رسالة في يوم الطبيب اليمني
يمنات
د. عبد الباري دغيش
بمناسبة يوم الطبيب اليمني في 25 يونيو 2020م، اسمحوا لي أن أقول :
المحبة والتقدير والاحترام لكل زملاء المهنة من أطباء اليمن في الداخل والخارج ، والرحمة والمغفرة والسلام لأرواح الشهداء من الجيش الأبيض ممن قضوا وهم يواجهون جائحة كوفيد – 19 في مختلف أرجاء الوطن وفي العالم، والشفاء لمن لم يتعافوا بعد من هذا الوباء ومضاعفاته .. التحية والإحترام والتقدير والمحبة لكل الصامدين من منتسبي الجيش الأبيض من أطباء وطبيبات وممرضين وممرضات ولكل منتسبي المهن الطبية والمهن الادارية والمساعدة في كل التخصصات وكل المتطوعين والمتطوعات على جهودهم أينما كانوا في الوطن وهم يخوضون معركتهم من أجل إنقاذ حياة المرضى في ظل ظروف خاصة وعامة غاية في الصعوبة والعسرة جراء الحصار والحرب وانقطاع المرتبات وشح الوقود والدواء وانقطاعات التيار الكهربي لساعات طوال خاصة في المناطق الساحلية.
الشكر الجزيل والتقدير العميق لكل أهل الخير من اليمنيين وغيرهم من رجال الأعمال والبيوتات التجارية والشخصيات الإجتماعية الإعتبارية والمنظمات الدولية الانسانية ومنظمات المجتمع المدني اليمنية وغيرهم الكثير من الذين قدموا مساعدات طبية عينية أو قدموا وقتهم أو غير ذلك لمواجهة جائحة كوفيد – 19 في اليمن بكل جغرافيته دون تمييز، ونطالبهم بالمزيد ، فما زال اليمن المكلوم منذ سنين عديدة بحاجة لموقف أحرار العالم جميعاً وتضامنهم معه وخاصة أطباء وطبيبات العالم عبر تقديم العون والمساعدات وبشكل اساسي الضغط بكل اشكاله من اجل ايقاف الحرب ورفع الحصار وفتح المطارات والموانئ واحلاال السلام فوراً.
المجد والخلود لأولئك الذين قدموا أرواحهم من أجل مساعدة المرضى في كل مواقع البطولة والشرف من منتسبي الجيش الأبيض.
الزملاء والزميلات / أظننا في هذا اليوم أحوج أن نكون نحن بعيدون عن السياسة ،كما أقسمنا في علاج الصديق والعدو والقريب والبعيد والصالح والطالح .. نحن معنيون بالحفاظ على الحياة ومعنيون بالعمل من أجل توفير كل شيء يساعد ويحفظ الحياة ويشفي المرضى – أن نكون على رأي واحد في دعم وطننا وأناسنا في هذ الظروف الحرجة في اليمن والمنطقة، بعد أن بلغت القلوب الحناجر، وبعد أن طفح الكيل، وبلغ السيل الزبى، وبعد أن نفذ الوقت ولم يبق في قوس الصبر من منزع، أن نعلن دعوتنا ومطلبنا العاجل لإحلال السلام الشامل، والايقاف الفوري للحرب وأن يرفع الحصار وتفتح المطارات والموانئ وتُطبع الحياة في الحال ، ونرى أن تلك هي الخطوة الأهم للتغلب على جائحة كورونا كوفيد – 19، وهي كذلك الخطوة الاولى للتغلب على المجاعة وسوء التغذية الوخيم وللتغلب على أوبئة أخرى مثل الملاريا والكوليرا وحمى الضنك والمكرفس وغيرها والتي حصدت وما زالت تحصد أرواح اليمنيين على مدار الساعة منذ سنوات، بحيث أن الآلة الحاسبة للمنظمات الدولية وللأمم المتحدة قد أصابها العطب وتعطلت ولم يعد بإمكانها متابعة العد والإحصاء لأعداد الضحايا من الاطفال والنساء والشيوخ والمدنيين جراء الاوبئة والجوع والحروب والقصف الجوي والصاروخي والمدفعي والالغام وبقايا القنابل والخ..
رأينا ودعوتنا ورسالتنا العاجلة والحيوية الملحة الى مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة أن يذهب الساسة والنخب والمتحاربون والدول المتورطة في هذه الحرب الى التفاوض والحوار ليجدوا حلاً لهذه الماساة الانسانية الأسوأ في العالم ، بعد أن أثبتت سنوات الحرب العجاف أنه لا منتصر فيها ، وأن المنتصر على أناسه مهزوم في كل الأحوال، وأي حل سوف يتوصلون إليه هو بالتأكيد أقل كلفة وأفضل من إستمرار الحرب.
في الأخير أتوجه إليكم جميعا أيها الزملاء والزميلات ،الأطباء والطبيبات، والى كل الكادر الطبي وكل منتسبي المهن الطبية الاساسية والمساعدة والى كل المتطوعين والمتطوعات في القطاع الصحي معرباً عن عظيم المحبة والشكر والامتنان والتقدير والاحترام، كما أعرب عن صادق العزاء والمواساة لكل عائلات شهداء الجيش الأبيض، ونسأل الله الكريم أن يلهم عائلات شهدائنا وكل الزملاء والمحبين جميل الصبر والسلوآن، وأن يتقبل شهداءنا من منتسبي الجيش الابيض “ملائكة الرحمة” القبول الحسن ويسكنهم أعالي الفردوس بجوار الصديقين والشهداء والصالحين والاولياء والانبياء وحسن أولئك رفيقا وإنا لله وإنا إليه راجعون ، السلام
عضو مجلس النواب، رئيس لجنة الصحة العامة والسكان
صنعاء
22 يونيو 2020