العرض في الرئيسةفضاء حر

عن كومة البلك والكائن الأخضر في عيد سبتمبر

يمنات

أنس القباطي

كنا خمسة نتناوب على نقل كومة كبيرة من البلك إلى الطابق الثالث لعمارة حديثة في احدى ضواحي صنعاء .. جميعنا طارئين على هذا العمل، اثنين منا حاصلين على الماجستير وثلاثتنا الاخرين حاصلين على البكالوريوس. لكنه الزمن الاسود الذي فرض قوانينه.

وبينما كانت الساعة تقترب من الحادية عشرة ظهرا، ونحن منهمكون في العمل، وصلت سيارة البلدية وعليها مسلحون بعضهم بنص ميري، ومنها خرج مسلح يبدو في منتصف العشرينات من عمره، وتوجه صوبنا وقد صارت بندقيته في يده اليمنى، وامرنا بالتوقف عن العمل، والتفت إلى من حوله آمرا بنقلنا الى السيارة، لكننا رفضنا الصعود لأننا مجرد عمال بالأجر اليومي، وان المعني بذلك هو الشخص الذي جلبنا الى المكان.

تركنا الجنود بعد ان كدنا نشتبك معهم، بعد خروج المسلح من بوابة العمارة مع من جلبنا الى المكان لنقل البلك، لنعد بعدها منكسرين سيرا على الاقدام باتجاه منازلنا..

عدت الى منزلي منهك القوى اتصبب عرقا، خالي اليدين، وكل أمنيتي ان اجد رشفة ماء بارد.

وعلى طريقة هروب سلطات الواقع في اليمن إلى الأمام، وعملا بالقول المتوارث (الناس على دين ملوكها) قمت بفتح الفيسبوك لأهرب من همومي والتزاماتي، فوجدت منشورا لأحدهم يقدح في ثورة 26 سبتمبر ويتنكر لها. قلت لماذا وصل هذا الكائن إلى هذا المستوى، مالذي حصل له. قررت ان اتصل به لأعرف دوافعه لمعرفتي به منذ سنوات على موقف يخالف موقف اليوم.

اتصلت به لكني وجدت شخص مختلف تماما، صدمت عندما قال: موقفي واضح من 26 سبتمبر من زمان، ذكرته ببعض مما كان يقوله، وما زال موجودا على حسابه في الفيسبوك، لكنه زاد على ذلك بالقول: البلدان المتطورة اغلبها ملكيات. قلت له وهل ترى ان الحل في اليمن يكمن في النظام الملكي، لكن الاتصال انقطع وهو يلوي الحروف والكلمات ويستعرض قدراته اللغوية. للأسف لعنة نفاذ الرصيد احرمتني من الاستماع للتبريرات السمجة لذلك الكائن الذي اصبح اخضرا في ملبسه، وكأنه يريد ان يثبت للحكام الجدد براءته من ثورة الشعب التي حطمت قيود العبودية قبل 60 عاما.

زر الذهاب إلى الأعلى