فضاء حر

عن العمل المدني الذي صادرته سلطات الحرب

يمنات

أنس القباطي

في مثل هذا اليوم 25 نوفمبر/تشرين ثان 2014، وقبل أيام من أفول العمل المدني، الذي صادرته سلطات الحرب هنا وهناك..

هذه الصورة التقطت في مبنى الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة بصنعاء، أثناء متابعتنا لتقارير فساد سلمتها اللجان المتخصصة في هيئة الظل الشعبية إلى الجهاز.
الصورة تجمعني بالقاضي عبدالوهاب قطران رئيس لجنة القضاء العدل والمرحوم د. عبد الرزاق الاغبري من لجنة الاعلام وجلال القرشي من لجنة النفط و جلال حنداد رئيس اللجنة القانونية.
يومها كان المؤمنون قد انتشروا في كافة المرافق الحكومية، وصاروا هم الآمرين الناهين، ولم يكن عبد ربه وحكومته الا تحصيل حاصل..
في ذات اليوم الذي التقطت فيها الصورة تعرض القاضي قطران لاعتداء من قبل مؤمن. وأين..؟ داخل مكتب مدير مكتب رئيس الجهاز.
ما حصل لقطران يومها كان مؤشر على القادم (قمع، عنطزة، استقواء، حكم بالغلبة، ورعاية الفساد).
وهو ما يؤكد صحة المثل الشعبي (يوم الله تعرف من صبحه).

اليوم اتت الحرب وسلطاتها على كل التراكم للعمل المدني الذي بدأ بانبلاج فجر الوحدة اليمنية في 22 مايو/آيار 1990.
ذهب كل ذلك التراكم لأن سلطات الواقع وصلت الى الحكم منقلبة على العمل المدني الذي تعد الديمقراطية أساسه.

ونحن نتحسر اليوم على ما فات نؤكد ان العمل المدني يجعل حق الاحتجاج على السلطة في متناول اي مواطن، وهي حالة صحية تطيل عمر الحكم، وان غادر فلا يعني ذلك النهاية، وتظل العودة مكفولة برضا الناس الذي تعبر عنه نتيجة صندوق الاقتراع، اما قمع الناس وافقارهم وحكمهم بالقوة فيزيد الاحتقان الشعبي ويجعل من النهاية مروعة، لا حياة بعدها.

زر الذهاب إلى الأعلى