تفكيك أشفار الاستبداد
يمنات
هايل القاعدي
إن الطغيان والاستبداد والدكتاتورية هما مصطلحات يرجع ظهورهما إلى العصور القديمة مما كان يتصف به أصحابها من تجبر وتعالي على باقي البشر والتدخل في نظامي خالق السماء كما وقع للعديد من أئمة هذا الثنائي المقيت كرمسيس الثاني المعروف بفرعون والنمرود ابن كنعان ولم تتوقف هذه الظاهرة في العصور القديمة للبشرية بل تجاوزته لتكسب أنصارا جدد على غرار موسي ليني وهتلير وغيرهم من كانوا مهووسين بسفكي دماء الأبرياء .
إلا أن ومع تقدم تلك الشعوب في أمصارها التي شهدت هذا النمط من الأنظمة واستطاعت إيقاف ذلك النزيف وكانوا أرض المنبع وكنا نحن في العالم الثالث .
أصبحنا سهول خصبة وأوكار ليرتع فيه من هب ودب وحقل تقام عليه كل التجارب وكل القوى تحاول تطويع الشعب وتفرض عليه القبول به وبظلمه وفساده ومن يعارض يقرر القضاء عليه!
الأنظمة المتجبرة المستبدة تعتمد علي أربعة مفاصل أساسية لممارسة السلطة المطلقة أو بمعني آخر أربعة أشكال للفساد وهي …
1- الفساد السياسي: من بين صوره القفز إلي سدة الحكم يمارس الظلم والقهر والقمع والبطش وتكتيم الافواه ويعمل على إزالة سيادة القانون حتى يتمكن من فرض سيطرته.
2- الفساد الاقتصادي: من صوره العبث بالمال العام وممارسة الجبايه باصناف مختلفه وتحت مسميات متعددة واحتكار للسلع والاحتياجات، وفرض الضرائب على كل شي جمع المبالغ من كل المؤسسات والقطاعات حتي يتمكن من فرض عقليته النرجسية المهووسة بحب المال مستخدما المؤسسة العسكرية والأمنية لتحقيق ذلك.
3- الفساد القضائي: ومن أبرز أدواته تعطيل العدالة وحرصه أي الحاكم علي فرض سيطرته على هذه المؤسسة التي يجب أن تكون من أكثر المؤسسات احتراما ويصبح هو المتحكم بها ويديرها ويجندها لتنفيذ اجندته وتخدم توجهاته لكن الحكام لايحترمون إلا من يسابق إليهم ليشاهد معهم المسلسل الطويل المعروف في جميع أدبيات الأنظمة الرجعية الدكتاتورية بعنوان التسليم لسلطة الواقع متعليين لكل زمن حكمه …
هذا المصطلح المائع الفضفاض يتم العمل به ويفرض على العاملين في القضاء بالإضافة إلى عقلية الترغيب والترهيب لفرض مزيد من التشريعات تكرس حكم الطاغية أكثر .
فالكثر من أجل كسب وده وتأييده بعد نجاحه في استمالتهم إليه وضمان ولائهما له لفرض الجبايات على المواطنين المغلوبين على أمرهم ذات مصادر غير الشرعية سوى أنها أنشئت لخدمته.
4-الفساد الإداري : من مظاهره تفشي ظاهرة البلقراطية بما فيها من إفساد لكل الأجهزة من الشرطة وحالة مدنية والمحسوبية في التعين وفي الوظائف العامة …
لقد شهدت جميع أنظمة العالم الثالث ويلات الظلم والقمع والاستعباد من طرف أنظمتها المارقة واليمن ليست إلا واحد من الاستعباديين القمعيين النفعيين وهذا ما جعل شعبها يرزح تحت وطأت الفقر والجهل والتخلف .
فكل نظام استبدادي هو نظام كذوب، ولكنه يتعرض دائماً لخطر تصديق كذبه، فيسقط في الجب الذي حفره لشعبه من ألاستبداديته يستحدث أجهزة أمنية بغية إحكام سيطرته على البلاد ومقدراتها من خلال هذه الأجهزة وآلياتها للسيطرة على النظام نفسه وفرض نظامه الخاص .
