كورونا .. المقارنة يين نظامين
يمنات
وائل العبسي
منذ ظهور فيروس كورونا تسارعت عملية الانهيار في النظام العالمي، وتناثرت القشور التي كانت تغطي الطبيعة الوحشية لهذا النظام الرأسمالي الاحتكاري. رأينا حالة العجز في الأنظمة الرأسمالية، وحالة الانهيار الاقتصادي للنظام العالمي برمته، رأينا فشل بعض الدول في مواجهة الأزمة، مثل الولايات المتحدة الأمريكية، رأينا دولاً عملت بجهد ومسؤولية كبيرة تجاه شعوبها، مثل الصين.
القيادة الصينية الحكيمة التي عمدت من الوهلة الأولى، وبكل السبل الممكنة وغير الممكنة، ببناء مؤسسات وكوادر تعمل من أجل الإنسان، وعملت بكل مصداقية وشفافية مع شعبها والعالم، في نقل المعلومات عن الفيروس، ونشرها للعالم، حتى استطاعت القضاء على الفيروس، وانطلقت بمسؤولية لتقديم الدعم ومساعدة الكثير من دول العالم التي أنهكها الفيروس.
في الوقت الذي كانت القنوات الإمبريالية والتابعة تستهدف الصين وقيادتها وشعبها، بأسلوب فج ولاأخلاقي، وبهدف إلى الإساءة لها وعزلها ليتسنى لهم ضربها اقتصادياً وسياسياً، ولكن الشعب الصيني وثق بقيادته الحكيمة التي مضت في مواجهة الوباء دون الالتفات لما يريده الزائفون.
وعلى النقيض، بدت الإدارة الأمريكية تنتهج اللامبالاة والذهاب بعيداً في البحث عن حجج لا تُبرر الهروب والتنصل من المسؤولية تجاه مواطنيها لإلقاء اللوم على الصين، والافتراء بأنها أخفت حقائق بشأن الفيروس.
فشلت الإمبريالية الغربية في مواجهة فيروس كورونا، ويعد هذا الفشل ضمن سلسلة الإخفاقات المتكررة للإمبريالية في ظل تنامي وتعاظم أزماتها الداخلية بفعل التناقض والتراكم في بنية النظام الرأسمالي، ولمعالجة أزماتها الاقتصادية كالعادة تفتعل الإدارة الأمريكية المبررات وتصنع الحجج في أي مكان في العالم، سواء بشن الحروب أو دعم الانقلابات، ليتسنى لها نهب ثروات الشعوب، والدلائل كثيرة من فيتنام التي منيت أطماعها فيها بشر هزيمة، وإلى العراق وغيرهما.
لطالما عملت الإمبريالية الأمريكية وأتباعها الأوروبيون، بكل أبواقهم، للإساءة لسمعة الصين، والنيل من الصين، وصعود اقتصادها ونهضتها وتطورها العلمي.
أمريكا الدولة التي تتباهى دوماً بحجم الإنفاق على التسلح وبناء مؤسساتها العسكرية كدولة كولونيالية تحكم العالم بالهيمنة والقوة العسكرية. أمريكا الإمبراطورية المتهالكة، تتوهم أن الصين في القرن التاسع عشر، حرب الأفيون التي استباحت من خلالها بريطانيا الصين بنشر المخدرات وزراعة الأفيون، ويتوهم الغرب الإمبريالي أن بإمكانهم تكرار استباحتهم وغزوهم للصين بدون إدراك وإغفال للقوة التي وصلت إليها الصين الجديدة.
ويتوهم الإمبرياليون أن الحرب ستمنحهم عودة للهيمنة على العالم من جديد. وكالعادة في كل مرة تلجأ أمريكا إلى معالجة أزماتها الاقتصادية بشن الحروب والتدخل العسكري، لكن هذا المرة الأمر مختلف، فإن العالم لم يعد يتسع للمزيد من الأكاذيب والافتراءات الأمريكية.
المصدر: شبكة الحرير الصيني الاخبارية