فضاء حر

صدمة كبيرة

يمنات

فارس العليي

اصبت بشلل نصفي في فبرير 2018 وكانت الصدمة كبيرة للحد الذي لا يمكن تخيله..

بكيت وانهرت الى حد العجز ومن ثم تمضي الساعات والأيام الاولى بمثابة اختبار لطريق الذي ستختاره؛ إما الاستمرار في الحياة التي اصبحت عليها او رفض الفكرة من اساسها، والتعامل مع واقعك بكل جدية وصبر وجلد..

لا اريد ان يصبح هذا البوست نشوة كتابة، ولكني استطيع أن اقول لكم انني لم اكن اتوقع ان بطئ خطواتي قد تكون مقدمة لشلل نصفي، وحالفني الحظ في اشياء كثيرة بسبب فقدان الاحساس وكان الذهاب الى المستشفى فكرة الوالد العزيز فيصل سعيد فارع و بعد ملاحظته ضعف خطواتي اصر بزعل، قابلت الطبيب وبعد عوتي الثانية اليه بالكشافة، حذرني من خطورة الوضع، وصف العلاج وأمرني بالتحرك للرقود في المسشفى الجمهوري بصعناء.

لم اذهب واشتريت العلاج وذهبت في اليوم الثاني بتوصية من الاستاذ والصديق الحميم عبدالرحمن بجاش للدكتور القدير والعزيزالقعيطي، لكن في ذلك الصباح بعد ليلة لم يكن فيها قلق كافي لان اتلقى في الصباح صدمة الشلل النصفي، عندما قابلت الدكتور القعيطي، اخبرني انني مصاب بالشلل النصفي نتيجة التهاب الحبل الشوكي وتعرضة لفيروس من نوع نادر، لا اريد الخوض في تفاصيل شعور رجل مقعد.

بدأت باستخدام الدواء والسوائل المقررة بشكل مخيف لكنني كنت اقوم بتطبيب نفسي، والى جواري الأهل والاصدقاء خصوصا ريدان الاصبحي الذي لم يفارقني لحظة، إذ قمت بعمل اورنيك لاسماء العلاجات ومواعيد استخدامها، وعملت لها منبه في الايباد، وكنت ملتزم بالذهاب الى مركز الاطرف للعلاج الطبيعي واحتمل النبضات الكهربائية والتمارين الصعبة جدا، لكن اذا لم تمزج كل ما تفعله بالايمان والصبر والشجاعة والأمل ستكون فرصتك في النجاح ضئيلة.

خلال العشرة ايام الاولى كانت عضلات ساقيّ بدأت تشبه نحولة وشكل كل المشللوين النصفيين، ولم تفارق مراقبة عينيّ لهما، كنت اصر ان اقف بهما واستمتع بكل خطوة تخطو بها قدمي وان تكون خطوات انسان مر بالعجز التام وعليه ان يفعل شيئا عندما يقف بهما ثانية.

كانت لدي آمال واحلام فانتازية ورومانسية وبناء عالم اي انسان يحب الحياة بشغف ويدرك اهمية التجارب في تأسيس الوعي، واستفدت من تعاطف الناس والاصدقاء والاهل والمقربين لأنهم منحوني الأمل والحب والقوة، اكره فقدان الناس، وانسى المواقف السيئة واحتفل بالمواقف الجميلة واستمتع بإكتشاف الاشياء ومنحها تفسيرا جميلاً واتمنى ان اكون الأنسان الذي يجب، واشياء اخرى كانت ضرورية لتعطيك قوة لتجاوز الحالة وكسر الصعوبات.

اتمنى من كل قلبي ان يلطف الله بإخوتنا وأخواتنا وامهاتنا وآبائنا اليمنيين ويحفظهم بجوده وكرمه.

من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى