المانحون وشراء الذمم
يمنات
محمد اللوزي
لا نرى فيما يضخه المانحون من مئات الملايين من الدولارات إلا عبارة عن رشاوى تقدم لساكني فنادق خمسة نجوم مقابل شراء ذممهم في قتل وطن وحصار شعب، والتنازل عن الأرض والسيادة الوطنية، وتحقيق اطماع السعودية والامارات كدولتين باغيتين علينا في احتلال الأرض اليمنية كماهو الحال في المهرة وسقطرى. وإذا فإن تقديم المساعدات المادية والعينية لا يستفيد منها المواطن في شيء، ويجدها أرصدة معبأة في بنوك الخليج والاتحاد الأوروبي.
هي مساعدات حقيقة لا إنسانية، وهي تمويل البترو دولار في تنفيذ ماتبقى من مخطط المؤامرة على الوطن اليمني. ولعل التذرع بحائحة كورونا هو المدخل السيء للوصول الى استرقاق الشرعية وتوابعها، وجعلها مجرد ديكور سيء، ووباء إضافي لإرهاق االمواطن اليمني الذي لم يلمس من كل مليارات الدولارات التي تدعي دول التحالف أنها قدمتها، سوى المزيد من الأوبئة والحصار الاقتصادي، وخلق مناخات خصومة بين ابناء المجتمع الواحد، وصناعة ميليشيات خارج مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية، وانعدام الكهرباء والمياه في مناطق ما يسمونها محررة، وهم لايقدرون على أن تطاء قدم واحده لموظف بسيط هذه المناطق، وإلا ماذا يعني تقديم 14،٤ مليار دولار من عام 2012حتى 2018 ومع ذلك تزداد اليمن فقرا وأوبئة وتردي مخيف في خدمات الصحة واالكهرباء والمياه والطرقات وتزداد الحياة قساوة فيما الشرعية مجرد شاهد زور على تفتيت الوطن وتشرذمه من مقرها في المنفى حتى أنها صارت مدمنة لهذه الغربة مادامت تثمرلها أموالا طائلة تحت مبرر مساعدات.
وهي ثمن خيانة وتنازلات وبيع أرض، وإفقار وافقاد الوطن سياسيا واقتصاديا. لذلك نحن لانراهن على هذه الدول المانحة، ونرتاب منها وتخيفنا اهتماماتها بعناوينها الإنسانية البراقة والمخادعة.
ولايمكن والحال هكذا، إلا أن نطالب المجتمع الدولي إن كان حريصا على ماهو إنساني بفك الحصار، وخروج المحتل، وإيقاف الحرب التي طالت علينا، وأن يتخلى المانحون عن لعبتهم القذرة في شراء الذمم بالمال الوفير، الذي نجد كلما ضخته هذه الدول زاد فعل الجريمة، واشعال الحرائق في وطننا.
إننا نكترث بقوة لما يقدم عليه المانحون من لعبة قذرة باعتبارهم شركاء اساسيون في ارتكاب جرائم الإبادة، ومؤسسات المجتمع الدولي ومنظماته المعنية بالحقوق والحريات ليست سوى أوكار نفاق تتنازل عن قيمها الانسانية وعن الحقوق والحريات والمواطنة، لصالح البترو دولار القميء الذي اشتغل على قهر الإنسان في هذه المنطقة، وعلى إفساد القيم لدى الدول الاورو أمريكية وشراء ذمم المنظمات الدولية، التي تعرت اليوم أمام حقائق الجغرافيا والتاريخ.
لنجد دولا مثل اليمن وسوريا وليبيا، تفضح الغرب الامبريالي وتهزمه أخلاقيا. على هذا الأساس سيبقى البترو دولار إعاقة حقيقية في طريق أحرار العالم ومناضليه الشرفاء، وسيغدو مرتكبو جرائم إبادة الشعوب في الوقت الراهن مجرد عناوين كبيرة لتخلف عميق مهما بدا حضاريا متقدما.
لقد استطاع نادي الأغنياء في الخليج مسخ الأورو أمريكي، وشراء صمته، إن لم يكن مشاركا في إبادة شعوب بأسرها.
ويبقى المعول هنا على وعي المناهضين للأستكبار العالمي على احرار العالم في مواجهة تحديات المانحين المالية بقذارة لم تعهدها البشرية من قبل بهدف قهر شعوب تعشق السلام وتحاول جاهدة أن تنتصر لإرادتها أن تكون فاعلة في صناعة المستقبل.
من حائط الكاتب على الفيسبوك
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.