هل ستكون لكورونا نتائج ايجابية..؟
يمنات
مسعد مانع النيني
ما بين غمضة عين وانتباهتها، ظهر في مشارق الارض فيروس مجهري، لم يبت إلا في مغاربها، تتساقط أمام جائحته الدول الكبرى قبل الصغرى ضعيفة، عاجزة مغلولة، مخترقا لسيادتها متحديا لقوتها. اجتاحها بهدوء النسيم، وبقوة الاعصار، ممتطيا أحدث وأسرع وسيلة نقل صنعها الإنسان، متنقلة بسرعة فائقة بين الدول الكبرى (المتطورة)، والمناطق الاقتصادية، والاسواق المالية الأكثر حيوية ونشاطا، مستغلة ترابط المصالح وتبادلها، وشبكات تواصلها الدؤوبة، متجاوزة جل الدول النامية، نتيجة الفجوة الواسعة بين الدول المتقدمة، والنائمة (النامية).
جائحة أرعبت دول وشعوب العالم دون استثناء قويها، قبل ضعيفها، لأن الانسان هو هدفها، وضحيتها الاولى، وهذا مبرر كاف لحجم الرعب، وإن كانت الضحايا البشرية لكورونا في العالم لم تلامس الحد الأدنى من ضحايا احدى الجرائم الامريكية في العراق من شريحة الاطفال، وعلى مرأى، ومسمع من العالم، ومباركة منظماته الدولية، إلا أن جائحة كورونا شاملة، كاملة، لن تستثني أحد، بقوتها التدميرية، دمار، متعدد ومتنوع (مادي ومعنوي، مباشر وغير مباشر)، وتحديدا في الجانبين (الاقتصادي والاجتماعي).
جائحة أفقدت العالم رشده، جعلته يحكم ببطلان النظرية النسبية، ويؤمن إيمانا قاطعا بأن كورونا شر مطلق، وكل نتائجه سلبية، ولم ولن تحمل ثمة خير، أو تتولد عنه أي نتائج ايجابية آنية أو مستقبلية. إلا أن هذا اعتقاد خاطئ، وحكم متعجل، باطل، مصدره العواطف ومبني على قوة الاشياء الظاهرة. نحن نعلم ونؤمن بأن كل شي نسبي، فلا شر مطلق، ولا خير مطلق، فالخير قد يتولد من الشر، والعكس. فالأزمات لا تنتج إلا عن خلل، او قصور، وليست كل نتائجة سلبية، بل لها أو منها تتولد نتائج إيجابية، أدناها كشف الخلل والحث على إصلاحه، لإصلاحه.
وبذلك فإذا ما حكمنا عقولنا للتعامل مع النتائج الآنية السلبية لكورونا واخضاعها للدراسات العقلية الموضوعية، بالبحث والتحليل لاستنباط النتائج الايجابية المستقبلية للجائحة، لأن الحاضر بأزماته، وألمه، سيقودنا لاستشراف المستقبل، وآماله. ومن خلال الظواهر نهتدي لكشف البواطن، ومن السوابق نستقرئ المآلات.
وبناء على المعطيات السلبية لكورونا، سنستشف النتائج الايجابية، ولو أننا نظر نظرة سطحية موضوعية لجائحة كورونا فإننا سنكتشف بكل سهولة النتائج الاولية والايجابية لكورونا والماثلة للأعين ابرزها:-
– اتساع فجوة التواصل بين الدول المتقدمة والنامية، وانانيتها، وانعدام العلاقة الانسانية بينها.
– كشفت القصور الشديد لمنظمة الصحة العالمية، والدول الكبرى، ومراكزها البحثية العلمية في الجانب الصحي، وانعدام الرؤية الاستراتيجية لدية، لمواجهة وإدارة الأزمات.
اما اذا ما غصنا في الاعماق، ونفذنا الى الاقطار، من منطلقات عقلية، وموضوعية، سنكتشف بان النتائج السلبية لجائحة كورونا وما احدثته من دمار معنوي، ومدي في الجانبي (الاجتماعي، والاقتصادي) ففي الشر يكمن الخير، ومن سلبياتها، تتمخض النتائج الايجابية، والتي تظهر لنا من خلال دروسها العملية القاسية، التي لقنتها العالم، ورسائلها العلمية المريرة، لكشف، الخلل، وفضح القصور، الشامل في جميع المجالات (السياسية، والاقتصادية، والعسكرية، والاجتماعية). نتيجة صلة الترابط، وعلاقة التكامل بينها، الا ان سياسة الهيمنة، والتبعية التي يفرضها الجانب (السياسي، والعسكري) على الجانب (الاقتصادي، والاجتماعي). بينما الوضع الطبيعي، والنهج السليم هو العكس. وبذلك فان الدمار الذي اصاب الجانب (الاقتصادي، والاجتماعي) نتيجة لا سببا، لكن تداعياته المستقبلية، على بقية المجالات والتي ستظر وبقوة فيما بعد كورونا، وستكتشف الدول سياساتها الخاطئة المتمثلة في:
الاهتمام المبالغ فيه، والاسراف في الانفاق على الجانب (السياسي، والعسكري)، وجهلها، او تجاهلها للجانب (الاقتصادي، والاجتماعي). وهذا ما كشفته، واثبتته ظواهر سلبيات جائحة كورونا، لكن الايام ستوكد بان سلبياتها تعد دروس عملية، ورسائل علمية، تدعوا دول العالم لتصحيح مسارها السياسي، والعسكري، والتخلي عن نزعتها الوحشية، وإنعاش الفطرة الانسانية. وكشفت مواطن الخلل، والقصور في مختلف المجالات بصورة مباشرة، او غير مباشرة وهي كالتالي:-
أولا: الجانب السياسي
يعد هذا الجانب بيت الداء، ومصدر كل بلاء، ووكر كل أفعى، فإذا ما انتزعت من جوفيه علقت الشياطين، واجتثت منه النزعة الحيوانية، واطماعها الوحشية، واستأصل نظام الغاب وقوانيه التي تحكم العالم حينها سيقام العدل، ويتحقق الامن، والسلام الدوليين، حينها ستتلاشى الاخطار التي تهدد حياة الانسان سواء من اخيه الانسان، او من غيره. وسنستعرض بعض الاوبئة السياسية التي كشفتها لنا جائحة كورونا:
١- كشفت كورونا بان الانظمة العالمية بمختلف اشكلها وتحديد النظام العالمي القائم تحكم بقانون الغاب. وما القيم الانسانية إلا مجرد اقنعة.
٢- كشفت بأن الأمم المتحدة منظمة مسيسة، أشبه بشركة “عابرة للقارات”، أهدافها سياسية، تسيرها الدول التي تملك أكثر اسهمها، وتتحكم فيها، ومسخرة لخدمة وحماية مصالحها، وما المزاعم (الجوانب) الإنسانية فيها الا شعارات لشرعنة قرارتها، وتنفيذ سياستها، والخضوع لجرائمها.
٣- اعلنت بأن الكرة الارضية اصبحت سفية او قرية كونية، وبذلك فحمايتها مسؤولية جماعية، واقامة العدالة فيها (فرض عين) لتحقيق السلام، والأمن الدوليين.
٤- كشفت بان العالم اصبح بين نظامين: نظام احادي في حالة احتضار(ميت سريريا)، ونظام في مرحلة مخاض، متنوع القوى، متعدد الاقطاب لم يجد من يجرؤ على تبنيه.
٥- أظهرت بان دبلوماسية “القوة الناعمة” المجسدة في المساعدات الانسانية (الصينية، والتركية، والكوبية) للدول الأوربية لن تكن حدث عابر في ذاكرة المجتمعات الاوربية، بل ستولد لديهم انطباعات ايجابي منها:
– اعادة او تصحيح نظراتهم تجاه تلك الدول، كشيطنة النظام الكوبي.
– خفض حدة تخوفهم على حضارتهم من خطر الحضارة الكنفوشية، والإسلامية، المبنية على مزاعم امريكية لتهديدهم، وإرهابهم لأهداف في نفسها.
