أمين عام الأمم المتحدة: اتفاق ستوكهولم في العناية المركزة وقرارات مجلس الأمن تنتهك قبل أن يجف حبرها
يمنات – صنعاء
دافع الأمين العام للأمم المتحدة في مؤتمر صحفي عقده في نيويورك، الثلاثاء 4 فبرائر/شباط 2020، عن قرارات مجلس الأمن “التي يتم انتهاكها” بشكل مستمر.
و قال إنه بصدد الدفع باتجاه كسر الحلقات المفرغة في عالم السلام و الأمن التي تطيل أمد الصراعات و تجعلها أكثر فتكا و عرضة للاندلاع في المقام الأول.
و اعتبر الأمين العام، أنطونيو غوتيريش، أن “رياح الجنون” تهب في جميع أنحاء العالم. و قال: “لقد تحدثتُ مؤخرا عن رياح الأمل، و لكن اليوم تهب رياح الجنون في جميع أنحاء العالم، من ليبيا إلى اليمن إلى سوريا وأبعد من ذلك.
و أضاف: التصعيد يطل برأسه من جديد، فالأسلحة تتدفق و الهجمات تتزايد.
و أكد أن قرارات مجلس الأمن لا تُحترم حتى قبل أن يجف حبرها. و قال: كما نرى فإن المشكلات تغذي بعضها البعض. و مع تعثر الاقتصادات، يبقى الفقر راسخا، و بينما تبدو الآفاق المستقبلية قاتمة، فإن الخطابات الشعبوية و القومية تحظى باهتمام كبير.
ما يحدث في ليبيا محبط
و يأتي المؤتمر الصحفي تزامنا مع تصاعد العنف في شمال غرب سوريا، و مع الأنباء المتعلقة بعدم احترام حظر الأسلحة في ليبيا و خرق القرارات التي اتُخذت في برلين من قبل طرفي النزاع في ليبيا.
و ردّا على أسئلة الصحفيين بشأن الوضع في ليبيا، قال الأمين العام “أنا محبط جدا بسبب ما يحدث في ليبيا، و أعتقد أن ما يجري هو فضيحة. فقد حضرت عدّة دول إلى برلين وأعلنت التزامها بعدم التدخل في العملية الليبية أو نقل أسلحة أو المشاركة بأي شكل من الأشكال في القتال”.
و أكد الأمين العام انتهاك قرار حظر الأسلحة. و قال: “لا نزال نرى طائرات تصل إلى مصراتة و بنغازي و لم نشاهد أي توقف لعدم احترام قرار الحظر.
و قال: الهدنة صمدت عدة أيام و الآن تم خرقها. ما نشهده هو غير مقبول على الإطلاق و يتم استهداف الكثير من المدنيين و نرى أفواجا من النازحين اليائسين، كل الالتزامات التي قُطعت، قُطعت دون نية بتنفيذها.
أزمة إنسانية في سوريا
و فيما يتعلق بالتصعيد في شمال غرب سوريا، قال الأمين العام ردّا على أسئلة الصحفيين، “كنا واضحين في تعبيرنا عن قلق بالغ إزاء التصعيد في سوريا و نطالب بوقف المعارك. لا نؤمن بوجود حل عسكري و قلنا أكثر من مرة إن الحل سياسي، و يجب الدفع قدما بالعملية السياسية.
و قد اشتدت المعارك بين الجيشين السوري و التركي. و يرى الأمين العام أن هذا التطور يغيّر من طبيعة الصراع و يثير القلق الشديد.
و دعا بشدة إلى وقف القتال و تهيئة جميع الظروف لتقديم المساعدات الإنسانية مع نزوح نحو نصف مليون شخص بسبب الهجمات الأخيرة و ارتفاع حجم الاحتياجات الإنسانية.
خطة السلام الأميركية
و حول الإعلان الأميركي بشأن صفقة السلام، قال الأمين العام “إن موقفنا واضح نحن أوصياء على القرارات الأممية و القانون الدولي فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية. و نؤكد التزامنا بحل الدولتين و دعم الإسرائيليين و الفلسطينيين للتوصل إلى عملية سلمية و التوصل إلى حل دولتين قائم على القانون الدولي و القرارات الدولية و حدود 1967، و لم نغير موقفنا”.
اليمن .. تحديات قائمة
و في الشأن اليمني، و ردّا على سؤال عن السبيل للمضي قدما بعد “موت” اتفاق ستكهولم، قال الأمين العام: “إنني لا أعتبر أن الاتفاق قد مات، و لكنه في العناية المركزة و في وضع حرج. غير أن المسار لم ينقطع. و عملية الرصد لا تزال قائمة.
