لماذا يتاجرون بقضية فلسطين؟
يمنات
د. إبراهيم الكبسي
قضية فلسطين هي قضية انسانية وأخلاقية بحتة يمكن حلها كأي قضية انسانية أخرى، ولكن ومنذ مئات بل آلاف السنين هناك من يريدها أن تكون تجارة دينية وسياسية وعسكرية وإقتصادية وإعلامية رابحة، بل ويريدها أن تكون محور صراع ديني لا ينتهي بين أتباع الديانات والملل المختلفة حتى قيام الساعة معاجزا بذلك لرغبة الله تعالى لأهل الأرض جميعا والقاضية بضرورة التعايش والتسامح فيما بينهم قدر الإمكان واحترام الإختلاف العقدي بينهم على قاعدة أن الله هو من سيفصل بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون، الله يريد من بني آدم أن يتنافسوا في بناء هذه الأرض واصلاحها واعمارها بالعدل ولذلك استخلفهم فيها وجعل معيار العمل الصالح هو معيار النجاح.
اقرأوا التاريخ المنصف عندها ستجدون أن هناك الكثير من الأنظمة والممالك والإمبراطوريات الحاكمة في هذا العالم، والكثير من الأحزاب والفرق السياسية من مختلف التوجهات، والكثير من الملل والحركات والجماعات الدينية من مختلف الأديان، والكثير من الأفراد الطامحين والمتسلقين، كلهم تاجروا بهذه القضية ووظفوها من أجل أن يجنوا الأرباح والمكاسب السلطوية والمالية على حساب دماء الناس وأموالهم، ويحرصون جميعهم حتى اليوم على عدم ايجاد حل نهائي لهذا الصراع الأزلي المصطنع والمخالف لإرادة الله تعالى.
ولكن لماذا يتاجرون بقضية فلسطين؟
١.لأنها بساط الريح لمن يريد الطيران السريع إلى قمة السلطة وحكم الأمم والشعوب بل والتحكم بسياسات هذا العالم وصراعاته وثرواته.
٢. لأنها حصالة النقود ومنجم الأموال والثروات للأنظمة وللأحزاب والجماعات والحكام والسياسيين الذين يريدون ملء جيوبهم بالأموال والذهب وبناء امبراطوريات اقتصادية هائلة من خلال المتجارة بها وابتزاز الدول ونهب ميزانياتها وسرقة جيوب الفقراء والبسطاء.
٣. لأنها الصابونة المنظفة لأيادي الكثير من الأنظمة الديكتاتورية المجرمة الملطخة بدماء شعوبها، فكم من حاكم ديكتاتوري أو كهنوتي فاسد ومتسلط قتل وشرد شعبه ثم تحول إلى بطل قومي وديني من خلال المتاجرة الرخيصة بهذه القضية الإنسانية.
٤. لأنها الدعاية الإنتخابية الناجحة للتحشيد وللفوز بالإنتخابات في جميع المجتمعات المتدينة سواء كانت مسلمة أو مسيحية أو يهودية.
٥. لأنها القضية السياسية التي تتاجر بها أنظمة اسلامية وعربية وعالمية من أجل عقد الصفقات السياسية والعسكرية والإقتصادية المربحة على حساب دماء وأرواح الشعب الفلسطيني.
٦. لأنها الوسيلة الناجحة دائما والتي توظفها الأنظمة والأحزاب الحاكمة لتحسين وتلميع صورتها أمام شعوبها ولتخديرها وإلهائها من أجل البقاء والإستمرار على كرسي الحكم لأطول فترة زمنية ممكنة بل وتستخدمها هذه الأنظمة من أجل التغطية على مشاكلها الإقتصادية والسياسية وفسادها المالي والإداري.
٧. لأنها السلم المختصر والمباشر إلى كرسي الحكم على أكتاف البسطاء من أصحاب العاطفة الدينية.
٨. لأنها الماء الطاهر لغسل قذارة وفساد الكثير من الحكام ولصوص الأوطان والأحزاب السياسية والجماعات الدينية والحكومات الفاسدة.
٩. لأنها القناع الجميل لتغطية وجوه الحكام والأنظمة القبيحة.
١٠. لأنها البضاعة والمادة الإعلامية الدسمة والثمينة لكل سياسي واعلامي وتاجر وناشط طامح للتسلق والصعود على سلم الشهرة والربح على حسابها.
في الأخير وكما قلت سابقا فإن قضية فلسطين هي قضية انسانية يمكن حلها، ولكن كل هؤلاء المتاجرين بها دينيا وسياسيا واقتصاديا وعسكريا واعلاميا لا يريدون لها حلا قريبا ونهائيا، لأنها تجارة رابحة لهم ولذلك فهم يخشون كسادها.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520.