٦- نبهت دول العالم الى اهمية، ومستقبل دبلوماسية “القوة الناعمة”، والجزء الناعم “للقوة الاقتصادية”، وضرورة تفعيلها، وتطويرها لمواكبة التغيرات التي تشهدها العلاقات، والسياسات الدولية، ومعلنة افول زمن “القوة العسكرية”، والجزء الصلب “للقوة الاقتصادية”.
٧- أظهرت وحشية، وأنانية النظام العالمي بشكل عام، وانانية، وزيف القيم الانسانية لدي الحكومات، والمجتمعات الغربية، ومزاعم العلاقات التعاونية ازاء بعضها اولا، ومع الاخرين ثانيا.
٨- كشف فيروس كورونا نوع وقوة العلاقة بين المنظمات الارهابية (داعش)، والدول الغربية (امريكا)، فبوقف حركات، وتحركات تلك الدول، اصيبت تلك المنظمات بالشلل، وتوقف نشاطها الارهابي، وعملياتها الاجرامية.
٩- بدأت جائحة كورونا تظهر حقيقة العلاقة السياسية الامريكية الصينية، والتي توحي بحدوث أزمة سياسية عالمية شديدة بينهما، قد تصل الى صراع شبه عسكري، تستخدم امريكا فيه السلاح الايدلوجي (صراع الحضارات) لحشد، وتجنيد الدول الغربية، لمواجهة مزاعم خطر الحضارة الكونفوشية.
ثانيا: الجانب الاقتصادي
هو قاعدة الحياة، وعمادها، وقلبها النابض وحبلها الشوكي. تربطه بالإنسان علاقة تكاملية، ومصير مشترك.
وبذلك فقد كان الاقتصاد هو الهدف الغير مباشر لكورونا، وضحيتها الثاني بعد الانسان، لقد استيقظ العالم على اعصار شديد اضحى في مشارق الارض، وبات في مغاربها. اجتاح الدول بكل قوة محدثا شللا اوليا شبه كامل في الاقتصاد العالمي دون استثناء. ومن خلال تحليل لقوة الظواهر، التي تم كشفها بصورة مباشرة او غير مباشرة، وعليها بنينا توقعاتنا. وبذلك نستعرض اهم الاستنباطات، او النتائج الأولية في هذا الجانب:
١- اظهرت عن وحشية، وهشاشة الليبرالية الاقتصادية (النظام الرأسمالي الغربي)، وربما انبأت بسقوطه.
٢- أظهرت للعالم مدى قوة ترابط، وتداخل، وتشابك مصالحه الاقتصادية، موضحة بان الاقتصاد العالمي كالجسد الواحد، ذات مصالح مشتركة تفرض عليهم احلال العلاقة التكاملية، وتنافس انساني شريف فيما يخدم البشرية محل العلاقة الصراعية.
٢- اظهرت جائحة كورونا للعالم من خلال الحجر، وفرضها للعزلة شبه الدولية عن الاهمية القصوى للدول الزراعية، واولوية الانتاج الزراعي. وثانوية الدول الصناعية، وهامشية جل الانتاج الصناعي في مثل هذه الاوقات.
ملاحظة: الدول الزراعية قد تصبح دول صناعية اذا ما توفرت الإرادة السياسية الوطنية.
٣- كشفت عن غياب الدول، والطبقة الوسطى والواقع (غنى فاحش، وفقر مدقع)، ورغم البون الشاسع الا ان الكل وقفوا عاجزين مستسلمين امام الجائحة يترقبون الموت.
٤- – كشفت خطورة تكدس رؤوس الاموال والثروات في ايادي قلة محتكرة، وغباء تمركز عمليات الاستثمار، ووسائل الانتاج في مناطق محددة.
٥- نبهت اصحاب رؤوس الاموال والشركات، والمصانع بخطورة فكرة إحلال عمالة “الريبوت” الالي محل الانسان، خطوة كهذا ستشد العالم للوراء، وتعود بالانسان للحياة البدائية(فالانتاج مرتبط بالاستهلاك) والريبوت لا يستهلك مما ينتج شي.