هذا النظام سيبقي استبداده يلجم الطاقات الحية في المجتمع وقمع كل المبادرات والحركات فالجهاز الأمني يمارس نفس المهمة داخل النظام، مما يدمر إمكانياته وقدراته وأهم نتيجة لهذا المنحى التخلص من العناصر القادرة والذكية بصورة محكمة التنظيم لأن استقلاليتها تهدد سيطرتها !
وبعكس النظام المدني فإن نظامه ينفي ألاذكياء، إلا من يتذاكى منهم فيخادع بالنزول إلى مستواه، فيخلو الجو للأغبياء والمتغابين…
فنحن هنا أمام نظرية نشوء وارتقاء بالمقلوب، حيث البقاء ليس للأصلح، وإنما للأفسد والأغبى والأقل كفاءة. ولانحتاج هنا للإفاضة في تعداد أتباعه …
إن نظام هكذا حاله لن تكون نتيجته إلا خروج أو بالأصح إخراج أهل العلم والقدره والكفاءة والخبرات بغية المزيد من السيطرة على المجتمع من طرف حلف الجهالة ولبعضهم قدرات فكرية وعقلية لا بأس بها، وهم يلعبوا أدواراً مهمة في لحظات حاسمة ولكنهم سيضطروا تحت ضغط داينامية النظم الإقصائية للتواري ولعب أدوار ثانوية.
وقد بدأ بعضهم في تبني خطاب النظام الغبي الهابط وممارسا فلسفة التقية مستخدمين الخطاب الديني ولن يعودو إلى جادتي الصواب لانهم مشحونين بالكراهية والمقت ورفض الغير إلى أنه أصبح من الصعب الدخول معه في حوار عاقل ليس لديه الاستعداد لتقبل النصح والعودة الى جادة الصواب يرئ ان كل مايفعله الصواب بالرغم من انه خطاء فادح تتولى الاخطاء تباعا وتولد الاخطاء العديد من الاشكاليات وتتحول الي احتقانات تتجمع الاحتقانات من كل المجالات وتزداد وتغلي الى الحد الذي تصبح جاهزة الانفجار وتنفجر كالبركان الهادر لا تستطيع سلطته القمعية او قبضته الحديده مواجهتها واخماد نيرانها فالظلم لايدوم والظالم لن يسود ولنا قصص وعبر ودروس قراناها في التاريخ .
لن يدوم الاحتلال ولن تستمر الوصايه ولن يبقي الظالمين فالشعوب بفطرتها لا تقبل بذلك مطلقا حتى وان ظعفت في لحظة زمنيه لكنها ستحصوا يوما ما .
إن مواجهة الظلم والاستبداد في ظل حياة اجتماعية قاهرة وفقر مدقع مع القمع للحريات ليسمح للمتسلطين باستغلال خيرات البلد من أجل السيطرة …
حيال هذا الواقع المرير الذي تشهده ربوع العالم الثالث بصفة عامة وأرض اليمن بصفة خاصة .
إن ظاهرة الاستبداد ليست بجديد كما أن ثقافة الرفض والثورة على الطغاة لتصحيح المسار وتقويم الأختللات الموجودة إن لم تكن سبقت الاستبداد ليست بالحديثة .
لو كان الاستبداد رجلاً، وأراد أن ينتسب، لقال: أنا الشر، وأبي الظلم، وأمي الإساءة، وأخي الغدر، وأختي المسكنة، وعمي الضر، وخالي الذل، وابني الفقر، وابنتي البطالة، ووطني الخراب، وعشيرتي الجهالة.
لا تخاف أبداً أن ترفع صوتك من أجل الصدق والحقيقة ومن أجل التصعيد ضد الظلم والكذب والطمع.
عليكم أن تـقولـــوا لا ولو لـمرة واحدة لا للخنوع ولا للظلم ولا للقهر والأستبداد لو فعل كل الناس ذلك سيتغير العالم.
عند ما تقرر الوقوف ضد الظلم، توقع أنك سوف تقمع وتُشتم وتتهم بالخيانه والعماله ثم تخون ثم تكفر لكن إيّاك أن تسكت عن الظلم من أجل أن يقال عنك أنك رجل سلام كن صاحب مبدا كن صاحب موقف كن صاحب كلمه لا تساعد الظالم على ظلمه بالسكوت من الممكن أن أموت مخنوقا لكن من المستحيل أن أعيش خانعا مذلاً ومهانا مسلوب الحريه والكرامة.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.