المخرج العاجز عن فهم طبيعة عمله
يمنات
د. قائد غيلان
ما مشكلة فهد القرني وفلاح الجبوري مع الأسنان..؟ لماذا يربطان الكوميديا بالأسنان المشوّهة..؟
كنا نظن أنها مسألة غياب الإبداع، عدم الثقة في قدرة الممثل على الإضحاك فيلجأ إلى تلك الطريقة في التشوّه و البهذلة..
لكن المسألة اختلفت مع الفنان عامر البوصي (بطيشان) الذي يبدو فنانا مقتدرا، و لم يكن بحاجة مطلقا لتشويه فكه العلوي، لكن الأمر بحاجة إلى دراسة نفسية لتفسير هذا الإصرار على تشويه الشخصيات عند منطقة الفم.
إنها عقدة المُخرج العاجز عن فهم طبيعة عمله، مخرجون لا يعرفون من الإخراج إلا التصوير، لا يعرفون شيئا عن السلوك الإنساني، لهذا يُحجِم عن تقديم شخصية سوية في دور شرير، فهو يفهم الشر على أنه يتركز في الشكل القبيح. قولوا للمخرجين إن الشر سلوك و ليس شكلا، فالمجرم قد يكون ظاهريا وسيما و مهذبا و أنيقا، مازال فلاح الجبوري يعمل بعقلية مخرجي مسلسلات الثمانينات الذين صوروا الكفار بلباس أسود و المسلمين بلباس أبيض، و صوروا عنترة شخصا بدينا (فريد شوقي) رغم ان الفارس ينبغي أن يكون رشيقا، و حصروا الإجرام في شخصيات بعينها مثل محمود المليجي، و توفيق الدقن، و جميل راتب. لكن الأفلام و المسلسلات المصرية تجاوزت هذا منذ أكثر من عشرين عاما، مازال هذا المخرج عند نقطة البداية، و كأنه لم يطلع على الأفلام و المسلسلات العربية منذ التسعينات.
و هنالك نقطة أخرى ينبغي تسجيلها على مسلسل الجمرة2، فهو يعمل انطلاقا من حس قائم على التمييز، إذ يقدم الممثلين في شارة البداية وفقا لقبائلهم داخل المسلسل، ممثلوا قبيلة كذا و ممثلوا قبيلة كذا، و ليس انطلاقا من أهمية الدور و مدة ظهوره في مساحة المسلسل، و الغريب أنه يجعل ” المطاريد”آخر القائمة، رغم انهم يقومون بدور رئيسي في المسلسل، فهم ليسوا مطاريد في بنبة القبيلة، بل و في وعي القائمين على المسلسل أيضا، و ذلك تكريس لفكرة الطبقية و التراتب الاجتماعي التي يفترض أن يتجاوزها الفن.
من حائط الكاتب على الفيسبوك
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520.