٦- تكشف الجائحة من خلال النتائج الاولية عن حدوث ازمة اقتصادية مستقبلية حادة ما بعد كورونا ( من لم تسقطه، ستزعزع اركانه، وتخلخل بنيانه).
ثالثا: الجانب العسكري
يمثل المخالب والأنياب التي تستخدمها الوحوش السياسية للانقضاض على فريستها لإشباع رغباتها، وتحقيق أطماعها. وبذلك توليها الانظمة السياسية المتوحشة، والمستبدة، رعاية مطلقة، واهتمام مبالغ فيه، على حساب الجوانب الانسانية (الاقتصادي، والاجتماعية)، وهذا يمثل الخطر الاكبر على حياة الانسان من أخيه الانسان. قوة لم ولن تطعم الانسان من جوع، لن ياكل (أسلحة استراتيجية، او تقليدية)، كما انها لم ولن تحميه، وتأمنه من جائحات الأوبئة ، والأمراض الفتاكة، والكوارث الطبيعية (زلزل، براكين، أعاصير).
وسنستعرض بعض مما كشفته لنا النتائج السلبية للجائحة، والدروس المستفادة منها في الجانب العسكري:
١- كشفت بأنه لم يعد هناك هامش في الكرة الأرضية للقوة العسكرية، وإشعال الحروب. وان التصنيع العسكري اصبح عديم الفائدة. كثير، ومتعدد الأضرار على حياة الانسان.
٢- انتزعت من عقول الوحوش البشرية الأفكار الشيطانية اهمها فكرة (الحرب البيولوجية، والنووية).
٣- كشفت عن موت، او انعدام القيم الانسانية لدى الدول الكبرى، وأصحاب رؤوس الاموال، والشركات، وطغيان نزعة التوحش، والجشع لديهم، مؤكدة بانهم تجار حروب، اسمى أهدافهم جلب الاموال، وتحقيق الأرباح بصناعة وانتاج ادوات الموت، والعمل المستمر على تطويرها، وإهمال الجوانب الانسانية، ادناها ماظهر للعين بعجز الدول الحاد في توفير ابسط ادوات الإسعافات الأولية ليس في اجهزة التنفس الصناعي، بل حتى في الكمامات البسيطة.
٤- نبهت كورونا الدول الكبرى، وأصحاب شركات ومصانع ادوات الموت، باعادة النظر في سياستهم التجارية، لأن بضاعتهم ستصبح مزجاة و مردودة اليهم، لا مستقبل له.
رابعا: الجانب الاجتماعي
١- لقنت جائحة كورونا الدول المتقدمة والغنية، وشعوبها، درسا مريرا، سعيا لانعاش الضمائر المريضة، واحياء القيم الانسانية الميتة، للاحساس بحجم وشدة الالم، وأهوال المعاناة الناجمة عن الجائحات المستمرة، والمتعددة: (الطبيعية، والسياسية، والاقتصادية، والاجتماعية)، التي تطحن شعوب العالم الثالث، وتفتك بهم.
٢- اثبتت كورونا صحت المقولة الشهيرة (الوقاية خير من العلاج) وحثت العالم على النظافة، نظافة البدن ونظافة القلب لتطهيره من الأنانية، ودعت الانسان الى تجنب اكل “الخبائث” او الاختلاط بها.
٣- كشفت جهل او تجاهل الدول بالجانب الصحي، وضعف الرؤية الاستراتيجية للدول، ومراكزها البحثية (الطبية)، ونبهتها بضرورة التركيز، والاهتمام بالجهاز التنفسي، كونه الهدف الاول للفيروسات، والامراض الدخيلة على الانسان الاسرع انتشارا والاسهل والاكثر تنقلا وعدوى، والاشد فتكا بالانسان.
٤- أجهضت الفكرة الأنانية وغير الانسانية، لدى اصحاب رؤوس الاموال، فكرة استبعاد الانسان، وإحلال (الريبوتات) للعمل في كثير من المجالات ومنها المصانع، والشركات، فالعلاقة بينها وبين الانسان علاقة مصيرية، منتج ومستهلك. فكرة كهذه قد تعود بالمجتمعات للعيش على الحياة البدائية.
