاد، دفاعا عن عصبية قبلية،تلطت بشعارات سياسة وحدوية ،غاطسة بالزيف حتى فروة الرأس.

انتصرت عصبية الكثرة على مدنية المدن، ثم سرعان ما تدثرت بهزيمة مهينة، بعد برهة وقت وحين، أمام دولة جنينية المولد، لم يتعد عمرها بضع سنين، اسمها ارتيريا، سلبتنا حنيش وماحولها، ولم نستعدها بحشد الجيوش، ومهاجمة الثغور،ورفع شعار حنيش أو الموت، على غرار شعار الوحدة أو الموت، ذاك الشعار الغازي المراوغ الكذوب.

مرة أخرى ماضينا مشبع بالخيبات والغصات، بالتمايز، بالقهر والغبن وعدم المساواة.
في نقاط تمركز المتحاربين، الأشداء الأغبياء،المعتزين بهمجيتهم، في هذه النقاط يمكن فرز الناس وفق مناطقهم، بحرف واحد،عدم اوتعطيش حرف الجيم، حرف يمكنه أن يطيح بحياتك، ويمكنه أن يمنحك بطاقة عبور وطوق نجاة.

هل شهدتم في تاريخ، كل حروب المناطق، والديانات والقبائل والجهات، أن يكون حرف هو قاتلك، سوى هنا في هذه البلاد، المتشاطئة مع الموت الحر المباح.

اننا نخجل من ماضينا، وسنكون أكثر رعبا، أن جاء آتينا على شاكلته ،مضرجا معفرا مضمخا…الخ بموتنا الماضوي المجاني الرخيص، العبثي السريالي الجبان.

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى