فيصل سعيد فارع كمثقف عضوي
يمنات
عبد الباري طاهر
فيصل الطالب والناشط السياسي والكاتب من جيل السبعينات بدأ نشاطه في الثانوية العامة في الحديدة. جنح لليسار، وكان في طليعة الطلاب التقدميين. بدأ الكتابة باكراً في مجلة «الكلمة»- المجلة الأهلية التي كانت أحد أهم منابر اليسار. واصل فيصل نشاطه بدأب ومثابرة. دراسته في الكويت- أحد مراكز الحركة القومية اليسارية والإشعاع الفكري الحضاري والأدبي- أثرت بنيته الثقافية، وفتحت أمامه آفاقاً أوسع وأعمق. امتد نضال الطالب المجد والمجتهد المتعطش للمعرفة إلى كفاح الحركة الطلابية في عموم المنطقة العربية وغيرها، ليصبح واحداً من رموز الحركة الطلابية.
فيصل سعيد فارع واحد من الكوادر الوطنية لما يقرب من نصف قرن. عمل في القطاعين: العام، والخاص، وتبوأ مراكز مهمة فيهما، وكان من الكوادر الإدارية المرموقة، كما أنه كان في طليعة وقيادة العمل السياسي والحزبي.
له حضور مشهود في ميادين العمل الوطني العام، والحياة السياسية والأدبية والثقافية، وعندما تبوأ موقع مدير عام «مؤسسة السعيد الثقافية»، وأمين عام الجائزة في المؤسسة، لعب دوراً مهماً في إدارتها كمؤسسة ثقافية وعلمية أهلية ومستقلة.
«مؤسسة السعيد» كانت إلى جانب «مؤسسة العفيف» أهم مؤسستين ثقافيتين لعبتا أزهى الأدوار في الحياة الأدبية والثقافية في عقدي الثمانينات والتسعينات ومطلع الألفية الثالثة. استطاع فيصل بدأب ومثابرة وحضور وبقدرات مائزة إدارة المؤسسة، وبناء مكتبة هي أهم المكتبات في الوطن اليمني كله، كما عمل على تنظيم البحث العلمي فيها، والمسابقات السنوية، والإصدارات التي رفدت المكتبة اليمنية والعربية بعدد من الإصدارات القيمة، وكانت الأسابيع الثقافية السنوية في مدينة تعز موسماً ثقافياً وأدبياً يضم ويحتفي بالأدباء والأديبات من مختلف مناطق اليمن، وكان فيصل الدينامو المحرك لهذا النشاط المعرفي والثقافي الواسع، وقد امتد النشاط إلى مراكز المعرفة والبحث في المنطقة العربية.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.