٥- اظهرت كورونا عجز منظمة الصحة العالمية، والدول المتقدمة في مواجهة وادارة الأزمات الصحية الطارئة، وضعف او انعدام رؤيتها الاستراتيجية في الجانب الطبي. وقصور المراكز البحثية العلمية الطبية.
التوصيات:
ما قبل كورونا كان العالم يشهد حراك سياسي، واقتصادي صعب، يدور فيه حول نفسه عاجز عن الخروج من عنق مرحلتين متناقضتين (احتضار، ومخاض)، كهل يحتضر يصارع الموت، خوفا من اللحد. وجنين في مرحلة مخاض خائف من المهد. الا ان هذا الحراك تضاعف اكثر واكثر، وظهرت، وتضاعفت تداعياته في ظل وجود كورونا. حراك يعلن عن اقتراب خروج العالم من عنق الزجاجة بعدل رحيل كورونا. ينفق المحتضر، ويخرج المنتظر. فنشهد نفوق النظامين في العالم:
– النظام السياسي احادي القطبية، بنزعته الوحشية.
– والنظام الاقتصادي الرأسمالي، منزوع الرحمة الانسانية، طليق الحرية الانانية. وسيشهد هذا حراك حضور “دولي” عالمي واقليمي كبير، ليس لمراقبة مرحلة المخاض العسير، بل من اجل الاسهام في عملية الولادة، وتوفير مستلزماتها الأولية كاجهزة الطلق الصناعي، ان لم تكن تحتاج الى عملية قيصرية. وكذلك للمشاركة الفعالة في تسمية، وتبني، ورعاية المولود (النظام العالمي الجديد)، نظام عالمي (متعدد الاقطاب، متنوع القوى).
وهذا سيتيح لجميع الدول القوية بذاتها او الضعيفة، انشاء تكتل سياسي عن طريق استغلال، وتوظيف روابطها (الجغرافية، او الحضارية، او الاجتماعية) او حتى رابطة (الاضطهاد السياسي)، فرصة المشاركة الكبيرة، والفعالة في بنائه.
ومن هذا المنطلق ندعو الانظمة العربية والإسلامية ان تستعيد جزء من كرامتها، وتحس ببعض مسؤوليتها تجاه الامة، وتنهض من انبطاحها، وتتحرك من منطلق المسؤولية وبكل جدية للمشاركة القوية والفعالة في بناء النظام الجديد عن طريق:
– ترفعها عن سفاسف سياسة الانانية، واختلافاتها المفتعلة، والمسيسة، المفروضة عليها. والتنازل عن سياسة، وسلوك التعالي، والغرور البينية، حينها سيحررون انفسهم من سياسة التبعية، وينتزعون انفسهم من مستنقع الانبطاح، ويتمتعون بنوع من الاستقلال الذي يفتح لهم قنوات التواصل والاتصال للتنسيق فيما بينهم لتحقيق تقارب سياسي، ينصفون به ذاتهم، فينتزعون لهم مكانة في النظام العالمي الجديد، وحينها ستكون الامة لبنة، ان لم تصبح ركن من أركان صرح بنيانه، نظر للاختلاف الكبير في البنية الروحية والهيكلة لهذا النظام عن سابقيه، والذي كان يبنى على القوة العسكرية دون سواها. بعكس النظام الجديد والتي ستكون قاعدته، وعماده واركانه القوة الناعمة، والاقتصادية، وحضور ثانوي، او هامشي، للقوة العسكرية ستتلاشى مع الايام.
وهذا ما سيتيح للامة الفرصة الكبيرة للحضور القوي، والتأثير الفعال في تشكيل مسار العلاقات الدولية، والسياسة الدولية، وبناء النظام العالمي الجديد، بما تملك من أهم عناصرالمقومات الطبيعية، والتاريخية، والثقافية للقوة الناعمة، والقوة الاقتصادية، وتزخر بها عالميا.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.