فضاء حر

البلاهة المنغولية لمحمد العماد!!

يمنات

رؤوف الحاج

في لحظة سهوٍ خرج لنا هذا الطفل محمد العماد وقنانة الهوية ؛ ليفسد الحياة بتلك الطريقة الكارثية، إنه إحدى خطايا الحياة المرئية الحديثة وربما ضريبة فادحة لها، ذنب من ذنوب التقنية التي وفرت إمكانية الظهور للجميع وكارثة من كوارث وزارة الإعلام منح تراخيص لقناة يديرها شخص أطلس الوعي، كتلة صماء من اللحم الفائض عن الحاجة، كائن سائل وبلا ملامح ذهنية قابلة للاستبانة والتقاط الأفكار منها لدحضها أو التوافق معها. هذا  العماد يمثل التجسيد الأبرز لانحطاط الإنسان المعاصر، الانحطاط بمفهومه الأخلاقي والفلسفي معًا، الإعلامي البليد الواثق من غباءه الفطري، يفقدك القدرة والدافع تجاه أي محاولة للحديث معه، وتفقد صفتك المترسخة داخلك ورغبتك الدائمة بإخضاع كل فكرة للجدل المنطقي.

يتحدث علماء الإجتماع، الفلاسفة، المفكرين والساسة الكبار، بحذر عن ظواهر معقدة كالثورة والحروب وتفكك المجتمعات وانهيار الدول، حتى أولئك المناهضين لما حدث، يجتهدون لفهم أعمق لقضايا متداخلة ويصعب شرحها من منظور أحادي وبلغة حاسمة، وحين يأتي دور العماد يدهس على كل تلك المحاذير المعرفية ويطلق حكمه النهائي بطريقة تهريجية فاضحة،ك طفل يتمرغ في الوحل ضن منه أنه يسبح في بحر العظماء والعباقرة ، والإعلاميين الذينا يحترموا بلاط صاحبة الجلالة.

اننا أمام شخص فارغ من المعنى مصنف من  الكائنات اللواتي تعاني من ضعف في القدرات الإدراكية، لقد توقف نموه العقلي في توقيت مبكر، وتضخم لسانه بالتوازي مع ضمور حاد في دماغه. يتحدث الرجل عن الدولة والفساد والمحسوبية وعن الانتهازية والاستغلال يرسم فيها سلوكه الواقعي ، وممارستاتة في الهث خلف الانتهازية والاستغلال لكسب ثروة من خلال التغطية الإعلامية عبر قناة العاهة .

الأمر هنا لا يتعلق بقدرات الرجل الخارقة في تبسيط الأفكار، بل في موهبته النادرة في “نكح المنطق” وحالة الإطمئنان الغريبة التي تشاهدها لدى الدجالين الكبار حين يتحدثون بسكينة غامرة. 

وهي حالة نشأت لديه من مزاعم التدين الزائفة التي يتجلى بها، من التدثر بالصلاة على النبي لتسويق ذاته الإنسانية المشبوهة، من ظهوره على الشاشة وثقة الغوغائين به واستلام الحوالات العاجلة من الرياض ، وتركيا ، ثم العودة لشتم الوطنيين والشرفاء ، والنحيب على الفقراء، ثم الصلاة على النبي مرة ثانية.
لا أملاك أي مشكلة شخصية معه، كما لا تهمني مواقفه الساذجة المعروفة سلفا أو وعيه الاطلاس الخالي من مفردات اللغه التي لا تجدها  الى عند اطفال حديثي الولاده، ليس العماد وحده من يمتلك هذا  الخوى ،فهناك  اعلاميين أكثر بلادة منه، يقولون نفس أفكاره ولا أحمل لهم أي مشاعر ضغينة أو نفور حقيقي؛ لكن هذا الشخص بالذات لم أستطع تمريره نفسيًا، أشعر بصعوبة بالغة في تقبله، وغالبًا ما أحس بأن ظهوره مسؤول عن ارتفاع منسوب البلادة لدى التلاميذ الذين يتابعونه، سيلان لعابه أثناء الحديث يكشف لك أنه مصاب بمتلازمة “البلاهة المنغولية” لكنه لا يدرك ذلك ويفتقد لشجاعة الاعتراف بها والبحث عن حل يعيد إليه نباهته. يحتاج إلى دروس مكثفة ابدا من الأخلاق ، وانتهاء في كيفية الحافظ على الرذاذ المتطاير من فهمه ،التي تصيب المشاهد بالتقيو وانسداد في الشهيه ..عليكم إيقاف هذا الانحدار الاعلامي أن كنتم صادقين و تحترمو المشاهد ياوزارة الاعلام ولا أظن ذلك !!

زر الذهاب إلى الأعلى