العرض في الرئيسةفضاء حر

عن صمت أحزاب اليسار

يمنات

أنس القباطي

الصمت المطبق لأحزاب اليسار تجاه سياسة الافقار والتجويع التي تمارس ضد الشعب شيء معيب ومخزي.

عندما تصمت احزاب اليسار تجاه ما يعانيه الشعب، فذلك يؤكد انها صارت جزء من المخطط، فالصمت علامة رضاء، واليسار ظل على الدوام صوت الناس ولسان حالهم.

اليوم لم يعد اليسار يسارا، بل اصبح اكثر رجعية وتماهيا مع مخطط الافقار وشرذمة الوطن.

لقد دخلت احزاب اليسار القصبة حين قبلت بالمشاركة في حكومة المبادرة الخليجية، وتركت ساحة المعارضة فارغة لقوى عصبيات ما قبل الدولة، والاسوء أنها تركت جماهيرها المعارضة في الساحة فريسة لمشاريع القوى المسلحة التي حثت القوى نحو الحرب، وساقت كثير منها إلى محارق الموت.

تفرغت احزاب اليسار في حكومة المبادرة للبحث عن حصصها في المناصب؛ وهي فتات، وتركت التزاماتها نحو الناس، ودورها في منع انزلاق الوطن نحو جحيم الحرب.

اليوم اصبح قادة تلك الاحزاب في الخارج ينعمون بالمخصصات التي تصرف من الخزينة العامة، وكل همهم متابعة حصص “الفتات” في سلطة لم تعد سوى سلطة مال ومنفى.

لا تستغربوا من موقف قيادات اليسار الصامت، لأنهم لا يشعروا بما يشعر به الناس، فقد اصبحوا يعيشون في نعيم سلطة الفساد.

كان الأحرى بأحزاب اليسار ان تشبب قياداتها بعد 2011 وتتخلى عن نصف مقاعد القيادة لقيادات شابة، حتى تبقي على حيوية تلك الأحزاب في اوساط الناس، لكنها للأسف ذهبت نحو دفع شبابها لصنع أصنام والطواف حولها، للحصول على وظيفة من فتات السلطة التي صارت جزء منها، وبذلك تخلى كثير من الشباب الفاعلين عن المطالبة بتشبيب القيادة.

واليوم يدفع الجميع الثمن، فلا القيادات التي شاخت تستطيع العمل في اوساط الناس وكسر قيود السلطة التي كبلتها، ولا الشباب قادرين على المطالبة بتشبيب الأحزاب او فرض ذلك كأمر واقع على قياداتها، والجميع استسلم للأمر الواقع، وفضل الذهاب نحو البحث عن مستقبله الخاص.

زر الذهاب إلى الأعلى