خطيئةُ مُكررة !
يمنات
رند الأديمي
صـَرخت ُفي ذلك اليوم الذي عبرت به من الحبل السري الى فضاء من الحرية والوهم اللامحدود!
وفي ذروة ألم والدتي تفجرت حياتي، وكأن هنالك علاقة عميقة بين الألم والولادة ،وكأنما الحياة تستحقر الأفراح وسياسة الإنتشاء وتندمج مع الألم كيمائياً وفيزيائياً حتى تنتج !
جئتُ في إكتمال دورةَ القمر و في فصل الخريف ، كما جاء قبلي وبعدي ملايين من القوالب المُكررة!
كان الكونُ في ذلك الوقت يُكرر تثاؤبه، لاشيء جديد تم تصنيعه وفي ذلك اليوم ترافق الخبر مع ولادتي “عن الاكتضاض السُكاني ومعدل النمو المتكرر لقد سئمت الكرة الأرضية من التضخُم والتكرار!
تباً
لم أختر كاتلوجي المفضل ،ولا نمطي ، زُجت بي الرياح الموسمية في بلاد تطوقه السبع ُ الخطايا.
بلاد ٌيكرر تاريخه كل عشرة أعوام ، ويستبشر لأجل فاتح جديد ثم يُكرر نَدمُه !
بلادٌ يُحاربُ قديماً بالسيوف وحديثاً تطورت حروبه بصبغة التكنولوجيا والأسلحة النوبلية ويكرر!
يقاتل عن إرثه النفسي ،وعن جده التسعين ،وعن لونهِ الغير واضح ،وعن قبيلته ،ويموت قتيلا في أحسن الأوقات
بلاد تُصبحُ الأنثى خطيئة فتتدثر وتخبيء نفسها عن اشعة الشمس وعندما تموت تقيد في السجل “مجهولة” وفي أفضل الأحوال “مستورة” !
وعلى جسدها تُبني العديد من دُورَ الإفتاء !
ولكن لقد هون العصرَ الأمر
فأخترع العلم الطائرات ليُسهل المحنة
ليستطيعُ الإنّسان التحرر من قدره الجغرافي والإنتقال الزمانكي في ذات اللحظة،
الا ان الطائرات لاتمحي جغرافيةُ العرق والدم.
لاتمحي هذه الملامح التي توطدت بالتضاريس وحكايات التاريخ المكررة
والطائرات أيضا لاتمحي تجديد الجوازات والمواطنة العاشرة التي تعمل على مواجهة الذاكرة الأولى.
وبعد هذا يسالني الجميع عن “من أنتي”؟
فأصمت لأُفتش عن مايُميزني عن التكرار
ويرد الكون “مُكرر”!