و أضاف: هناك وقف لإطلاق النار، يتم احترامه إلى حد ما، رغم بعض الصعوبات. هذا جانب واحد فقط. لقد تجشعت كثيرا بخفض التصعيد في هجمات الحوثيين على السعودية. و السعودية أيضا تحد من تحركاتها العسكرية. و أنا أتابع المفاوضات العملية السياسية فيما يتعلق بالجنوب. و لكن رأينا تصعيدا جديدا في الأيام الأخيرة و نبذل قصارى جهدنا لعكس هذا التصعيد و خلق الظروف لحوار سياسي حقيقي.
العراق .. عملية سياسية مهمة
و فيما يتعلق بالتطورات على الساحة العراقية، قال الأمين العام إنه ينبغي احترام حقوق الإنسان للمتظاهرين بالكامل.
و أضاف قائلا “إن المسؤولة الأممية (جنين هينيس-بلاسخارت) محقة بشأن أهمية أن يأخذ الرئيس زمام المبادرة لحل الأزمة السياسية ولكن في نفس الوقت شددنا على الحاجة إلى خلق الظروف للمواطنين لكي يمارسوا حقهم في التظاهر السلمي وإسماع أصواتهم.
وتابع: العراق يُعتبر أولوية ويجب الحفاظ على الظروف التي تسمح له بالقيام بوظائفه الطبيعية كدولة. و إحدى الشروط هي أن يكون السلاح بيد الدولة فقط و الجيش و الشرطة التابعة للدولة.
و أشار إلى وجود الميليشيات في العراق، قائلا إنها “أسوأ الأطراف التي تنتهك حقوق الإنسان. ومن المهم تجنب التدخلات الخارجية التي تزيد من صعوبة وحدة العراقيين مع العلم أن الانقسامات عميقة و مخاطر انهيار الدولة كبيرة.
لبنان .. مطالب مشروعة
و فيما يتعلق بلبنان، قال السيّد غوتيريش، إن لبنان دولة مهمة و استقرارها مهم من أجل استقرار المنطقة بأسرها. “لبنان مثال على التعايش بين مختلف المجتمعات الدينية و هذا بحد ذاته مساهمة مهمة للعالم بأكمله. لبنان يواجه أزمة سياسية معقدة، و كانت مطالب الشارع واضحة و هي أن النظام السياسي القائم لم يعد يلبي طموحات و رغبات الناس و شواغلهم.
و أشار الأمين العام إلى أنه يتابع تعبير الشارع اللبناني عن كثب و الرغبة في محاربة الفساد. و قال: “يواجه لبنان أزمة اقتصادية و مالية. و هذه أزمة حقيقية تتسبب بزيادة الفقر و انعدام الاستقرار”.
و أكد أن لبنان يحتل أولوية بالنسبة للأمم المتحدة أيضا.
عام 2020 علامة فارقة
و قال الأمين العام في كلمته إن التوترات كانت مرتفعة في نهاية العام الماضي. “ولكننا كنا نسير في الاتجاه الصحيح في العديد من المناطق الساخنة. رأينا علامات على تراجع التصعيد وبعض التقدم. لقد تغيّر كل هذا.
و شدد السيّد غوتيريش على أن عام 2020 يمثل علامة فارقة بالنسبة للأمم المتحدة فهي الذكرى الـ 75 على تأسيسها.
و أضاف: “أريد أن تصغي الأمم المتحدة (إلى الناس)، في هذه الذكرى السنوية. لدى الناس الكثير ليقولونه، و القلق الدائر في الشوارع و الساحات حول العالم دليل على أن الناس يريدون أن يسمعوا أصواتهم، و يريدون من قادة العالم أن يستجيبوا لقلقهم من خلال العمل الفعّال.
و أوضح الأمين العام أن جميع المواقف مختلفة، و لكن ثمة شعور بعدم الاستقرار المتزايد و حالات توتر قصوى، ما يجعل كل شيء غير قابل للتنبؤ و لا يمكن التحكم به مع زيادة خطر سوء التقدير.
و قال إنه سيضغط هذا العام باتجاه كسر الحلقات المفرغة من المعاناة و الصراع، و سيحث على زيادة قوية لدبلوماسية السلام. معلنا عن مشاركته في قمة الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا نهاية الأسبوع المقبل.
أزمة المناخ
و تحدث الأمين العام عن تفاقم أزمة المناخ. و قال “مع ارتفاع حرارة المحيطات، تذوب الثلوج و نفقد الخدمة الحيوية التي تؤديها المسطحات الجليدية و هو عكس أشعة الشمس و هذا ما يزيد من سخونة المحيط. و مع ذوبان الثلوج و ارتفاع حرارة المحيطات يرتفع منسوب البحر و يتبخر المزيد من الماء، ما يؤدي إلى زيادة هطول الأمطار و يهدد المدن الساحلية و الدلتا”.
و لكن رغم ذلك، أكد الأمين العام على وجود زيادة في الوعي إزاء المخاطر، و زيادة حجم الاستثمارات فيما يتعلق بالمناخ.
المصدر: أخبار الأمم المتحدة
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.