فضاء حر

ماذا يفعل اليمنيون في البحر الأحمر..؟

يمنات

عبد الوهاب الشرفي

وضعت القوات المسلحة التابعة لسلطة في صنعاء معادلتين واضحتين وسهلتين ومباشرتين الاولى هي منع مرور السفن المملوكة للكيان الصهيوني او ذات العلاقة المباشرة به من ناحية الملكية في البحرين الاحمر و العربي وحتى وقف الحرب الصهيونية على غزة، والثانية منع اي سفينة من اي جنسية كانت متوجهه الى موانئ الكيان الصهيوني وحتى السماح بادخال الغذاء والدواء للمدنيين المحاصرين في غزة .منذ سبعين يوما، وهناك عدوان صهيوني في صورة جرئم جنائية ارهابية وفق توصيفها الواقعي يرتكبها الكيان الصهيوني جهارا نهارا و امام عدسات الكاميرا و تبث للعالم عبر الفضائيات و عبر كل وسائل التواصل والاتصال والى كل بقعة بل الى كل فرد في هذا العالم، وهي جرائم مشهودة بل اكبر الجرائم خساسة واكثرها شهادة، وضحيتها قتل 19000 واصابة 50000 مدني وحصار خانق وصل للغذاء والماء والدواء لمليوني انسان وهدم مايصل لثلاثمئة الف مبنى سكني وتدمير مايزيد عن 60% من البنية التحتية في قطاع غزة.

جرائم خسيسة شملت الهجوم العسكري الكاسح على المواليد الخدج والى داخل عقر مستشفياتهم، وشملت اعتقال المدنيين وتجريدهم من ملابسهم وعرضهم شبه عرايا للعالم اجمع.

وشملت اقتحام المستشفيات و ضرب سيارات الاسعاف والهجوم المظفر على اقسام الولادات و العنايات المركزة ومراكز غسيل الكلى وبنوك الدم، و شملت اعدامات ميدانية وتشليح الاعضاء البشرية.

هذا هو ما وقف اليمنيون ليقولوا لا لاستمراره و لابد من وقفه، ولا لتبلد العالم بكل دولة و منظماته و مؤسساته الدولية امام هذه الجرائم المشهودة التي لا يختلف اثنان على توصيفها كذلك، وامامها تدخل اليمنيون ولسان حالهم فرض القانون الذي ينتهكه كيان الصهاينة ومن ورائه صهاينة العالم القانون الذي يجرم قتل المدنيين و حصارهم و تهجيرهم وشن الحروب على المدن والابادة الجماعية، ولسان حالهم كذلك اخضاع هذا الكيان الصهيوني الارهابي وصهاينة العالم للارادة الدولية وتنفيذ قرارين امميين صدرا يطالبانه بوقف اطلاق النار و ادخال المساعدات.

امام هذه الجرائم الخسيسة الارهابية التي يرتكبها الكيان الصهيوني يقوم الحق لكل من يرفضها ان يفعل ما يستطيع لوقف هذه الجرائم وحتى لو اوقفت الملاحة بشكل كامل وحتى وقفها، الا انه لازال اليمنيون يتسمون بالعقلانية فقد فرضوا معادلتين خاصتين بالتاثير على الحدث الجرمي وتحاشي اكبر قدر من الاثار السلبية على غير الكيان الصهيوني الذي يرتكبه، وهو امر واضح من خلال عدم التعرض لغير ماله علاقة او غير متوجه الى الكيان الصهيوني ولا ادل على ذلك من تصريح رئيس هيئة قناة السويس بان ما تم منع مروره وغير مسارة حتى قبل يومين هو 55 سفينة لا غير بينما مرت اكثر من 2000 سفينة بشكل طبيعي ودون اي تعرض .اليمنيون واضحون انهم حريصون على ان لاتتاثر الملاحة الدولية و يصرحون بذلك في بياناتهم العسكرية ويطالبون السفن بان تكون اجهزة المناداة مفتوحة لتواصل معها وتجنب اي خطاء، ويصرحون بهدف اعمالهم وهي الضغط لوقف الجرائم الصهيونية فمعادلتيهم النتيجة المطلوب تحقيقها عبرهما معلنة ومحددة وقف الحرب على غزة وادخال المساعدات، وبالتالي فوقف الجرائم سيتبعها بشكل ألي وفوري السماح بالمرور ، وما اعلنه اليمنيون هما معادلتان يلخصان بكلمتين، وقف بوقف.

السلطة التي وضعت هاتين المعادلتين في البحرين الاحمر والعربي هي السلطة في صنعاء وهي سلطة الحوثيين وهي سلطة تصنف نفسها ضمن مايسمى محور المقاومة والذي يتحدث عن ان عداوة الكيان الصهيوني هي العنوان العريض لتكونه ولمواقفه وللهدف العام لنشاطه، الا ان حالة التفريق بين هذه العداوة و بين المعادلتين واضحة فهما معادلتان هدفهما الان الضغط لوقف جرائم الكيان وهو تفريق ايجابي بالنظر لحصول اثار تلحق غير الكيان ممن لايكترث لجرائمه ويستمر في سيره الطبيعي لامداده باحتياجاته في الوقت الذي يشاهده يمنع اساسيات العيش والحياة على المدنيين في غزة، وتجاه غير المملوك للصهاينة كلما هو مطلوب ان يجدوا لهم طريقا لمد الكيان باحتياجاته طالما لايريدون التوقف عن ذلك بقرار ذاتي منهم حتى يوقف جرائمه والمهم الا يمروا من امام اعين اليمنيين.مايحدث في البحرين الاحمر والعربي هو سهل و غاية في الخطورة في ذات الوقت ، فهو سهل لانه معادلتان محددتان ومؤقتتان ويمكن انها هاتين المعادلتين بوقف الجرائم المشهودة، وهو غاية في الخطورة لانه يتم في اخطر مضيق بحري في العالم ككل وبمقابل اخطر جغرافية في العالم كله ولا يمكن لاي قوة او تحالف ان توقفه دون تحقيق هذا الهدف، واي تدخل لوقفه بالقوة سيترتب عليه تحويل كامل المنطقة البحرية هذه الى منطقة عسكرية بالكامل، وهنا بالفعل سيكون الحدث مهددا بشكل قاتل للملاحة، وما مر مرور طبيعا وهو كما قال تصريح قناة السويس اكثر من 2000 سفينة سيصبح صفر.

وامام لهث وزير الدفاع الامريكي لتشكيل حلف عسكري والحديث عن عملية (حارس الازدهار) اليمنيون مشغولون بالهتاف لمنتخبهم في مباراته مع الامارات.يجب ان يكون الجميع على حذر في تعاملهم مع هذه المسألة تحديدا وان يحسبوها جيدا فليس لاي قوة ان تتعامل معه وتحقيق نتيجة لحظية ولا نتيجة على المدى القصير و اي تدخل بالقوة ليس له الا نتيجة واحدة فقط في المدى القصير على الاقل وهي تحويل المنطقة البحرية هذه الى منطقة عسكرية و انقطاع الملاحة في اهم شريان اقتصادي بحري في العالم.

فحذاري من خطاء الحسابات وحذاري من وضع الكحل واعماء العين. وليس هناك غير مسار واحد لانها مايحدث وهو بذل الجهد لالزام الكيان الصهيوني بالقانون و وقف عدوانه وحصاره للمدنيين في غزة . ولا حل مطلقا غير ايقاف هذا الكيان الخسيس عن غزواته المظفرة على الاطفال الخدج وامام نظر العالم.

المصدر: رأي اليوم

زر الذهاب إلى الأعلى